بعد رد "حماس" الإيجابي على مبادرة الوسطاء.. ما هي السيناريوهات المطروحة أمام حكومة الاحتلال؟

أجمع خبيران في الشأن الإسرائيلي على أن حكومة الاحتلال تتجه نحو إتمام صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية، وذلك في أعقاب جلسة مجلس الوزراء الأمني المصغر (كابينيت)، المقررة مساء اليوم السبت، والتي ستناقش رد "حماس" الإيجابي على المقترح القطري المبني على مقترح "ويتكوف" المعدل، والذي سُلّم للوسطاء المصريين والقطريين.
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي، ذو الفقار سويرجو، إن "السيناريو الأقرب أمام حكومة نتنياهو هو التوجه نحو إبرام صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية".
وتوقّع سويرجو، في حديث مع "قدس برس"، أن يتم الإعلان عن نجاح الهدنة غداً، خلال اجتماع نتنياهو وترامب في البيت الأبيض.
وأضاف: "يتجه الرئيس الأمريكي بجدية كبيرة لإعادة الهدوء إلى منطقة الشرق الأوسط، وإنهاء الصراعات، والبدء بمرحلة السلام، وإبرام اتفاقيات التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل".
وأشار إلى أن إرسال وفد إسرائيلي إلى الدوحة لا يعني بالضرورة الموافقة على التعديلات الفنية التي طرحتها حركة "حماس" ضمن ردها، موضحاً أن "ذلك قد يُشكل التفافاً على الاتفاق وتطبيق بنوده ببطء شديد، مع ضمان عدم خرق اتفاق التهدئة من الطرف الإسرائيلي".
وشدّد سويرجو على أنه "إذا ما وُجدت نية جادة من الأمريكيين لإنهاء الصراع في غزة، فلن تكون هناك عقبات أمام إتمام صفقة التبادل، والوصول إلى وقف إطلاق نار دائم، وتطبيق البنود التي طرحتها حركة حماس".
كما بيّن أن "حكومة الاحتلال قد تماطل في تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه، لتجنب الظهور بمظهر المهزوم أمام شروط حركة حماس".
وفي السياق ذاته، رأى الخبير في الشأن الإسرائيلي، مؤمن مقداد، أن كابينيت الاحتلال سيصوّت، وبأغلبية، لصالح إبرام صفقة التبادل، حتى لو عارضها الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
وقال مقداد في حديث مع "قدس برس": "نتنياهو بات أقوى سياسياً بعد تحييد جبهة إيران، وخروجه بمظهر المنتصر، متجاوزاً الخلافات التي كانت تهدد بقاءه في الحكومة أو تعيق ترشحه لحكومة جديدة".
وأضاف: "تهديد سموتريتش وبن غفير بالانسحاب من الحكومة في حال الموافقة على الصفقة لم يعد ذا تأثير كبير على حكومة نتنياهو، كما أن معارضة الصفقة لا تخدم مصلحة الوزيرين إذا ما ترشحا لحكومة مقبلة".
وتابع: "بناءً على ما سبق، فإن السيناريو الأقرب لرئيس الوزراء الإسرائيلي هو التوجه نحو إبرام صفقة تبادل، في ظل انعدام جدوى الضغط العسكري لاستعادة الرهائن في غزة".
وأشار مقداد إلى أن "إتمام الصفقة واستعادة الرهائن في هذا التوقيت، وبعد تحييد جبهة إيران وضرب حزب الله، سيعزز من شعبية نتنياهو، ويرفع من رصيده السياسي كرئيس وزراء حقق إنجازات على الساحة الإسرائيلية".
كما بيّن أنه "مع انتهاء فترة الهدنة، فإن السيناريو الأقرب هو تجديدها، ثم التوجه لإنهاء الصراع في غزة، والتفرغ لاتفاقيات السلام وتطبيع العلاقات مع الدول العربية، بما في ذلك السعودية ودول الخليج العربي".
وكانت حركة "حماس" قد سلّمت ليلة أمس الجمعة ردها الإيجابي، متضمناً بعض التعديلات الفنية، على المقترح القطري المبني على مقترح "ويتكوف" المعدل.
ومن المقرر أن يجتمع الـ "كابينيت" الإسرائيلي مساء اليوم لمناقشة التعديلات الواردة في رد "حماس"، ولإتمام صفقة التبادل قبل سفر رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى واشنطن، حيث يُتوقّع الإعلان عن الصفقة خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، وفقاً لإعلان الأخير.