كيف تتعامل المقاومة في غزة مع الغارات الإسرائيلية على القطاع؟

أكد خبراء أمنيون محللون سياسيون، أن رد المقاومة الفلسطينية على الغارات الإسرائيلية على غزة، يتم من خلال التنسيق المشترك والمدروس بين الفصائل، لإيصال رسائل واضحة لسلاح جو الاحتلال، أن استباحة أجواء القطاع لن تظل إلى ما لا نهاية.

وقال الخبير الأمني والاستراتيجي إبراهيم حبيب إن "رسائل المقاومة في هذه المرحلة واضحة، بأنها لا تريد الانجرار إلى عملية واسعة النطاق في غزة، ورغم أن عملها دفاعي بالدرجة الأولى، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يجري للأسيرات والأسرى والضفة والقدس".

وأضاف حبيب لـ"قدس برس" أن "الساحة الأساسية للفصائل هي الضفة الغربية، وليست غزة، وهذه الرسالة التي تنقلها المقاومة من خلال كل تصعيد إسرائيلي سابق، وحتى اليوم".

وأشار إلى أن "المقاومة نقلت رسالة للمسؤولين المصريين ولغيرهم، بضرورة وقف الاحتلال الإسرائيلي عملية الضغط على الأسرى وتهديد المسجد الأقصى".

تنسيق وتوزيع أدوار بين الفصائل

من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا "وجود تنسيق عالي المستوى بين فصائل المقاومة الفلسطينية في عملية الرد على الغارات الإسرائيلية، ويتمثل في آلية وطبيعة الرد، وتوزيع الأدوار، ومعرفة كل فصيل دوره".

وقال القرا لـ"قدس برس" إنه "منذ سنة تقريبا؛ كان لدى المقاومة أكثر من سيناريو لكيفية التعاطي مع الطيران الإسرائيلي، خاصة في استهداف مواقع المقاومة، الليلة قبل الماضية، وكان القرار ضرورة أن يكون هناك رد على هذه الاعتداءات".

وأضاف أن "الرد على الغارات الليلية، يكون باستخدام أكثر من جانب، منها إطلاق النار المباشر على الطائرات، بهدف إصابتها، وليس تصديا شكليا فقط، بحيث يشعر طيران الاحتلال بالخطر تجاه ما يقوم به".

ولفت إلى أن "المضادات الأرضية (الرشاشات الثقيلة)، لها مهام محددة، وهي إزعاج المستوطنين في مستوطنات غلاف غزة، وإرباك القبة الحديدية حتى لا يتحول القصف والتوغل اعتياديا".

الردع وتحييد سلاح الطيران الإسرائيلي

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي محمد مصطفى شاهين ان "الردع وتحييد سلاح الطيران الإسرائيلي، هما الرسالة الأبرز من استخدام المقاومة الليلة قبل الماضية لصواريخ أرض جو".

وشدد شاهين في حديثه لـ"قدس برس" على أن "استهداف الطائرات للمرة الثانية على التوالي، مؤشر واضح لامتلاك المقاومة عددا ونوعية كبيرة في مخزونها من هذه الصواريخ".

وقال إن "المقاومة استخدمت عدة أنواع من مضادات الطيران، ومنها صاروخ من طراز (ستريلا-2) و(سام 7) الروسي في التصدي لطائرات الاحتلال، إضافة إلى رشاشات ثقيلة لتحييد سلاح الطيران الصهيوني".

وأضاف أن "المقاومة تعمل بأدوات مختلفة، من أجل إجبار الاحتلال على وقف عدوانه وقصفه على سكان قطاع غزة ومواقع المقاومة، في إطار تثبيت معادلة قصف غزة، يترتب عليه تكلفة عالية، وتهديد، وإسقاط لطائراتكم".

وتابع أنه "على قيادة الاحتلال استيعاب هذه المعادلة، وما نجحت من خلاله المقاومة بدفاعاتها الجوية في تحييد الطائرات المروحية بشكل كبير سابقا، ستنجح حاليا في تحييد الطائرات النفاثة (إف 16) و(إف 35)، من أحدث الصناعات الأمريكية".

مفاجآت المقاومة

واعتبر شاهين أن هذا التصدي المتكرر للطائرات، يحمل الكثير من دلالات القوة، ويكشف تطوير كفاءة المقاومين، ووجود قرار باستخدامه ضد الاحتلال.

واستدرك أن "امتلاكها لمخزون جيد من المضادات يمكنها من تحقيق معادلة ردع طيران الاحتلال، ويعيق تنفيذ العديد من هجماته ضد قطاع غزة".

وأردف أن "الأيام القادمة تحمل العديد من المفاجآت للاحتلال، في ظل استمرار مراكمة القوة لدى الفصائل، وصولاً لساعة الصفر التي تحددها قوى المقاومة".

وتصدت المقاومة الفلسطينية، فجر اليوم الخميس، لطائرات الاحتلال باستخدام صواريخ أرض جو، والمضادات الأرضية.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الصليب الأحمر: قلق عميق من تصاعد العدوان "الإسرائيلي" في غزة
يوليو 1, 2025
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، عن قلقها البالغ إزاء تصعيد العمليات العسكرية لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مناطق مختلفة من قطاع غزة، في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية وعجز المستشفيات القليلة المتبقية عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى. وقالت اللجنة في بيان إنّها تشعر بـ"قلق عميق من تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة ومخيم
"الحوثيون" يعلنون تنفيذ عملية بصاروخ فرط صوتي على مطار اللد
يوليو 1, 2025
أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيون)، يحيى سريع، الثلاثاء، أن القوة الصاروخية للجماعة نفّذت عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللّد في مدينة يافا المحتلة، مستخدمة صاروخا باليستيا فرط صوتي من طراز "فلسطين 2". وأوضح سريع أن الهجوم حقق هدفه بدقة، وأنه أدى إلى توقف حركة المطار وهروب واسع للمدنيين نحو الملاجئ. وأشار
169 منظمة تطالب بوقف آلية توزيع المساعدات "الإسرائيلية" في غزة
يوليو 1, 2025
طالبت 169 منظمة إغاثية دولية بوقف فوري لآلية توزيع المساعدات الإنسانية التي تقودها ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة "إسرائيلية" - أميركية مثيرة للجدل، تتولى منذ أواخر أيار/مايو الماضي إدارة توزيع الإغاثة في قطاع غزة، بدلا من الوكالات الأممية والدولية المعتادة. وفي بيان مشترك، دعت المنظمات إلى العودة للعمل بآلية التوزيع التي كانت تديرها
"القسام" تعلن قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية
يوليو 1, 2025
أعلنت كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، الثلاثاء، قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية. وقالت "القسام" في بيان مقتضب، إن الصواريخ التي جرى القصف بها من طراز "Q20" من منطقة تتواجد فيها آليات العدو شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق اليوم، أن "صاروخين أطلقا من قطاع غزة
الصفدي: منع إدخال المساعدات إلى غزة جريمة حرب تستدعي تحركا دوليا فوريا
يوليو 1, 2025
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الثلاثاء، أن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة نتيجة استمرار عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" ومنع دخول المساعدات، يتطلب تحركا دوليا فوريا لفرض إدخال المساعدات الإنسانية من خلال المنظمات الأممية المعنية، بما ينسجم مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وخلال لقائه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)
"الأورومتوسطي": منع الوقود عن مستشفيات غزة أداة قتل مباشر
يوليو 1, 2025
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مستقل مقره جنيف)، الثلاثاء، إن منع "إسرائيل" إدخال الوقود إلى مستشفيات قطاع غزة يُمثّل أداة قتل مباشر ووسيلة تهجير قسري بحق السكان المدنيين، ويُحوّل المرافق الصحية إلى أماكن للموت بدلا من الرعاية. وأوضح المرصد في بيان صحفي، أن توقف المولدات الكهربائية وتعطل الأجهزة الطبية الحيوية يعرض حياة آلاف المرضى لخطر