مراقبان: انخراط فتيان فلسطين في مقاومة الاحتلال إرث تاريخي

أكد محللان سياسيان إن انخراط فتيان فلسطينيين في أعمال المقاومة، أثر على منظومة أمن الاحتلال، ومقدرتها على رصدهم.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ناجي الظاظا لـ "قدس برس" إن "الفلسطيني مهما كان عمره، يدافع عن حقه ويدافع عن أرضه، وبالتالي هو يدفع إجراءات الاحتلال عن بيته وحقوقه".
وأضاف "الشعب الفلسطيني يدرك أن الاحتلال يمارس كل هذا الدور متجاوزا لأي حق للفلسطيني، سواء كان كبيرا أم صغيرا، رجلا أو إمرأة والشواهد على ذلك كثيرة" وفق ما قال.
وأكد على أن "هذا الجيل الفتى ومن قلب المعاناة، يؤكد من جديد فشل عملية السور الواقي2 قبل أن تبدأ" في إشارة إلى إجراءات الاحتلال الأمنية في الضفة الغربية.
وأكد الظاظا على أن طبيعة المقاومة الفلسطينية "شعبية ناتجة عن شعور الفلسطينيين بكل فئاتهم وطبقاتهم وأعمارهم، بالظلم الذي يتعرض له على كل مستوياته على مدار أكثر من ٧ عقود" في إشارة إلى عمر الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
واستعرض الظاظا الدور الذي قام به أطفال فلسطين في مقاومة الاحتلال في عدة مراحل.
وقال إن "جزءا أساسيا من الثورة الفلسطينية في انتفاضة الحجارة عام ١٩٨٧، كان وقودها الأطفال، ومن هم في سن الطفولة، ولذلك يطلق عليها في بعض الأحيان انتفاضة أطفال الحجارة، الذين كانوا يواجهوا مدرعات الاحتلال وإجراءاته القمعية بالحجارة واشعال الإطارات في الطرقات".
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، قيام فتيان بتنفيذ عمليات فدائية، بأنه "إشارة إلى حالة الوعي والثورة بداخلهم، والتي كانت بسبب إجرام الاحتلال الذي لا يوفر طفلا ولا شبلا ولا امرأة إلا ويعتدي عليها" على حد تعبيره.
وقال الصواف لـ "قدس برس" إن "كل الشعب الفلسطيني يتعرض للمضايقات ولإرهاب الاحتلال وقتله، ولذلك ما يقوم به هؤلاء الفتية، ليس بديلا عما يقوم به شباب المقاومة، بل هو مكمل لعمل المقاومة ويعتبرونه واجبا".
وأشار إلى أنه "حيثما وجدت فرصة لمقاومة المحتل الجميع ينخرط بها.. هذا بات أكثر وضوحا في القدس وقيام الأشبال بهذا الدور في مواجهة المحتل" وفق ما يرى.
وأضاف: "هؤلاء الأشبال والشبان الصغار لا أحد يزج بهم، هم مندفعون من أنفسهم لمواجهة المحتل.. يقومون بواجبهم وهم يرون الإرهاب الصهيوني.. ولا يتورع الاحتلال عن ممارسة كل جرائمه وهو لا يفرق بين طفل وامرأة".
وكانت وسائل إعلام عبرية، كشفت عن حالة من القلق تسود المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، من ظاهرة جديدة تتعلق بالمقاومين الفلسطينيين المراهقين.
ونفذ مؤخرا تسعة فلسطينيين تبلغ أعمارهم ما بين 13 - 17 عاما سلسلة عمليات فدائية في مدينة القدس، أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين، وإصابة 9 آخرين، عدد منهم في حالة الخطر.