"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" في ذكراها الـ 54.. تحديات وتطلعات
أكدت الجبهة "الديمقراطية لتحرير فلسطين" (أحد فصائل منظمة التحرير)، تمسكّها بثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه كاملةً، وعلى رأسها مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكافة الأشكال، وإنهاء الانقسام ومحاصرة محاولات التطبيع.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها قياديّان في "الديمقراطية" لـ "قدس برس" اليوم الإثنين، بمناسبة الذكرى الـ54 لانطلاقتها.
وقال عضو المكتب السياسي لـ "الديمقراطية"، فتحي كليب، إن أبرز التحديات في العام الحالي هي "ما تطرحه حكومة اليمين الفاشي والعنصري في الكيان، من مخاطر تتطلب الاستعداد الجدي لها من قبل شعبنا بجميع مكوناته، خاصةً قضايا الضم وتصاعد عمليات القتل والإرهاب والاعتقال والاستيطان والتهويد وهدم المنازل، والتضييق على الأسرى".
وأضاف كليب أن "ثاني التحديات هو القدرة على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، والانطلاق نحو إعادة بناء النظام السياسي والمؤسسات الوطنية بالانتخابات الشاملة"، معتبراً أن الانقسام "يشكل خطرا دائماً على القضية، ويحدّ من المواجهة المشتركة للمشروع الصهيوني".
وأشار إلى أن التحدي الثالث يتمثّل بـ "التوافق على استراتيجية نضالية بديلة لاتفاقات أوسلو، تعيد الاعتبار لقضيتنا وحركتنا الوطنية" مشيراً إلى أنه "من غير المنطقي مواجهة المشروع الصهيوني في ظل تعدد الاستراتيجيات الوطنية الفلسطينية".
وأكد أن "الجبهة تناضل من أجل تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي (برلمان منظمة التحرير الفلسطينية) باعتبارهما نقطة الاساس لأي استراتيجية موحدة، إضافةً إلى مخرجات لقاء الامناء العامين، واعادة النظر بكامل العلاقة مع المحتل واتفاقاته التي فرضت التزامات سياسية وأمنية واقتصادية على الشعب الفلسطيني".
ورأى أن رابع التحديات هو "إعادة الاعتبار لتجمعات الشعب الفلسطيني في الخارج لتأخذ دورها في المشاركة في العملية الوطنية، وهذا يعني ضرورة التوافق على صياغة استراتيجية وطنية موحدة تخاطب الهموم المباشرة لشعبنا وتستجيب لاحتياجاته وتعزز مقومات صموده في مواجهة ما يتعرض له من استهدافات".
وشدد على "ضرورة مواصلة النضال لرفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، و التوافق على استراتيجية تحمي القطاع من أي عدوان، ومعالجة أوضاعه الداخلية، ومواصلة الجهود لتوحيد المؤسسات الوطنية بين الضفة وغزة في إطار سعي جدي لإنهاء الانقسام ومعالجة الملفات العالقة".
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للجبهة، طلال أبو ظريفة إن "الجبهة الديمقراطية وضعت مجموعة من الأهداف والتطلّعات التي ستسعى لتحقيقها هذا العام".
وأضاف أبو ظريفة لـ"قدس برس" أن أولى الأهداف هي "العمل مع الكل الوطني الفلسطيني من أجل إدامة حالة النهوض الجماهيري في مواجهة حكومة اليمين الفاشي الإسرائيلي، عبر توسيع مساحة الاشتباك في كل مناطق التماس مع الاحتلال، وصولا لانتفاضة شاملة توصل لعصيان وطني شامل في مواجهة الاحتلال حتى دحره عن الوطن".
وتابع "نبذل جهودنا واتصالاتنا مع كل القوى والفصائل والحالة الشعبية والأهلية لتنفيذ قرار اجتماع الأمناء العامين ببيروت ورام الله 2020، بتشكيل القيادة الوطنية الموحدة، للعمل على استنهاض كافة شرائح شعبنا بما فيها القواعد الاجتماعية للسلطة، والاتفاق على استراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال الصهيوني ".
وأشار إلى أن "قرارات المجلسين الوطني والمركزي هي مرتكزات الاستراتيجية الوطنية البديلة لأوسلو الكارثة الذي شكل انقلاباً على البرنامج المرحلي لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ والتي تشكل حالة إجماع وطني عليها".
وشدد على "ضرورة فك كل أشكال العلاقة مع الاحتلال، والتحلل من جميع الالتزامات التي أملتها اتفاقية أوسلو، وفي القلب منها تعليق الاعتراف بدولة الاحتلال ووقف التنسيق الأمني، والتحلل من اتفاق باريس الاقتصادي"، مطالباً القيادة الفلسطينية "بالخروج من دائرة الرهان على عودة المفاوضات أو على الدعوة الأمريكية الوهمية".
وطالب بتشكيل جبهة عريضة "لمواجهة التطبيع مع الاحتلال، والضغط على المؤسسات الرسمية العربية التي تقيم علاقة مع الاحتلال لوقف هذه السياسة الضارة، والتي تلحق الأذى بالحقوق الوطنية لشعبنا وتشكل غطاء على جرائم الاحتلال".
ودعا إلى "التصدي لكل محاولات المس بحرية الرأي والتعبير على صعيد الوضع الداخلي في أراضي السلطة، واحترام القانون الأساسي وحرية التظاهر، وإعادة تفعيل مؤسسات منظمة التحرير؛ وبنائها على قاعدة ديمقراطية يشارك فيها الجميع لتطوير دورها وتعزيز مكانتها".
يشار إلى أن طالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" بزعامة نايف حواتمة (ولد عام 1935) تأسست في 22 شباط/فبراير 1969، وتعتبر الفصيل الثالث في منظمة التحرير الفلسطينية.
ويتزعم حواتمة قيادة الجبهة الديمقراطية في منصب الأمين العام منذ أن أسسها سنة 1969.