مراقبان: "قمة العقبة" تهدف لوأد المقاومة وتقوية أجهزة السلطة الفلسطينية
أكد مراقبان سياسيان، اليوم السبت، أن قمة العقبة (جنوب الأردن)، غدا الأحد، هدفها "القضاء على الثورة الفلسطينية في الضفة الغربية، وعدم امتداها لشهر رمضان، أو دخول غزة على خط المواجهة، وذلك وفق الخطة الأمريكية لخفض التوتر في القدس والضفة".
وقال الكاتب والمحلل السياسي، إياد القرا، إن "قمة العقبة امتداد للجهد الإقليمي- الأمريكي، خلال الأسابيع الأخيرة، للتعامل مع حالة الثورة في الضفة الغربية، ومحاولة وأد الانتفاضة فيها، والالتفاف عليها".
وأضاف القرا لـ"قدس برس"، أن "القمة تهدف إلى دعم جهود السلطة الفلسطينية القائمة في رام الله (وسط الضفة)، كما تحاول إعادة تأهيل الأجهزة الأمنية التابعة لها، وإنهاء الحالة المقاومة القائمة، كمجموعات عرين الأسود في نابلس (شمال)".
وأوضح أن "القمة ترتكز بشكل أساسي على تقوية السلطة في الضفة، والضغط على دولة الاحتلال لوقف عمليات الاقتحامات وارتكاب مجازر، كما حدث في نابلس، لتجاوز إمكانية الذهاب الى مواجهة مع غزة على خلفية هذه الجرائم".
مكاسب نتنياهو
ومن جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني، أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يريد أن يحقق عدة مكاسب من هذه القمة، دون أن يعطي الفلسطينيين شيئا".
وأوضح الدجني لـ"قدس برس": "نتنياهو يريد من القمة، أن تتولى أجهزة السلطة الفلسطينية دور قواته، في تفكيك المنظمات المسلحة، وإنهاء كل أشكال المقاومة في الضفة الغربية، بفاتورة أرخص للاحتلال".
وأشار إلى أن "نتنياهو يسعى لكسب مزيد من الوقت لتحقيق هدفين، أولهما استئناف قطار التطبيع العربي، والثاني حسم ملف الإصلاحات القضائية نهائيا في إسرائيل، وهذا صعب التحقق في حال انفجرت الأوضاع في شهر رمضان، كما هو متوقع".
وأضاف أن "نتنياهو يتطلع لتوظيف اللقاء لمزيد من الضغط على مناصري القضية الفلسطينية، والمحرضين على المقاومة من خارج الضفة الغربية بشتى الطرق والوسائل".
وشدد على أن "دولة الاحتلال لن تقدم للسلطة الفلسطينية أي شيء من خلال هذه القمة، غير الغدر".
وبين الدجني أن "إسرائيل انقلبت على اتفاق أوسلو، الذي رعاه العالم تقريباً، وعلى رأسه الولايات المتحدة، وأنهت عملياً على الأرض حل الدولتين، وقتلت وحاصرت ودنست المقدسات، وما زالت وستبقى كذلك".
ويشارك في القمة التي ستعقد في مدينة العقبة الأردنية، غدا الأحد، إضافة إلى الراعي الأمريكي والوفد الإسرائيلي، وفود تمثل السلطة الفلسطينية والأردن ومصر.
وهبطت، صباح اليوم، مروحية عسكرية أردنية في مقر المقاطعة بمدينة رام الله (وسط الضفة)، لنقل وفد السلطة الفلسطينية المشارك بالقمة المرتقبة.
ولفتت مصادر إلى أنه سيشارك عن الجانب الفلسطيني في اللقاء أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة بالسلطة ماجد فرج، والمستشار الدبلوماسي لرئيس السلطة مجدي الخالدي.
ويشار إلى أن أجندة الاجتماع ستتركز على الجانب الأمني والسياسي ومخرجات اللقاءات والتفاهمات، التي توصل إليها "الشيخ" مع ما يسمى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، المكلف من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بحسب مصادر فلسطينية.