مراقبون: عمان و"تل أبيب" في علاقة معقدة

يرى مراقبون أنه "في الوقت الذي يترقب به الأردن الرسمي نتائج الانتخابات الإسرائيلية الوشيكة، والخشية من احتمالية عودة رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو، إلا أن العلاقات التجارية والسياسية والأمنية لم تتوقف، بل هي في صعودٍ مستمر، بالرغم من الدعوات الشعبية بوقف كافة العلاقات بين الجانبين".

وقال المحلل السياسي محمد أبو رمان إن "الأوساط السياسية في الأردن، تفضّل بقوة بقاء رئيس الحكومة الحالي يائير لابيد، أو رئيس وزراء السابق نفتالي بينت على عودة نتنياهو، وذلك بسبب العداء الشخصي بين نتنياهو والقيادة الأردنية، وهو الأمر الذي ظهر بوضوح خلال حكومته الأخيرة، وفي التصريحات المتبادلة والدبلوماسية المتضادّة بين الدولتين".

وأضاف أبو رمان في مقالة نشرها موقع /عمون/ الإلكتروني الخاص، أن "عودة نتنياهو مع وجود المستشار الأمريكي جاريد كوشنر في المنطقة، ونشاطه المستمر بغطاء تجاري ومالي، حتى بعد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد تعزّز عودة جزئية إلى المناخ الذي شعر فيه الأردن بالحصار والضغوط الشديدة، في مرحلة ترامب، مع التفاهمات الإقليمية والدولية التي مهّدت الطريق إلى اتفاقيات إبراهام".

وبالرغم من الحذر المنشود في العلاقة الأردنية الإسرائيلية، إلا أن ذلك لم يمنع عمان من الذهاب بعيداً على كافة الأصعدة التجارية والأمنية والسياحية.

 وبحسب أرقام وزارة السياحة الأردنية، فإن 53 ألفا و377 سائحاً يحملون الجنسية الإسرائيلية زاروا الأردن منذ مطلع عام 2022 حتى نهاية حزيران/ يونيو الماضي، وهي نسبة مرتفعة إذا ما تمت مقارنتها بذات الفترة من السنوات الماضية.

وبلغت قيمة المستوردات الأردنية من الاحتلال الإسرائيلي حوالي 62 مليون دولار في تموز/يوليو من العام الماضي، بينما بلغت حوالي 66 مليون دولار في الفترة ذاتها من العام الحالي.

منتدى النقب

وعلمت "قدس برس" من مصادر أردنية مطلعة، أن دول منتدى النقب (يجمع ممثلين من الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب ومصر)، والتي تستعد لعقد اجتماعاتها المقبلة في الأشهر القادمة، كثفت من جهود إقناع الأردن بالانضمام إليها.

وغاب الأردن بشكل ملحوظ عن اجتماعات "النقب"، ولم يشارك في الاجتماع الافتتاحي، الذي أقيم آذار/مارس الماضي، في مستوطنة "سديه بوكي"  (جنوب فلسطين المحتلة عام 48)، ولم يرسل دبلوماسياً إلى اجتماع اللجنة التوجيهية في المنامة في حزيران/يونيو من العام الجاري نفسه.نحو الهاوية

وقال وزير الخارجية الأردني الأسبق، مروان المعشر، إنه "لا يمكن الحديث عن سلام حقيقي في ظل غياب حل للقضية الفلسطينية".

وأضاف المعشر في حديث لقناة /رؤيا/ الأردنية الخاصة: "وقعنا معاهدة سلام مع إسرائيل، وحتى تكون ذات فائدة على الأردن والمنطقة، يجب إزالة الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية، باعتبارها مصلحة أردنية، كما أنها مصلحة فلسطينية".

ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي بسام بدارين إن "الأردن يذهب اليوم طوعاً نحو حتفه الإسرائيلي في الخدمات والملفات الأساسية الاستراتيجية، لا بل يطالعنا مغامرون أو مسترسلون في المغامرة حتى لا نقول في شيء آخر بأفكار ومقترحات لها علاقة بتوحيد مخزون الغذاء والأمن الغذائي مع الجار الإسرائيلي، الذي يقدم دليلاً تلو الآخر اليوم على عبثه في أعمق المصالح والمحرمات والخطوط الحمراء الأردنية".

وأضاف بدارين في مقالة نشرتها صحيفة القدس العربي، أن "المفاوضين الأردنيين يغضبون عندما نواجههم بهذه الحقائق، ويتمتم سيساسيون بكلمات غريبة عن العبث والسوداوية، ونحن نحاول طرح أسئلة في السياق عليهم".

وأفاد أن "نظرية نحن وإسرائيل في مركب واحد، تمرغت اليوم بالوحل، لأن معاول نتنياهو زرعت شجرة في المشهد الأخير، وهو يحاول ضم الأغوار، ولأن من يفترشون الأرض على بوابات المسجد الأقصى تلمودياً قناعتهم راسخة بأن المحطة المقبلة إخضاع عمان، بعدما خضعت بعض عواصم الخليج الهادر"، على حد تعبيره.

يشار إلى أن الأردن وقع "اتفاقية سلام" مع الاحتلال الإسرائيلي عام 1994، فيما عرف باتفاقية "وادي عربة" (صحراء أردنية محاذية لفلسطين)، نصت على إنهاء حالة العداء بين الطرفين، وتطبيق أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي بشأن العلاقات بين الدول.

تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الصحة بغزة: (51) شهيدا خلال 24 ساعة وارتفاع حصيلة العدوان (34,356) شهيدا
أبريل 26, 2024
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أن الاحتلال الإسرائيلي "ارتكب خمس مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات (51) شهيدا و (75) إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. وأفادت الوزارة في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس"،اليوم الجمعة، "بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى (34.356) شهيدا و (77٫368) إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي". وأشارت إلى أنه
صحيفة بريطانية: تأثير "حماس" يتزايد بين فلسطينيي لبنان
أبريل 26, 2024
نشرت صحيفة بريطانية تقريرا أظهر تزايد شعبية حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان لاسيما بعد معركة "طوفان الأقصى". وقالت صحيفة /الغارديان/ في تقرير لها من مخيم "برج البراجنة" في بيروت، أكدت فيه إن تأثير "حماس" يتزايد بين فلسطينيي لبنان. وأضافت الصحيفة أن "المثلث الأحمر المقلوب موجود في كل مكان، ومرسوم على الجدران وعلى أبواب المتاجر،
مواجهات في نابلس إثر اقتحام المستوطنين لقبر يوسف بحماية جيش الاحتلال
أبريل 26, 2024
اندلعت مواجهات، فجر الجمعة، شرقي مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال تأمينها اقتحام مستوطنين لمقام قبر يوسف بمناسبة ما يسمى عيد الفصح اليهودي. وقالت مصادر محلية إن "قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت المنطقة الشرقية من نابلس، لتأمين اقتحام المستوطنين لقبر يوسف". وأِشارت إلى أن "مواجهات اندلعت بين عشرات
صحيفة أمريكية: إسرائيل قصفت مواقع إغاثة غربية بعد إخطار الجيش بها
أبريل 26, 2024
قالت وسائل إعلام أمريكية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت مواقع إغاثة غربية بغزة، حتى بعد إخطارها بإحداثياتها. وذكرت صحيفة /نيويورك تايمز/ في تقرير لها، أن مواقع تابعة لهيئات إغاثة غربية بقطاع غزة تعرضت لقصف حتى بعد إخطار الجيش الإسرائيلي بمواقعها. وفي السياق ذاته قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن فريق الأمم المتحدة بغزة
سيناتور أمريكي: المظاهرات التضامنية مع غزة في الجامعات الأمريكية ليست معادية للسامية
أبريل 26, 2024
وجه السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز نقدا لاذعا لادعاء رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن المظاهرات التضامنية مع غزة في الجامعات الأمريكية "معاداة للسامية". وقال ساندرز في منشور على منصة "إكس": "كلا، يا سيد نتنياهو، إن تسليط الضوء على مجازر حكومتك المتطرفة التي قتلت أكثر من 34 ألف فلسطيني، 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال،
استقالة المتحدثة في الخارجية الأمريكية الناطقة بالعربية احتجاجا على حرب غزة
أبريل 26, 2024
قدمت المتحدثة الناطقة بالعربية باسم الخارجية الأمريكية هالة غريط استقالتها اعتراضا على سياسة واشنطن تجاه الحرب على غزة، لتكون الاستقالة الثالثة على الأقل بالوزارة بسبب هذه القضية. وأظهر الموقع الإلكتروني للوزارة أن هالة كانت أيضا نائبة مدير المركز الإعلامي الإقليمي في دبي، وانضمت إلى وزارة الخارجية منذ نحو عقدين كمسؤولة سياسية وحقوقية. وكتبت هالة على