خبيران: اجتماع "شرم الشيخ" امتداد لـ "العقبة" على حساب الدم الفلسطيني
أكد كاتبات ومحللان سياسيان ان الاجتماع الأمني الجديد المقرر في مدينة "شرم الشيخ" المصرية، الأحد المقبل هو امتداد لقمة العقبة، التي عقدت يوم 26 شباط/فبراير بالأردن، معتبرين مشاركة السلطة بالاجتماع، يشجع الاحتلال على مواصلة عدوانه على الشعب الفلسطيني.
واعتبرت الباحثة السياسية الفلسطينية في الشأن الإقليمي تمارا حداد، ان هدف الاحتلال من المشاركة في اجتماع "شرم الشيخ" هو أمني بحت، مؤكدة انه لن يحقق اي أفق سياسي واقتصادي للجانب الفلسطيني.
وقالت حداد لـ "قدس برس" إن "اسرائيل لا يهمها سوى تحقيق الأمن لها والاستمرار في قضم الأرض رويدا رويدا دون ظهور ذلك في الإعلام تفاديا للمواجهة".
وشددت حداد على ان الاحتلال سيحضر الاجتماع مجبرا وبضغط امريكي ولن ينفذ اي امور تخص الجانب الفلسطيني بإرجاع المقاصة وتقديم تسهيلات للشعب الفلسطيني بالتحديد في شهر رمضان.
وقالت: "قد يفاجئ الاحتلال الجميع بأن لا يحضر الاجتماع بحجة الحدث الأمني في شمال إسرائيل والذي وصفوه بأنه خطير" وفق تقديرها.
واعتبرت حداد عدم وجود اطار فلسطيني وحدوي، هو ما "يشجع الاحتلال على الاستمرار في تنفيذ مشاريعه التي لن تتوقف، وتنفيذ خطة (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو اللاءات الثلاث وهي: لا لدولة فلسطينية، لا لوقف الاستيطان، ولا لإعادة اللاجئين".
وأضافت تقول إنه "عند الحديث عن اجتماع شرم الشيخ القادم وبمشاركة مصرية اردنية أمريكية فلسطينية إسرائيلية لابد من الإشارة على نتائج قمة العقبة، والتي شهدت تنصلا واضحا وصريحا من قبل القيادات السياسية الاسرائيلية عبر الإعلام العبري والتي كان مفادها أن اجتماع العقبة لن يتم تنفيذه".
استعرضت الباحثة في الشأن الإقليمي الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في كافة النواحي والمجالات، ومحاولة الاحتلال قلع جذور المقاومة الفلسطينية من الضفة الغربية والقدس.
واعتبرت أن الهدف من اجتماع العقبة الأمني "كان لرفع حالة العمليات الاستباقية ضد المقاومة".
وتابعت: "اجتماع شرم الشيخ يأتي بعد اجتماع العقبة، ولم يمر وقت طويل بمعرفة النتائج وإنما سيكون اجتماعا لتثبيت التفاهمات التي كانت في قمة العقبة وإعادة صياغتها بذات المفهوم وبطرق وأدوات أخرى لتنفيذ ما جاء ببنود العقبة لخفض التوتر وترسيخ الهدوء".
وأشارت الى ان هدف الولايات المتحدة الأمريكية من هذه الاجتماعات الامنية "التفرغ لأمور أكبر، وهي الحرب الأوكرانية الروسية والتوسع الصيني الروسي في منطقة الشرق الأوسط."
وأضافت: "هم (الامريكان) لا يعرفون أن سياسة التصعيد من قبل الاحتلال في القدس والضفة ستولد مواجهة فعلية ضد الاحتلال".
ووصف الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، محمد مصطفى شاهين المرحلة الراهنة بأنها "من أخطر المراحل التي تواجهها القضية الفلسطينية، بفعل تكالب التحالف الإسرائيلي الأمريكي، مع المطبعين مع الاحتلال على القضية الفلسطينية".
وحذر شاهين في حديثه لـ "قدس برس" من "خطورة هذه الاتفاقيات من العقبة لشرم الشيخ والتي تتميز بأبعاد امنية".
وقال "تكمن خطورة الهرولة إلى اللقاءات الأمنية من العقبة الى شرم الشيخ، في تجرؤ قيادة سلطة الفلسطينية، على التسليم بمحاربة المقاومة وتجريمها وملاحقتها خدمة للاحتلال".
وأضاف: "الأوضاع والمتغيرات السياسية التي جاءت بعد تولي حكومة نتنياهو اليمينية، تمثل مرحلة خطيرة حولت التنازلات والتنسيق الأمني الفلسطيني من مناورة سياسية وفق رؤية السلطة الى عقيدة أمنية تتبناها قيادة السلطة وأجهزتها الأمنية ومؤسساتها".
وأضاف: "تجاهل السلطة لارتقاء عشرات الشهداء ومئات الجرحى وآلاف الجرائم الصهيونية في مدن وقرى الضفة المحتلة يؤكد انحراف بوصلة قيادة سلطة رام الله عن جميع الخطوط الوطنية الحمراء".
واكد شاهين على ان المشهد في الضفة الغربية يتجه نحو تصاعد الجهد الثوري شعبياً ونضالياً وسط إيمان شعبي واسع بخيار المقاومة المسلحة وفشل مسار التسوية مع الاحتلال.
وكانت حركة "حماس" دعت السلطة الفلسطينية إلى عدم المشاركة في اجتماع شرم الشيخ الأمني مع الاحتلال والذي يعدّ استهتاراً بدماء شهداء شعبنا وتضحياته.
وشددت على لسان الناطق باسمها ان المشاركة في هذا الاجتماع لا يخدم إلا أجندة الاحتلال في تعزيز سطوته وسيطرته على الأرض الفلسطينية.