سياسيون: مشاركة السلطة الفلسطينية بمؤتمر "شرم الشيخ" خيانة
استهجن عضو الأمانة العامة لـ "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" (منظمة أهلية دولية) حلمي البلبيسي، مشاركة السلطة الفلسطينية في اجتماع (شرم الشيخ) المصرية، يوم غد الأحد.
وقال البلبيسي، وهو قيادي السابق في حركة "فتح" في تصريحٍ لـ "قدس برس"، إنه "في الوقت الذي يتسابق فيه شعبنا لنيل شرف الشهادة، والدفاع عن المقدسات، فإن فرسان التنسيق المدنس يؤكدون مشاركتهم غداً في قمة شرم الشيخ، لإنتاج مزيد من القتل والاقتحامات بحق الشعب الفلسطيني" على حد تعبيره.
وأضاف: "المشاركة في مؤتمر (شرم الشيخ) الأمني هو خيانة لله ورسوله، ولشعبنا، وتنكر لدماء شهدائنا ومعاناة أسرانا وجرحانا".
ولفت إلى أن "الخضوع لإملاءات العدو الصهيوني، لن يزيد شعبنا إلا مزيداً من التضحيات في سبيل تحرير فلسطين، وليس لأعوان الاحتلال إلا صفحات الذل والعار" وفق قوله.
وأشار البلبيسي إلى أنه "تم استهداف مخيم جنين ونابلس (شمال الضفة الغربية) حتى قبل أن يجف حبر ما اتفقوا عليه في قمة العقبة (26 شباط/فبراير الماضي)، وذلك بناءً على تصريحات (وزير أمن الاحتلال) المتطرف إيتمار بن غفير، ليسقط العشرات من أبنائنا بين شهيد و جريح وهم يدافعون عن شعبهم، وأرضهم".
أعوان الاحتلال
من جانبه، استنكر الدبلوماسي الفلسطيني السابق، وعضو المجلس الثوري السابق لـ"فتح" ربحي حلوم، مشاركة قيادة السلطة الفلسطينية في مؤتمر "شرم الشيخ".
وقال في تصريحٍ لـ "قدس برس" إن "أي انتماء هذا لشعب يزعمون أنهم يشكلون قيادة له في مواجهة الاحتلال؟، هؤلاء (قيادة السلطة الفلسطينية) أعوان الاحتلال، وهم خدم للاحتلال ينفذون تعليماته، وأعتقد أنه لا بد من يوم حساب عسير بحقهم أمام شعبهم" وفق ما قال.
وشدد على أن "هذه القيادة في السلطة الفلسطينية لا شأن لها إلا الارتماء في أحضان الاحتلال، وتنفيذ تعليماته، والمشاركة في جرائمه ضد عمليات الإبادة بحق شعبنا" مؤكداً أن ما يحدث، يجري خارج كل الأطر الوطنية.
وأكد حلوم قائلا "أكاد لا أصدق أن هؤلاء ينتمون للعروبة في شيء أو في فلسطين، كيف يسمحون لأنفسهم أن يضعوا أيديهم بأيدي الاحتلال لضمان أمنه؟".
مغادرة نهج التبعية للاحتلال
بدوره، قال عضو المكتب التنفيذي لـ "حزب الوحدة الشعبية" الأردني (يسار) عبد المجيد دنديس، إنه "في ظل تصاعد العدوان الصهيوني الذي يشمل كامل الأرض المحتلة، والتصعيد الفاشي في مدن رئيسية في الضفة الغربية، كان المطلوب من السلطة الفلسطينية إعادة الاعتبار لخيار المقاومة".
وطالب في تصريحٍ لـ "قدس برس" السلطة الفلسطينية "مغادرة هذا النهج الذي احتكمت له على مدار السنوات الماضية، ومنها اتفاقية أوسلو التي وضعت الشعب الفلسطيني في مأزق حقيقي مس كامل حقوقه، إذ كان لابد من الخروج من هذه الحالة من خلال استعادة الوحدة الوطنية على أساس برنامج المقاومة".
وتابع: "واقع الحال يتحدث عكس ذلك، من خلال الارتهان لمفاوضات عبثية، وبنفس الوقت المشاركة في مؤتمرات الهدف منها تكبيل المقاومة تحت عنوان عدم التغيب وإمكانية التأثير على الكيان من خلال الضغوط الدولية".
وتشارك السلطة الفلسطينية، في الاجتماع المقرر يوم غد، 19 آذار/ مارس الجاري، في شرم الشيخ المصرية، بمشاركة "إسرائيل"، مصر، الأردن، ورعاية الولايات المتحدة ومشاركتها.
يذكر أنه في الـ26 من شباط/فبراير الماضي، عقدت "قمة العقبة الأمنية"، جنوبي الأردن، لمناقشة خطة أمنية أمريكية لخفض التوتر في الضفة الغربية المحتلة قبل حلول شهر رمضان، وسيتابع اجتماع شرم الشيخ، ما جرى من تفاهمات في العقبة.
