28 عامًا على اتفاقية "وادي عربة".. سلامٌ أم هيمنة؟

توافق اليوم الذكرى الـ28 لاتفاقية السلام الأردنية - الإسرائيلية "وادي عربة" في 26 تشرين الأول/أكتوبر 1994، وسط حديث متزايد عن سلامٍ بارد بين الطرفين، مع ارتفاع الأصواتٍ الشعبية الأردنية المطالبة بإلغاء الاتفاقية، ووقف أشكال التطبيع كافة مع الاحتلال.

وأخذت العلاقات الرسمية الأردنية الإسرائيلية بالتراجع، بوتيرة متسارعة خلال السنوات الماضية، وبرز ذلك عقب حادثة استشهاد أردنيين على يد رجل أمن إسرائيلي في السفارة الإسرائيلية بعمان، عام 2017، توقف على إثرها العمل في مشروع ناقل البحرين المائي.

وصل توتر العلاقات إلى ذروته حين قررت الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس المحتلة عام 2018، ما أسفر عن قرار لمجلس النواب الأردني بمراجعة الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، بما فيها معاهدة "وادي عربة"، لكن مراجعته للاتفاقيات بقيت حبيسة الأدراج.

أطماع إسرائيلية

يرى أمين عام حزب الوحدة الشعبية الأردني، سعيد ذياب، أن "الأطماع الصهيونية في الأردن لم تتراجع ولم تنته، فبالنظر لكتاب رئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو (مكان تحت الشمس) اعتبر الأردن جزءًا من فلسطين".

وأشار ذياب، في حديثه لـ"قدس برس"، أن "رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، أرئيل شارون، رفض حضور الاتفاقية، قائلاً: (كيف أوقع للتنازل عن أرض إسرائيل)".

وقال إن "على الأردن اليوم إعادة النظر بجدية في اتفاقية وادي عربة، خاصة بعد ما شهدناه من مسار سابق يتعلق بصفقة القرن، الذي يدل على حقيقة الموقف الصهيوني من احتلال الأراضي الفلسطينية، وأطماعهم في الأراضي الأردنية لتوطين اللاجئين الفلسطينيين فيها".

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي منذر الحوارات، أن هذه الاتفاقية "لم تجلب السلام، والأمن، أو الرخاء الاقتصادي للأردن، على الإطلاق".

وقال الحوارات لـ"قدس برس" إن "الأردن، منذ توقيع هذه الاتفاقية، يعاني أزمات اقتصادية لا متناهية، وتراجعًا كبيرًا في مستوى دخل الفرد، ويعاني من تهديدات الاحتلال الإسرائيلي".

وأشار إلى أن "تزايد الحديث الإسرائيلي عن توطين اللاجئين الفلسطينيين يعتبر مساسًا فجًا بأمن الأردن الاستراتيجي".

من جانبه، شدد رئيس كتلة الإصلاح النيابية، صالح العرموطي، على أن "اتفاقية وادي عربة فاقدة للشرعية والمشروعية، وهي غير جائزة، لا قانونًا ولا شرعًا؛ لأنها لا تمثل إرادة الشعب الأردني".

ولفت في حديثه لـ"قدس برس" إلى أن "الاحتلال لم يطبق أي قرار متعلق باتفاقية وادي عربة، بينما نفذ الأردن جميع الاتفاقيات، وألغى الكثير من القوانين الرافضة للتطبيع، ودخلنا في التنسيق الأمني مع الاحتلال؛ في ظل المجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين".

معاهدة مشؤومة

من جهة أخرى، أصدر حزب "جبهة العمل الإسلامي" (أكبر الأحزاب الأردنية) بيانًا، اليوم الأربعاء، جدد فيه ‏رفضه لاتفاقية "وادي عربة".

وقالت "جبهة العمل"، في بيانها الذي تلقته "قدس برس"، إن "28 عامًا على هذه المعاهدة المشؤومة لم تنجح فيها بتكفين مخاطر مشروع الوطن البديل".

وأشارت إلى تواصل "الأطماع الصهيونية تجاه الأردن ‏عبر التهديدات ضده، والاعتداءات على السيادة الوطنية، والوصاية الأردنية على المقدسات، والتي بلغت ‏ذروتها بتصريح رئيس حكومة الاحتلال السابق، نفتالي بينيت، خلال شهر أيار/مايو الماضي، برفض أي دور أردني تجاه المقدسات في مدينة ‏القدس".

وتضمنت معاهدة "وادي عربة "بنودًا تتعلق برسم الحدود بين البلدين، استعادت الأردن بموجبها أراضي الباقورة والغمر، التي سيطرت عليها "إسرائيل" لسنوات، لتعود إليها لاحقًا وتنتفع بها 25 عامًا، انتهت في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2019.

كما نصت المعاهدة على "تطبيع كامل، يشمل فتح سفارة إسرائيلية لدى الأردن وأردنية لدى (إسرائيل)، وإعطاء تأشيرات زيارة للسياح، وفتح خطوط جوية، وعدم استخدام دعاية جارحة في حق الدولة الأخرى".

وتضمنت بنودًا أخرى تتعلق بالأمن والدفاع واحترام حدود الآخر، والمعاونة ضد الإرهاب وضد أي عمليات مسلحة على حدود البلدين، فيما أعطت الأردن أفضلية للإشراف على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، في حالة عقد اتفاقية لاحقة مع الفلسطينيين.

تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
حمدان: الإدارة الأميركية عاجزة عن لعب دور الوسيط ونتنياهو يبتز العالم بدماء الفلسطينيين
يونيو 30, 2025
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أسامة حمدان، الاثنين، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يُقدم أي جديد في مسار المفاوضات منذ أربعة أسابيع، في ظل غياب موقف أميركي واضح يدين رفض رئيس وزراء الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو لمقترحات وقف إطلاق النار. وقال حمدان في تصريحات صحفية، إن نتنياهو يستغل التصعيد مع إيران كورقة داخلية تمهيدا
أمن المقاومة يحذر من منشورات تحريضية أسقطتها طائرات الاحتلال في "البريج"
يونيو 30, 2025
حذّر أمن المقاومة في قطاع غزة، الاثنين، من مواد تحريضية ألقتها طائرات مسيّرة تابعة للاحتلال "الإسرائيلي" فوق مخيم البريج. وقال أمن المقاومة في بيان نشرته منصة "الحارس" الأمنية، إن "هذه المنشورات تأتي ضمن الحرب النفسية التي يشنّها العدو بهدف ضرب الجبهة الداخلية وتأليب المواطنين ضد المقاومة". وأوضح أمن المقاومة أن ما جرى هو امتداد لمحاولات
ألمانيا: لا يجوز أن يتعرض المحتاجون للخطر من أجل الطعام في غزة
يونيو 30, 2025
أعربت الحكومة الألمانية، الاثنين، عن قلقها البالغ إزاء "تكرار سقوط ضحايا خلال عمليات توزيع المواد الغذائية في قطاع غزة المحاصر"، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية التي يشهدها القطاع. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان كورنيليوس، في تصريحات أدلى بها من العاصمة برلين، إن التقارير اليومية التي ترد بشأن "وقوع ضحايا وجرحى في محيط مراكز توزيع
مدير المستشفيات الميدانية في غزة: القطاع الصحي يواجه انهيارا وشيكا
يونيو 30, 2025
حذّر مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة، مروان الهمص، الاثنين، من تدهور غير مسبوق في الوضع الصحي، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، وانعدام الإمكانيات الطبية مع ازدياد أعداد الجرحى والمرضى الوافدين من مناطق توزيع المساعدات. وأوضح الهمص في تصريحات صحفية، أن هناك مخاوف حقيقية من توقف المستشفيات الرئيسية عن العمل، مشيرا إلى أن غرف العناية
"الجبهة الشعبية": ما يُقال عن وقف الحرب في غزة تضليل وخداع
يونيو 30, 2025
قالت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" (أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية) إن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة، اليوم الإثنين باستهدافه استراحة غرب مدينة غزة تضم مواطنين آمنين، بينهم صحفيون وإعلاميون". وأكدت الجبهة في بيان تلقّته "قدس برس" أن "المجازر الجماعية، والقصف المتواصل لمختلف مناطق القطاع، باتا يشكّلان نهجًا ثابتًا في السلوك الإجرامي للاحتلال، الذي لا يتورع
مستوطنون يحرقون مئات الدونمات في الخليل
يونيو 30, 2025
أقدم مستوطنون اليوم الاثنين على إحراق مئات الدونمات الزراعية في بلدة سعير بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، كما استولوا على عشرات رؤوس الأغنام من أصحابها. وفي تصعيد متزامن، اقتلع مستوطنون نحو 200 شجرة زيتون في أراضي قرية سوسيا بمنطقة مسافر يطا جنوب الضفة. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد أخطرت أمس الأحد، مجلس قروي مسافر