في ذكرى"يوم الأرض".. فلسطينيو لبنان يجددون تمسكهم بحق العودة
واصل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، إحياء ذكرى يوم الأرض الفلسطيني، والذي يوافق 30 مارس/آذار من كل عام، حيث شهدت المخيمات والتجمعات الفلسطينية على امتداد الأراضي اللبنانية إقامة وقفات ومسيرات ومعارض وفعاليات رمزية، عبرت عن تمسك اللاجئين الفلسطينيين بأرضهم وثوابتهم وحقوقهم المسلوبة.
وأكد ناشطون فلسطينيون، في تصريحات منفصلة لـ"قدس برس"، اليوم السبت، أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يؤكّدون "في كل مناسبة، وكل ذكرى، تمسكهم بهويتهم الفلسطينية، فأينما حطّ بهم الترحال بقيت فلسطين حاضرة في وجدانهم، وحلم العودة لا يفارقهم".
وقال عضو المكتب السياسي لـ "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" (إحدى فصائل منظمة التحرير) في لبنان، أركان بدر، إن "حماية الأرض وصيانة هويتها الفلسطينية العربية تكون بمقاومة شاملة للاحتلال والاستيطان، ووحدة راسخة وشراكة وطنية حقيقية".
وأضاف بدر لـ"قدس برس" أن "عقوداً مرت وما زالت الأرض محور نضال شعبنا، ومحور الصراع مع المشروع الصهيوني الذي انطلق من فكرة السيطرة على الأرض، وهيأ كل الظروف على مستوى كافة تجمعات اليهود في العالم، وعلى مستوى القوى الاستعمارية لإحكام السيطرة عليها، تحت أساطير وخرافات تاريخية ومزاعم دينية عدة".
ودعا بدر الشعب الفلسطيني إلى "تصعيد المقاومة بأشكالها كافة، للتصدي للحكومة اليمينية والفاشية في دولة الاحتلال الاسرائيلي".
وطالب بـ "حماية قضية اللاجئين وحق العودة، والتمسك بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" والضغط عليها للاستجابة لمطالب اللاجئين بخطة طوارئ اقتصادية شاملة ومستدامة".
من جهته، أكد مدير "منظمة ثابت لحق العودة" (أهلية)، سامي حمود، على أن "هوية الشعب الفلسطيني وبقائه وصموده يشكل مصدر قوته في مواجهة النظام الاستيطاني الاحتلالي، وفي التصدي للفكر الصهيوني الأصولي المتطرف وصفقاته وقراراته وسياساته القائمة على النهب المنظم للأراضي الفلسطينية".
ورأى حمود في حديثه لـ"قدس برس" أن "الأرض هي القضية الجوهرية في الصراع مع الاحتلال الصهيوني، وتعبير على تمسك الشعب بأرض آبائه وأجداده، ورفضه لسياسات وإجراءات الاستعمار الاستيطاني التي تستهدف وجوده الوطني والتاريخي على أرضه".
من جانبه، أكد الكاتب والباحث في الشؤون الفلسطينية بلبنان، محمد أبو ليلى، أن "اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لا زالوا يتمسكون بأرضهم وقراهم التي هجرّوا منها، ويحيون المناسبات والفعاليات التي تعزّز من انتمائهم لأرض الوطن".
وأضاف أبو ليلى لـ"قدس برس" أن "اللاجئ الفلسطيني في لبنان تعرّض لجملة واسعة من الاضطهاد والتشريد والقهر والحصار؛ إلا أنه ومع ذلك لم ينسَ ولن ينسى أرضه ومقدساته، ويعبر عن ذلك في شتّى الأشكال، من خلال إحياء القيم التراثية من عادات وتقاليد وغيرها".
وتابع "يعي الفلسطيني عموما أن الهوية والتراث، وجهان يحاول العدو الصهيوني سرقتها أو طمسها، ولذلك يحرص الفلسطيني بكل أماكن تواجده داخل أو خارج فلسطين، إلى التمسك بها على إعتبار أن التراث الفلسطيني يعدّ واحدا من أهم مرتكزات الهوية الفلسطينية".
وأشار إلى أن "المخيمات الفلسطينية بلبنان، تشهد منذ فترة إحياء التراث الفلسطيني من خلال الأعراس، وهذا مؤشر جميل يدل على أصالة شعبنا الفلسطيني، وتمسكه بعاداته وتقاليده رغم سنوات البعد واللجوء والحرمان".
ويعود "يوم الأرض" إلى فجر 30 آذار/مارس 1976، حيث اقتحمت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بلدات سخنين وعرابة و"دير حنا" في الجليل، شمال فلسطين المحتلة، وأطلقت النار بشكل عشوائي على الفلسطينيين، ما أدى لاستشهاد ستة منهم، وإصابة 49 واعتقال 300 آخرين.