فلسطينيو سوريا.. شتاء قارس وسط شح وسائل التدفئة
أكتوبر 29, 2022 7:33 م
تتفاقم الظروف القاسية التي يعيشها الفلسطينيون في سوريا، مع اقتراب فصل الشتاء، وسط صعوبات حياتية، يزيد من قساوتها شح وسائل التدفة وارتفاع أسعارها.
ففي مدينة التل، شديدة البرودة، (شمال دمشق)، ينظر اللاجئ الفلسطيني، جابر الصفدي، بحسرة، إلى خزان وقود منزله، الذي لا يستطيع تعبئته، كغيره من اللاجئين، ممن يعانون أحوالا مادية صعبة للغاية.
ويقول الصفدي لـ"قدس برس": "نسينا شكل الخزان الممتلئ منذ سنتين، وهذه السنة الوضع أسوأ، فبرميل المازوت (زيت التدفئة) أصبح بحوالي 600 دولار أمريكي".
وأضاف: "كيف لموظف لا يتجاوز راتبه 40 دولارا، أن يؤمن ثمن برميل واحد فقط"، مشيرا إلى أن عائلته كانت تستهلك برميلين كل شتاء.
وتابع "حتى الآن لم يتم توزيع الـ50 لترا، التي تخصصها الدولة في منطقتنا، بالتسعيرة الرسمية المحددة بالسعر الرخيص، ونخشى أن يداهمنا البرد فجأة، لذلك نلجأ إلى السوق السوداء، ونشتري بكميات قليلة مع الكثير من التقنين".
وفي مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين، (جنوبا) يجوب "محمود"، "البساتين المجاروة لمنزله ليجمع الأغصان المتكسرة، والأخشاب المتناثرة في الطرقات".
ويقول لـ"قدس برس" إنه "يقوم بهذا الأمر منذ سنوات، لعدم قدرته على شراء مواد التدفئة، بسبب غلائها الفاحش"، لافتا إلى أن "بعض العائلات باتت تستخدم روث الحيوانات المضغوط للتدفئة".
وفي شمال سوريا، ليس الوضع بأفضل حالا، حيث ساهم الارتفاع الكبير في أسعار مواد التدفئة إلى عدم تمكن الكثير من العائلات في المخيمات والتجمعات الفلسطينية من شراء المازوت أو الحطب أو قشور البندق والجوز، حيث تضاعف سعرها إلى قرابة 150 بالمئة عن العام الماضي.
ويقول اللاجئ الفلسطيني "أبو إحسان" إنه "اشترى قشر البندق العام الماضي بـ115 دولارا للطن الواحد، فيما تجاوز سعره هذا العام 280 دولارا أمريكيا حتى الآن".
وأضاف لـ"قدس برس"، أن "الأسعار تواصل ارتفاعها، وغالبية الفلسطينيين في الشمال السوري يجدون صعوبة في تأمين مواد التدفئة، خاصة أولئك الذين يعيشون في المخيمات".
ولفت إلى أن "تضاعف أسعار مواد التدفئة مرده إلى احتكارها من قبل أشخاص متنفذين في المنطقة، بالإضافة إلى الضرائب المفروضة على المعابر".
وبدوره، قال مسؤول العمل الخيري في هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية (هيئة إغاثية محلية)، موسى قرعاوي، إن "المؤسسة رفعت إلى الجهات الداعمة مشاريع لاستقبال التبرعات والمساعدات الخاصة بالتدفئة".
وأكد قرعاوي لـ"قدس برس" أن "هذه المساعدات رغم أهميتها، إلا أنها كميات علاجية، لا تكفي حاجة العائلات".
وأشار إلى أنها "تشمل عادة كيسا كبيرا من الحطب، أو 20 لترا من المازوت، بالإضافة إلى البطانيات والمواقد بأنواعها".
وشدد على أن "مأساة الفلسطينيين في الشمال السوري، والبالغ عددهم قرابة 1500 عائلة، تتجدد مع قدوم كل شتاء، نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة، ويساهم الارتفاع المطرد لأسعار مواد التدفئة في زيادة تعقيد أوضاعهم".
تصنيفات : أخبار فلسطين