أسرار تكشفها "قدس برس" عن دور "الأمن الوقائي" في اعتقال المطارد معاذ حامد

نفذا عملية فدائية ردا على حرق عائلة دوابشة

كشفت مصادر مقربة من الأسير معاذ حامد، في الذكرى الأولى لاعتقاله على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي الخاصة، تفاصيل ما جرى له، ووقوف جهاز الأمن الوقائي، التابع للسلطة الفلسطينية خلف اعتقاله، عقب ساعات فقط من هروبه من المقر الرئيسي للجهاز في "بيتونيا" قرب رام الله، وسط الضفة الغربية.

وقالت المصادر لـ "قدس برس"، أن معاذ نفذ عملية إطلاق نار قتل فيها مستوطن، وأصيب ثلاثة آخرون عام 2015، ردا على جريمة إحراق عائلة "دوابشة" والتي نفذها مستوطنين في بلدة "دوما" قرب نابلس، شمالي الضفة الغربية.

وأضافت، أن جهاز "الأمن الوقائي" في رام الله، شن حملة اعتقالات في بلدة "سواد" قضاء رام الله على خلفية هذه العملية، وكشف عن منفذيها، ومن ضمنهم معاذ حامد، والذي تعرض لتعذيب قاس في المقر الرئيسي للجهاز في "بيتونيا".

ولفتت المصادر أن عائلة حامد واصلت مطالبتها خلال سبعة أعوام بالإفراج عن نجلها من سجون السلطة، إلا أن جهاز "الأمن الوقائي" كان يرفض باستمرار بحجة حمايته من الاحتلال الذي طالب بتسليمه أكثر من مرة.

وأكدت أن جهاز "الأمن الوقائي" سهل لحامد هروبه من السجن من خلال ترك الأبواب مفتوحة لغرفة السجن التي كانت يتواجد فيها، وللباب الرئيسي للسجن، وكان ضباط في الجهاز يقولون لمعاذ بأن الأبواب مفتوحة ويطلبون منه أن يغلقها بنفسه لأنهم مرهقون من الصيام.

وتابعت المصادر، بأن هذه الواقعة تكررت لأيام متتالية لإشعار حامد بأنه يمكنه الهروب متى شاء، وأن الأمور مجهزة لهذا الأمر، وحاول معاذ فحص الساحة الخارجية والبوابة الرئيسية للجهاز، والتي شعر بأن أعداد الحراسات خفت بشكل كبير وملحوظ عن السابق.

وأشارت بأن حامد أخذ قرارا بالهروب من داخل المقر لأنه شعر بوجود أمر ما، حيث كان يتخوف من تسليمه للاحتلال، عن طريق ترك الأبواب مفتوحة، أو تسهيل عملية اغتيال له، فبدأ التجهيز لذلك، وهرب جهاز هاتف جوال لداخل السجن.

وبينت المصادر بأن حامد فهم عقب اعتقاله لدى الاحتلال؛ ومن خلال التحقيق معه من قوات الاحتلال الإسرائيلي ، بأن كل ما جرى معه هو كان لتسهيل خروجه من أجل تسليمه دون أن يكون لجهاز "الأمن الوقائي" أي علاقة بالموضوع.

ونقلت على لسان حامد، بأنه شعر من أول لحظة لمغادرته الجهاز بأنه ملاحق ومتابع بواسطة طائرة استطلاع إسرائيلية، وتوجه لأحد أقاربه الذي أكد أيضا تحليق طائرة استطلاع صغيرة أعلى منزله بعد لحظات فقط من دخول حامد له.

ورجحت المصادر، أن حامد خرج فورا من المنزل خشية من حصول أمر ما، فقرر التوجه لأحد أصدقائه في بلدة "كوبر" شمالي غرب رام الله، ولكن بعد وقت قصير من دخوله لهذا المنزل، داهمته قوات الاحتلال الخاصة واعتقلته.

وقالت منال البرغوثي زوجة صاحب المنزل الذي اعتقل من داخله حامد، بأن زوجها لم يكن يعرف أن حامد هارب من السجن، وكانت صدمتها أنه لم يمض على دخوله للمنزل بضع ساعات فقط، حتى اقتحمته قوات الاحتلال لحظة الإفطار في شهر رمضان.

وأضافت البرغوثي لـ "قدس برس"، ومن "لحظة اقتحامهم المنزل كان واضحا الهدف من هذا الهجوم الكبير علينا، ولكن الذي كان ينوي الاحتلال فعله، هو قتل حامد وليس اعتقاله، ولولا وقوفي أمام الوحدة الخاصة الإسرائيلية التي أشهر عناصرها السلاح في وجه حامد؛ لكانوا أطلقوا النار عليه".

ونقل حامد فور اعتقاله للتحقيق لسجن ريمون في الداخل الفلسطيني المحتل، وينتظر حكما بالسجن المؤبد على خلفية تنفيذه لعملية قتل المستوطن، بالإضافة لعملية إطلاق النار على إحدى سيارات الإسعاف التابعة للمستوطنين شمالي رام الله دون وقوع إصابات، والتخطيط لتنفيذ عمليات أخرى.

وحمل الاحتلال مسؤولية هذه العمليات لأحمد النجار وهو أسير محرر في صفقة "وفاء الأحرار" (2011) وأحد نشطاء حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المبعدين إلى الخارج.

وكان جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" أعلن في 13 نيسان/ إبريل 2022 عن اعتقال معاذ حامد، أحد أفراد خلية قتلت مستوطناً إسرائيلياً عام 2015.

 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
ترامب: وقف إطلاق النار في غزة "وشيك"
يونيو 27, 2025
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "بات قريبا"، مرجحا أن يتم إبرامه خلال الأسبوع المقبل. وأضاف ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض احتفالا باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، أنه تحدث أخيرا مع عدد من الأطراف المعنية بالمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع
فيدان: "إسرائيل" ليست قوية بما يكفي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني
يونيو 27, 2025
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجمعة، إن التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن مفاجئة لأنقرة. وأضاف فيدان في تصريحات صحفية: "كنا نتوقع أن الحرب لن تظل محصورة في غزة، بل ستمتد إلى جغرافيا أوسع، وهو ما حدث بالفعل مع إيران". وأوضح أن ما قامت به إيران أخيرا يُعد "دفاعا مشروعا عن النفس"، لافتا إلى
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا