الحواجز العسكرية الإسرائيلية تنغص فرحة الفلسطينيين في العيد

انقلبت فرحة عائلة عبد العزيز من مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة إلى معاناة كبيرة، بعدما أمضت الليلة الماضية بطولها عالقين في مركبتهم، على أحد مداخل مدينة أريحا شرقا، أسوة بآلاف الفلسطينيين، بعد أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي كافة الحواجز العسكرية المحيطة بالمدينة، ولم تسمح لأحد بمغادرتها.
ونشر ربّ الأسرة امجد عبد العزيز (47 عاما) على صفحته على موقع فيسبوك، تعليقا مرفقا بصورة الساعة الرابعة فجر اليوم الأحد، لمجموعة من الشبان يؤدون صلاة الفجر في الشارع، بعدما منعهم الاحتلال من مواصلة طريقهم خروجا من أريحا.
وقال عبد العزيز لـ"قدس برس" إنه وصل نابلس نحو الساعة السابعة من صباح اليوم، بعدما استغرقت الطريق نحو عشر ساعات بدلا من ساعتين في أكثر الأحوال.
وأوضح أنه لا يوجد أي سبب لما فعله الاحتلال الإسرائيلي، سوى التنغيص على الفلسطينيين، خاصة في فترة العيد، حيث تكثر الزيارات العائلية والرحلات.
وتشهد مدينة أريحا أزمات مرورية على كافة مداخلها، نتيجة توافد آلاف الفلسطينيين للمدينة، التي تعتبر مصيفا ومكانا ترفيهيا لأهالي الضفة والقدس والداخل المحتل خلال الأعياد.
يقول الصحفي عادل أبو نعمة، إن ما يجري في أريحا منذ عدة اشهر، وخاصة بعد ظهور مجموعة مقاومة فلسطينية في المدينة، ومخيم "عقبة جبر" تحديدا، يعتبر "ضمن سياسة العقاب الجماعي بحق كافة أبناء المحافظة بشكل خاص، والفلسطينيين بشكل عام".
وأوضح أن جنود الاحتلال "يتفننون في إذلال المواطنين وتوقيفهم لساعات طويلة واحتجاز مركباتهم والتدقيق في هوياتهم".
وتابع "أريحا مدينة غورية، ودرجات الحرارة فيها مرتفعة جدا مقارنة بغيرها من المدن الفلسطينية، وهذا يتسبب للعالقين بمعاناة كبيرة، خاصة عندما يكون برفقتهم الأطفال والنساء وكبار السن".
وأشار إلى أن عشرات الناشطين عملوا على توفير المياه الباردة والطعام للمحتجزين، فيما أعلنت قوات الأمن الوطني، التابعة للسلطة الفلسطينية، عن فتح مقراتها لاستقبالهم وتوفير المبيت لهم.
وفي جنوب الضفة الغربية المحتلة، أغلق الاحتلال أمس السبت حاجز "الكونتينر" الذي يفصل الجنوب وتحديداً محافظتي "بيت لحم" و"الخليل" عن وسط الضفة، ما تسبب بأزمة مرورية خانقة استمرت حتى ساعات الصباح الأولى.
وأظهر مقطع فيديو التقطه ناشطون طابوراً يمتد لأكثر من كيلومترين، وعلق أحدهم قائلا: إن التقديرات تشير إلى وجود أكثر من خمسة آلاف سيارة عالقة من الاتجاهين، بانتظار أن تقوم قوات الاحتلال بفتح الحاجز.
أما حاجزا "حوارة" و"دير شرف" جنوبي وغربي نابلس، شمالا، فالحالة عليهما لا تقل سوءا عن بقية المناطق.
يقول عضو مجلس قروي "دير شرف" عمر نوفل لـ"قدس برس" إن قريتهم تعد حلقة الوصل بين نابلس وجنين وطولكرم، والمرور بها إجباري للدخول والخروج من نابلس، وهذا ما جعل الاحتلال ينصب حاجزا عسكريا على أطرافها، بحيث يتحكم بحركة مرور الفلسطينيين.
وأوضح أن جنود الاحتلال يعمدون إلى إطلاق قنابل الغاز تجاه المركبات دون أي سبب كان، ما ينتج عنه اختناق الركاب الذي يضطرون لترك مركباتهم والركض في الاتجاهات المختلفة، لحماية أنفسهم وذويهم من الاختناق.
ووفق تقارير عدة أصدرها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا) الذي يتخذ من القدس مقرًّا له، فقد وثقت وجود 705 عائق دائم في مختلف أنحاء الضفة؛ حيث تقيّد حركة المركبات الفلسطينية، وتنقّل المشاة الفلسطينيين، مشيرة إلى وجود انعكاسات سلبية للحواجز العسكرية الإسرائيلية في الضفة على حياة أكثر من مليوني فلسطيني.