مؤتمر "حق العودة" في أوروبا يثير جدلا بين "فتح" ونشطاء فلسطينيين

أثار إعلان "مؤتمر فلسطينيو أوروبا" (تجمع مستقل)، عن إطلاق النسخة الـ 20 من مؤتمره السنوي، الذي يجمع فلسطينيو أوروبا مع نشطاء وسياسيين وبرلمانيين مناصرين للقضية الفلسطينية، جدلا واسعا في أوساط منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها.
وبرز بين أقطاب الجالية الفلسطينية في القارة الأوروبية، على شكل التمثيل في المؤتمر، ففي الوقت الذي يمضي فيه المنظمون (مؤتمر فلسطينيو أوروبا) في التجهيز لعقد مؤتمرهم في مدينة مالمو جنوب السويد، تحت شعار"75 عامًا وإنا لعائدون"، ردت تشكيلات أخرى محسوبة على حركة "فتح" بمهاجمة هذا المؤتمر، باعتبار أنه يعقد بعيداً عن المؤسسات الرسمية لمنظمة التحرير، ويؤسس لحالة انقسام جديدة، ويمثل ضربة لوحدة الصف الفلسطيني.
واعتبر القيادي السابق في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" (أكبر فصائل منظمة التحرير)، حلمي البلبيسي، أن "أي تصريح يصدر عن أي مؤسسة فلسطينية سواء عن طريق السلطة، أو منظمة التحرير "التي لم تعد موجودة عملياً إلا لتقديم المزيد من التنازلات، فهي تساهم في خدمة المشروع الصهيوني الهادف لإنهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين" وفق تقديره.
وأضاف البلبيسي في حديث مع "قدس برس" رداً على مهاجمة السلطة الفلسطينية لعقد مؤتمر "حق العودة" السنوي في مدينة مالمو السويدية أن "من يسعى لتعطيل عمل المؤسسات الفلسطينية الجادة في الخارج الفلسطيني، لا سيما في أوروبا من خلال مؤتمر فلسطينيوا أوروبا، أو المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، هو عملياً يساهم مع الحكومة المتطرفة اليمينة في الكيان الصهيوني".
وأضاف البلبيسي قائلا إن "اللقاءات التي تعقد في أوروبا للاجئين الفلسطينيين، تجمع الآلاف.. ومنذ عشرين عاماً وهم يتحدثون في همهم الوطني المشترك، والسعي لحل مشاكلهم، والتأكيد على حقوقهم المشروعة في العودة".
متسائلاً "كيف تجرؤأ سلطة أوسلو (السلطة الفلسطينية) في أن تساهم مع عدد من الشخصيات الفلسطينية في قتل هذه الروح؟، وما هذا إلا جريمة ما بعدها جريمة".
من جانبه، رفض الكاتب الصحفي شاكر الجوهري الهجوم الذي تعرض له مؤتمر "حق العودة"، معتبرا أن "منظمة التحرير الفلسطينية لم تعد تمثل شيئاً بالنسبة لنا كفلسطينيين، سوى الاحتيال والنهب والخضوع للعدو الإسرائيلي" على حد تعبيره.
وأضاف: "ما تقوم به سلطة (الرئيس محمود) عباس هو بعينه الدور التحريضي الذي تقوم به منظمة التحرير، وليس هناك من يدعمها ويؤيدها سوى أعداء القضية الفلسطينية، باعتبارها ساعداً ويد قوية تضرب أبناء الشعب الفلسطيني في نابلس والقدس" وفق قوله.
وقال رئيس المؤتمر أمين أبو راشد، إن فعاليات المؤتمر من المقرر أن تنطلق صباح يوم 27 أيار/مايو المقبل، بحضور مجموعة واسعة من البرلمانيين والسياسيين والناشطين السويديين والأوروبيين، والشخصيات الفاعلة في المجالات كافة من أوروبا ومختلف دول العالم.
وأشار إلى أن المؤتمر سيتضمن إقامة مهرجانات وورش عمل بلغات أوروبية مختلفة، مشيرًا إلى أن الهدف منها هو "تسليط الضوء على جميع مفاصل القضية الفلسطينية"، لافتا إلى أن نحو 34 لجنة متخصصة تعمل من أجل إنجاح فعاليات المؤتمر بمختلف جوانبه الفنية واللوجستية، مؤكدًا أن التحضيرات النهائية للمؤتمر تسير بالطريق الصحيح.