الإضراب عن الطعام سلاح الأسرى لإظهار معاناتهم

ختم الشيخ خضر عدنان إضرابه عن الطعام الذي استمر 86 يوما، بالشهادة، ليحقق بذلك ما أراده في فضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى.
كان عدنان يعرف جيدا أن الإضراب عن الطعام ليس نزهة، وكان يعرف عواقبه، وأنه قد يفقد حياته، وكان ذلك واضحا في وصيته، والتي يقول فيها: "إذا كانت شهادتي فلا تسمحوا للمحتل بتشريح جسدي، وسجوني قرب والدي، واكتبوا على قبري هنا عبد الله الفقير خضر عدنان".
من جانبه وصف المختص في شؤون الأسرى رأفت حمدونة، الشهيد خضر عدنان بأنه "كان مدرسة في الصمود في وجه السجان، متخذا من الإضرابات المفتوحة عن الطعام وسيلة استراتيجية سلمية للنضال ضد السجان وسياساته".
وقال حمدونة لـ "قدس برس" إن الشهيد خضر عدنان "دخل 6 إضرابات عن الطعام خلال 12 عاما بمجموعة 290 يوما، وكان مفجرا للإضرابات الفردية نهاية العام 2011، وكان هناك عشرات الأسرى ما بعده انتصروا على السجان وكان هو بوابة هذه الانتصارات ومفجر هذه الثورة".
وتابع: "سجل عدنان لنفسه صفحة مشرقة في تاريخ النضال الفلسطيني، وكان ولا زال أيقونة نضالية وحالة استثنائية خاصة في سجل الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة".
وشدد حمدونة على أنه "رغم تواطؤ محاكم الاحتلال مع الأجهزة الأمنية لإعدام عدنان، من خلال توجيه لائحة اتهام صورية وشكلية له..ولكنه كان مواجهاً عنيدا في معركته بكل صمود حتى نال الشهادة".
وقال: "عندما نتحدث عن تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة، يجب أن نبرز الدور الريادي لعدنان وتحديدا في موضوع الاعتقال الإداري والاعتقال التعسفي".
وتابع: "كانت هناك حالة حرجة جدا، وكانت إسرائيل تتابع هذه الحالة ورغم ذلك تم تأجيل النظر في قضيته لمرتين.. وهذه إشارة ورسالة واضحة من الاحتلال إلى أن هناك نية مبيته لاغتياله" بحسب تقديره.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حسن جبر، على أن الإضراب عن الطعام إحدى وسائل الأسرى لفضح جرائم الاحتلال داخل السجون و تنقل معاناتهم، مطالبا الإعلام الفلسطيني بإسناد الأسرى.
وقال جبر لـ "قدس برس" إن "إضراب الشهيد خضر عدنان الأخير عن الطعام، أثبت أننا بحاجة أن نستخدم كل وسائل الإعلام خاصة الحديثة والإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي لنقل ما يتعرض له الأسرى".
وأضاف: "يفترض أن نغطي مساحات شاسعة بكل اللغات لتصل إلى كل العالم وجميع المؤسسات.. هناك إمكانية تنويع وتطوير في الفنون الصحفية الى قصص حية وتحقيقات واقعية، حتى نوصل قضية الأسرى الى كل العالم".
وشدد جبر على أن التغطية الإعلامية لقضية الأسرى "مهما بلغت من الكمال تظل ناقصة، خاصة أننا نتحدث عن آلاف الأسرى الذين يتعرضون لحملة ممنهجة من القمع والإرهاب من أجل كسر إرادتهم".
واستشهد عدنان (44 عاما) فجر اليوم الثلاثاء، بعد أن خاض إضرابا عن الطعام لمدة 86 يوما لرفض الاعتقال التعسفي بحقه، حيث تدهورت صحته بشكل كبير بعد رفض الاحتلال الإفراج عنه وتلبية مطالبه.