وعد بلفور المشؤوم.. 105 أعوام على سلب الأرض الفلسطينية
تصادف اليوم الأربعاء 2 تشرين الثاني/نوفمبر، الذكرى الـ105 لصدور وعد بلفور المشؤوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا "الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين".
وهذا الوعد كان بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين؛ استجابة لرغبات "الصهيونية العالمية" على حساب الشعب الفلسطيني.
وجاء الإعلان على شكل رسالة موجهة من قبل "آرثر جيمس بلفور" وزير خارجية بريطانيا في حكومة ديفيد لويد جورج إلى (اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية)، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، واستطاع من خلالها "الصهاينة" إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهدافها، والحفاظ على مصالحها في المنطقة.
احتلت بريطانيا فلسطين عام 1917 خلال الحرب العالمية الأولى، وعملت على تسهيل هجرة اليهود إليها، وتمكينهم على الأرض؛ تمهيداً لإقامة "دولة إسرائيل" في عام 1948.
وكانت الحكومة البريطانية قد عرضت نص رسالة بلفور على الرئيس الأمريكي الأسبق توماس ولسون، ووافق على محتواها قبل نشرها.
وبعد مرور عام؛ أعلنت كل من إيطاليا وفرنسا موافقتها على الوعد، لتتبعها موافقة أمريكية رسمية عام 1919، ثم لحقت اليابان بالركب في العام ذاته.
وجاء في نص الرسالة: "تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليًا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
وفي 25 نيسان/أبريل 1920، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر (سان ريمو) على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع (إعلان بلفور) موضع التنفيذ، حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب.
وفي 24 تموز/يوليو عام 1922 وافق مجلس (عصبة الأمم المتحدة) على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 سبتمبر/أيلول 1923.
وتمكن اليهود من استغلال الوعد، ومن ثم "صك الانتداب، وقرار الجمعية العامة عام 1947، القاضي بتقسيم فلسطين” ليحققوا حلمهم بإقامة "إسرائيل" في 15 أيار/مايو 1948، وليحظى هذا الكيان بعضوية الأمم المتحدة بضغط من الدول الكبرى.
وبهذا الوعد تحققت العبارة الشهيرة التي تلخص ما حدث "لقد أعطى من لا يملك وعداً لمن لا يستحق"، وليكون ذلك اليوم يوماً أسودَ في تاريخ الشعب الفلسطيني.
وخلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين (1917 - 1948)، عملت لندن على استجلاب اليهود من كافة دول العالم، وتنظيمهم وتقديم الدعم لهم لتأسيس ما يسمى بـ"دولة إسرائيل".
وأصبحت "إسرائيل" بذلك أول دولة في تاريخ النظام السياسي العالمي التي تنشأ على أرض الغير، وتلقى مساندة دولية جعلتها تتوسع وتبتلع المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية.