عباس: رضينا بـ 22% من أرض فلسطين دولة لنا ولم ترضى "إسرائيل"
شدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على أن الفلسطينيين لم يضيعوا أي فرصة للسلام، مشيرا إلى أنهم وافقوا على إقامة دولتهم فوق 22 بالمئة فقط من مساحة فلسطين التاريخية، والاعتراف بدولة "إسرائيل" والعيش بجانبها.
وطالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، "الدول الاستعمارية التي تتحمل مسؤولية تاريخية عن النكبة، بأن تتحمل مسؤولية إنصاف الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته".
وقال عباس في خطابه في الأمم المتحدة بذكرى النكبة، اليوم الإثنين، إن "بريطانيا والولايات المتحدة على وجه التحديد، تتحملان مسؤولية سياسية وأخلاقية مباشرة عن نكبة شعبنا، فهما اللتان شاركتا في جعل شعبنا ضحية عندما قررتا إقامة وزرع كيان آخر في وطننا التاريخي، لأهداف استعمارية خاصة بهما".
وشدد على ضرورة إلزام "إسرائيل" باحترام القرارين 181 للعام 1947 (قرار تقسيم فلسطين)، و 194 (حق العودة)، "أو تعليق عضويتها في الأمم المتحدة، لا سيما وأنها لم تف بالتزامات قبول عضويتها في المنظمة الأممية".
وأكد عباس على أن أن أهم شرط لتحقيق السلام والأمن في منطقتنا "يكمن في الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، واستقلال دولته الفلسطينية ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، بالقدس الشرقية عاصمة لها، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار 194، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية".
وتطرق رئيس السلطة الفلسطينية في كلمته، التي ألقاها عبر تقنية الـ "فيديو كونفرنس" إلى "المزاعم الصهيونية الملفقة، والتي تحاول تزييف الرواية الفلسطينية، والتي ادّعت أن فلسطين كانت أرضاً بلا شعب ويتوجب إعطاؤها لشعب بلا أرض، وأن الفلسطينيين تركوا بلادهم عام 1948 طواعيةً"، مشددا على أن "الحقيقة هي أن وطننا التاريخي فلسطين لم يكن يوماً أرضاً بلا شعب".
وأشار إلى أن "إسرائيل تردد مزاعم زائفة أخرى لتغطي على عدوانها وجرائمها، وتدعي أن حروبها ضد الفلسطينيين والعرب كانت حروباً دفاعية"، وتساءل "كيف يكون ارتكاب المذابح وتدمير القرى وتشريد نصف سكان فلسطين عام 1948 حرباً دفاعية؟".
وقال إن "الكذبة الأكبر ادعاء إسرائيل، ومن يدعمها من الدول الاستعمارية، بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.. كيف يكون ذلك وهي التي ارتكبت نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، وتحتله منذ عام 1967، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تحتل شعبا آخر؟ّ!".
وأشار عباس، إلى "رواية زائفة أخرى تروجها إسرائيل ويتلقفها مناصروها، دون تمحيص أو تدقيق، هي الزعم بأن الفلسطينيين لا يضيعون فرصة لكي يضيعوا فرصة أخرى، وأنه لا يوجد هناك شريك فلسطيني للسلام، متسائلا: ما معنى إذن أن يقبل الشعب الفلسطيني بدولة على 22 بالمئة فقط من أرض وطنه التاريخي، ويعترف بإسرائيل ويستعد للعيش إلى جانبها بأمن وسلام وحسن جوار؟".
واعتبر عباس أن "الرواية الفلسطينية، المتعلقة بالنكبة والقضية الفلسطينية عموماً، بدأت تشق طريقها إلى وعي الشعوب والدول التي أخذت تكتشف زيف الرواية الإسرائيلية، وذلك بجهود أبناء شعبنا، وبدعم ومساعدة الخيّرين في هذا العالم".
وأكد أن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وفرض الحصار على قطاع غزة، هو السبب الحقيقي لاستمرار دوامة العنف، وإذا ما ذهب الاحتلال إلى غير رجعة فلن يكون هناك أي مبرر للعنف والحروب".