أمريكا تدين "إسرائيل".. المؤشرات والدلائل؟

على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت دائما أوثق حليف للاحتلال الإسرائيلي، إلا أن العلاقة بين الحليفين لم تخل من توترات. "قدس برس" تبحث في مؤشرات ودلائل هذه العلاقة ومدى انعكاسها على القضية الفلسطينية.
إدانة الخارجية الأمريكية ليست الأولى،،،
لم تكن إدانة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، يوم الأحد الماضي لإجراءات حكومة بنيامين نتنياهو ووزرائه، الأولى من نوعها هذا العام، فالإدانة الأمريكية التي وجهت لاقتحام وزير أمن الاحتلال، ايتمار بن غفير لباحات المسجد الأقصى، والسماح للمستوطنين بالانتقال إلى مستوطنة "حومش" المغلقة منذ العام 2005، سبقها إدانة أمريكية مماثلة لعضو بارز في حكومة نتنياهو، هو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في آذار/مارس الماضي، إثر تصريحات استفزازية، في كلمة ألقاها خلال احتفال في باريس، أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني، في حين برزت خارطة تظهر الأردن كجزء من الكيان الصهيوني، على منصة الاحتفال التي ألقى منها سموتريتش كلمته.
المحركات الداخلية،،،
هذه الإدانات لوزراء الحكومة الإسرائيلية، التي يترأسها زعيم حزب "ليكود" اليميني بنيامين نتنياهو لم تأتِ من فراغ بحسب الخبير في الشأن الأمريكي حازم عيّاد، الذي أشار في حديث خاص لـ"قدس برس" إلى أن "العلاقة كانت ولا زالت متوترة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي لم يكن متحمسا للقاء نتنياهو حتى اللحظة، رغم فوزه في الانتخابات وتمكنه من تشكيل حكومته الحالية".
ويضيف عيّاد، "لم تخفِ إدارة بايدن ميولها لفوز المعسكر القومي العلماني بقيادة زعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد وزعيم حزب "المعسكر الرسمي" بيني غانتس، في مقابل تفضيل نيتناهو وقوى اليمين الديني الفاشي فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية في العام 2020، وهو توجه لازال عميقا لدى نتنياهو وأركان حكومته الفاشية، التي ترى في مرشحي الحزب الجمهوري الخيار والبديل الأمثل للرئيس الحالي جو بايدن".
وشدد عيّاد في حواره على أن "الخصومة السياسية بين إدارتي بايدن ونتنياهو ليست هي السبب الوحيد للموقف الأمريكي، السبب الآخر هو توجه اليمين الديني إلى إجراءات تتعلق بإصلاح القضاء، بهدف تقييد عمل المحكمة العليا الإسرائيلية، وتعزيزسلطة ونفوذ وتاثير السلطة التشريعية والأحزاب من خلفها على حساب سلطة القضاء مايسمح بإبعاده هوية الكيان عن المسار الليبرالي الذي يتبناه الحزب الديموقراطي في أميركا.
المحركات الإقليمية والدولية،،،
في هذا الجانب يرى عيّاد، أن "خفض التصعيد والهدوء في الأراضي الفلسطينية يمثل الكابح الأهم أمام تمدد النفوذ الروسي والصيني إلى المنطقة في منظور الإدارة الأميركية على عكس إدارة الاحتلال، فالفوضى والعجز الأمريكي عن إدارة الصراع يوفر بيئة مناسبة لروسيا والصين لملء الفراغ الناجم عن الفشل الأمريكي خصوصا بعد أن بذلت الولايات المتحدة جهودا كبيرة لإنجاح الاتفاقات الإبراهيمية التطبيعية مؤخرا، عبر محاولة توسعتها لتشمل السعودية، وعقد قمة جديدة متعثرة لــــ (منتدى النقب) في المغرب، وتمرير (اجتماعات العقبة) كآلية للعمل المشترك لضبط الأمن في الضفة الغربية، وهي جهود تواجه صعوبات جمة بسبب التوجهات المتطرفة لحكومة نتيناهو الفاشية؛ التي لا تبدي مرونة كافية للتعامل مع المتطلبات الأمريكية و المبادرات التي تقترحها، بل تهدد بإعاقتها عبر استفزازات متواصلة، كالتي أطلقها سموترتيش في باريس وبن غفير ونتنياهو في القدس؛ ما هدد سياسة بايدن بالفشل والانهيار، ليوجه رسائل للكيان وقادته عبر إدانة السياسات المعلنة باستئاف الاستيطان شمال الضفة واقتحام المسجد الاقصى".