الشمال السوري.. تجمع فلسطيني بدون مدخنين

على أطراف بلدة "عقربات" بريف إدلب الشمالي، على الحدود السورية التركية، تقيم 25 عائلة فلسطينية في تجمع سكني هادئ، بعدما حطت رحالها بحثا عن الأمان، قادمة من مخيمات دمشق وحلب وحماه السورية، مع اندلاع الصراع السوري صيف 2012، لتقيم في أماكن مختلفة في قريتي "عقربات" و"أطمة" حيث تمكنت من شراء قطعة أرض بين القريتين، وإنشاء مشروع سكني خاصا بها.
يقول اللاجئ الفلسطيني عمر أحمد من لجنة إدارية التجمع، إن الأشهر الأولى من قدومنا إلى هذه المنطقة كانت صعبة علينا للغاية، حيث اضطرت كل خمس أو سبع عائلات، أن تقيم في منزل واحد مؤلف من عدة غرف، حيث كانت النساء والأطفال تقيم في الغرق الكبيرة؛ بينما يتخذ الرجال والفتيان أقبية المنازل مكانا لهم.
وأضاف في حديثه لـ"قدس برس": رغم ذلك فقد خلت الأشهر الأربعة التي كنا نعيش في هذا الوضع من أي مشاكل بين العائلات، بسبب الانسجام فيما بينها، وتوافقها على المحددات والضوابط السلوكية والاجتماعية، والتزامها بالمعايير الأخلاقية في تعاملها فيما بينها، وتعاملها مع جيرانها من أهل القرية، حتى بعد انتقال العائلات إلى التجمع الجديد على أطراف القرية.
ولفت أحمد أن مما يميز التجمع الفلسطيني، هو عدم وجود أي مدخن فيه، وهي ظاهرة يتفرد فيها المخيم في المنطقة؛ وربما في كل الشمال السوري، عن غيره من التجمعات، مؤكدا أن ظاهرة عدم التدخين لا تنحصر فقط في سكان التجمع؛ بل تشمل كل أقاربهم ممن يقطنون خارجه في القرى، والبلدات المجاورة.
يقول أبو ياسين وهو أحد سكان التجمع، مسألة التدخين بالنسبة لنا خط أحمر، ولا نقبل فيها وليست من أدبياتنا، مشيرا أن أغلب رجال وشباب المخيم ليسوا من المدخنين أصلا، بينما امتنع آخرون عن التدخين بعد وصولهم إلى الشمال متأثرين بأقرانهم من غير المدخنين؛ مؤكدا أنه لا يملك في منزله صحنا للسجائر شأنه شأن أغلب العائلات في التجمع.
أبو عبدو قطيش مهجر سوري من بلدة "معرزيتا" بريف حماه، يعمل في محل للمواد الغذائية داخل التجمع، يوضح لمراسل "قدس برس" أن المحل ملك لأحد سكان التجمع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن من بين شروط العمل لديه، هو عدم بيع السجائر وفحم "الأركيلة" داخل المحل، مضيفاً "التدخين من بين المحرمات لدى أهالي التجمع الفلسطيني".
أما وائل فهو طالب جامعي من أبناء التجمع يقول لمراسلنا: بأن وفداً من الجيران توجه إلى والده، بعدما علم بالصدفة أنني أصبحت مدخنا في السكن الجامعي، وحذروه من خطورة انزلاق أبناء التجمع في شراك التدخين، مؤكداً أنه منذ ذلك اليوم "أقلعت عن التدخين تماما، حرصا على سمعة العائلة، فالتدخين من الصفات المشينة في ثقافتنا".
وتحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في كل مكان في 31 مايو/أيار من كل عام باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، والغرض من هذا اليوم هو إقناع المدخنين ومستهلكي التبغ بالإقلاع عنه.
وفي كل عام، تقدم منظمة الصحة العالمية جوائز للأفراد أو المنظمات الرئيسية التي كان لها إسهامات قيمة في مكافحة التبغ، وإنجاح حملات اليوم العالمي لمكافحة التبغ.