"كامب ديفيد".. 45 سنة لم تفلح في تحييد جنودا من الجيش المصري عن المواجهة

لم تفلح 45 سنة مضت على إبرام اتفاقية للتسوية بين مصر والاحتلال الإسرائيلي (كامب ديفيد - 1978)، في توفير الشرعية والأمن للاحتلال، الذي بقي في عقول المصريين وإدراكهم الدولة التي ابتلعت جارتهم فلسطين.
ويعتبر الجدار الأمني الممتد من رفح شمالا إلى "إيلات" جنوب فلسطين المحتلة، وبطول 250 كيلومتر تقريبا، والذي بدأ في تشييده عام 2011 ولمدة ثلاث سنوات، واحدا من مظاهر اخفاق اتفاقات التسوية، في تحييد المواطنين العرب عن قضيتهم.
وأعادت عملية إطلاق النار على الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة من الناحية الجنوبية، والتي نفذها صباح السبت (3 حزيران/يونيو 2023) عسكري مصري، وتمكن فيها من قتل ثلاثة من عناصر جيش الاحتلال، التذكير بسلسلة من العمليات المسلحة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي انطلاقاً من الأراضي المصرية، والتي كان أبطالها جنودا في الجيش المصري.
وأشهر تلك العمليات، تلك التي عرفت بعملية "رأس النقب" عام 1990، والتي نفذها الجندي المصري أيمن حسن، بعد أن تسلل إلى داخل فلسطين المحتلة وقتل 21 إسرائيلياً، بينهم ضباط ومسؤولون، ثأراً لما حدث من مجزرة في المسجد الأقصى، ورداً على ممارسات جنود إسرائيليين بحق علم مصر على الحدود.
أما عملية "رأس برقة" التي نفذها الضابط المصري سليمان خاطر، فقد كانت واحدة من العمليات التي أربكت حسابات الاحتلال وتطلعاته، حيث تمكن خاطر الذي كان يرابط على حدود بلاده مع فلسطين المحتلة، من قتل سبعة إسرائيليين برشاشه، في شهر تشرين الأول/اكتوبر 1985.
ولم تكن عملية المجندين المصريين خاطر وحسن الوحيدتين، اللتان نفذتا بسلاح مصري بعد اتفاقية "كامب ديفيد" للتوسية، التي وقعت بين القاهرة وتل أبيب عام 1978، فقد شهدت الحدود عمليات أخرى بين مجندين مصريين، أو مسلحين قتلوا إسرائيليين، انتقاما لما يحدث في الأراضي الفلسطينية من جرائم للاحتلال الإسرائيلي.
ففي حزيران/يونيو 2012 أعلن مسؤولون في الجيش الإسرائيلي عن مقتل إسرائيلي، وثلاثة مسلحين مصريين في هجوم بالقرب من الحدود المصرية، وذلك إثر قيام مسلحين بالهجوم على عمال يشاركون في بناء حاجز أمني على الحدود.
وفي الرابع من نيسان/ابريل 2012 أطلق صاروخ على منتجع "إيلات" الإسرائيلي على ساحل البحر الأحمر، من دون وقوع خسائر، وقالت متحدثة عسكرية إسرائيلية يومها إن الصاروخ أطلق من شبه جزيرة سيناء.
وفي 18 آب/أغسطس 2011 قتل ثمانية إسرائيليين في هجوم لمسلحين من شبه جزيرة سيناء، وعلى إثره تم التوصل إلى اتفاق مبدئي بين مصر والاحتلال، يقضي بزيادة عدد الجنود المصريين في سيناء لتعزيز الإجراءات الأمنية.
وفي الثاني من حزيران/يونيو 2006 استشهد ضابطان مصريان من قوات الأمن المركزي بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود المصرية - الإسرائيلية.
وفي 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 قدمت مصر احتجاجا على استشهاد ثلاثة من قوات الأمن المركزي المصري، بعدما أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة عبر الحدود بين مصر وقطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة آخرين برصاص "مسلح" على مقربة من الحدود مع مصر.
وعُثر على جندي وجندية مقتولين في موقع عسكري للجيش، في ساعة مبكرة من صباح السبت، كما قُتل جندي إسرائيلي ثالث في وقت لاحق، واستشهد مهاجم من أفراد الأمن المصري.