ما هي فرص نجاح حلف "شرق أوسطي" تقوده "إسرائيل"؟
سبتمبر 27, 2022 6:51 ص
يرى محللان سياسيان أن زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، لدولة الاحتلال، تأتي بهدف "التطبيع العربي، وإنشاء حلف شرق أوسطي تقوده إسرائيل، مناهض لإيران وروسيا".
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، عبدالله العقاد، إن "أمريكا لا زالت تعمل وبشكل متسارع، لإبقاء هيمنتها من خلال سلسلة تحالفات في مناطق متعددة".
وأضاف العقاد لـ"قدس برس"، أن "الضوء سيسلط خلال زيارة بايدن، على تحالف شرق أوسطي، تقوده إسرائيل بالفعل، وتصبغ عليه أمريكا الرعاية الأبوية".
وأشار إلى أن "هذا التكوين يواجه تحديات تجعل من إنشائه متعذراً"، واستدرك أنه "في حال تشكّله فبقاؤه وفاعليته سيكونان أكثر تعذراً".
وأوضح أن "تعذر التحالف مبني على إشكاليتين، أولاهما تكمن بوجود دولة الاحتلال في صلبه، إذ لا زال يُنظر إليها في المحيط العربي والإسلامي، أنها العدو الأول والأوحد، رغم كل محاولات غسل الأدمغة سياسيا".
ورأى أن "الإشكالية الثانية، تكمن في فشل تصدير صورة عدو يلتف حول عداوته هذا التحالف، فإيران التي يجري تصديرها كعدو بالدعاية الغربية وأدواتها العربية، لم تصل إلى الدرجة التي تصبح أكثر عداوةً من الكيان الصهيوني، والأهم أن درجة العداوة المفتعلة تجاه طهران في تناقص متسارع".
وتابع العقاد، أن "أكثر الدول بغضاً لإيران، وتحديدا السعودية، تجري مفاوضات ماراثونية معها لترتيب العلاقة وإعادة التمثيل الدبلوماسي لأعلى مستوى".
وأكد أن "الكيان الصهيوني لا يصلح حليفاً استراتيجياً، ولا إيران يمكن تسويقها عدواً وجودياً، وعليه تكون فكرة الحلف المزعوم، قد ماتت قبل أن تُبذر".
وبيّن أن "التحرك الأميركي هذا سيدفع إلى تسارع التحشيد العكسي، وهذا يتأكد بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لإيران، ولقائهما بالرئيس السوري بشار الأسد، وتفعيل دور مركزي للجزائر وتدعيم الحق الفلسطيني بل والارتكاز عليه".
واستقرأ العقاد أن "الزيارة ستنتهي بفشل ذريع، سيكون باعثا لوثبة معاكسة من جانب الأطراف المعادية للمشاريع الأمريكية في المنطقة، وعلى رأسها المشروع الصهيوني".
ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحاج، إن "بايدن الذي تفاخر يوماً أنه صهيوني وكرر ذلك، لا يُرجى من زيارته بالنسبة للقضية الفلسطينية أيّ شيء، وخاصةً أن الزيارة تتجاهل الملف الفلسطيني، وليس على رأس أولوياتها".
وأوضح الحاج لـ"قدس برس"، أن "تصريحات قادة وكبار المسؤولين الأميركيين، أكدت مراراً وتكراراً أن أهداف الزيارة تأتي في إطار دمج الكيان الصهيوني الغاصب وتمكينه في منطقة الشرق الأوسط".
وأشار إلى أن "أولويات الإدارة الأميركية باتت مختلفة عن السابق، وخاصة في ظل الظروف السياسية والمتغيرات التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية بالتزامن مع الحرب الجارية بين أوكرانيا وروسيا، وأيضاً الصراع مع الصين وغيرها من الدول المحيطة".
وبيّن أن "الزيارة أتت لتعطي زخماً لصفقة القرن التي رسمها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، والتي عملت الإدارة الأمريكية ومعها اللوبي الصهيوني لتكريسها ودعمها على امتداد سنوات".
ورأى الحاج، أنه "رغم محاولة الإدارة الأميركية، تهميش القضية الفلسطينية، إلا أن خيار الجهاد والمقاومة، ووقوف الشعب الفلسطيني بأكمله صفاً واحداً للتصدي للمشاريع التصفوية بحق القضية الفلسطينية، سيعيد للقضية وهجها".
ووصل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الأربعاء، إلى "تل أبيب"، لتكون أول محطة في جولته التي ستمتد لأيام، والتي من المقرر أن تشمل أيضًا الأراضي الفلسطينية المحتلة والسعودية.
ومن المقرر أن يلتقي بايدن برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، غدًا الجمعة، لمدة لا تزيد عن ساعة، بعد اختتامه لقاءاته التي استمرت على مدار يومين كاملين مع مسؤولين في دولة الاحتلال.
تصنيفات : الخبر وأكثر