ما هي فرص نجاح حلف "شرق أوسطي" تقوده "إسرائيل"؟

يرى محللان سياسيان أن زيارة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، لدولة الاحتلال، تأتي بهدف "التطبيع العربي، وإنشاء حلف شرق أوسطي تقوده إسرائيل، مناهض لإيران وروسيا".

وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، عبدالله العقاد، إن "أمريكا لا زالت تعمل وبشكل متسارع، لإبقاء هيمنتها من خلال سلسلة تحالفات في مناطق متعددة".

وأضاف العقاد لـ"قدس برس"، أن "الضوء سيسلط خلال زيارة بايدن، على تحالف شرق أوسطي، تقوده إسرائيل بالفعل، وتصبغ عليه أمريكا الرعاية الأبوية".

وأشار إلى أن "هذا التكوين يواجه تحديات تجعل من إنشائه متعذراً"، واستدرك أنه "في حال تشكّله فبقاؤه وفاعليته سيكونان أكثر تعذراً".

وأوضح أن "تعذر التحالف مبني على إشكاليتين، أولاهما تكمن بوجود دولة الاحتلال في صلبه، إذ لا زال يُنظر إليها في المحيط العربي والإسلامي، أنها العدو الأول والأوحد، رغم كل محاولات غسل الأدمغة سياسيا".

ورأى أن "الإشكالية الثانية، تكمن في فشل تصدير صورة عدو يلتف حول عداوته هذا التحالف، فإيران التي يجري تصديرها كعدو بالدعاية الغربية وأدواتها العربية، لم تصل إلى الدرجة التي تصبح أكثر عداوةً من الكيان الصهيوني، والأهم أن درجة العداوة المفتعلة تجاه طهران في تناقص متسارع".

وتابع العقاد، أن "أكثر الدول بغضاً لإيران، وتحديدا السعودية، تجري مفاوضات ماراثونية معها لترتيب العلاقة وإعادة التمثيل الدبلوماسي لأعلى مستوى".

وأكد أن "الكيان الصهيوني لا يصلح حليفاً استراتيجياً، ولا إيران يمكن تسويقها عدواً وجودياً، وعليه تكون فكرة الحلف المزعوم، قد ماتت قبل أن تُبذر".

وبيّن أن "التحرك الأميركي هذا سيدفع إلى تسارع التحشيد العكسي، وهذا يتأكد بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لإيران، ولقائهما بالرئيس السوري بشار الأسد، وتفعيل دور مركزي للجزائر وتدعيم الحق الفلسطيني بل والارتكاز عليه".

واستقرأ العقاد أن "الزيارة ستنتهي بفشل ذريع، سيكون باعثا لوثبة معاكسة من جانب الأطراف المعادية للمشاريع الأمريكية في المنطقة، وعلى رأسها المشروع الصهيوني".

 ومن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحاج، إن "بايدن الذي تفاخر يوماً أنه صهيوني وكرر ذلك، لا يُرجى من زيارته بالنسبة للقضية الفلسطينية أيّ شيء، وخاصةً أن الزيارة تتجاهل الملف الفلسطيني، وليس على رأس أولوياتها".

وأوضح الحاج لـ"قدس برس"، أن "تصريحات قادة وكبار المسؤولين الأميركيين، أكدت مراراً وتكراراً أن أهداف الزيارة تأتي في إطار دمج الكيان الصهيوني الغاصب وتمكينه في منطقة الشرق الأوسط".

وأشار إلى أن "أولويات الإدارة الأميركية باتت مختلفة عن السابق، وخاصة في ظل الظروف السياسية والمتغيرات التي تشهدها الساحة الإقليمية والدولية بالتزامن مع الحرب الجارية بين أوكرانيا وروسيا، وأيضاً الصراع مع الصين وغيرها من الدول المحيطة".

وبيّن أن "الزيارة أتت لتعطي زخماً لصفقة القرن التي رسمها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، والتي عملت الإدارة الأمريكية ومعها اللوبي الصهيوني لتكريسها ودعمها على امتداد سنوات".

ورأى الحاج، أنه "رغم محاولة الإدارة الأميركية، تهميش القضية الفلسطينية، إلا أن خيار الجهاد والمقاومة، ووقوف الشعب الفلسطيني بأكمله صفاً واحداً للتصدي للمشاريع التصفوية بحق القضية الفلسطينية، سيعيد للقضية وهجها".

 ووصل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الأربعاء، إلى "تل أبيب"، لتكون أول محطة في جولته التي ستمتد لأيام، والتي من المقرر أن تشمل أيضًا الأراضي الفلسطينية المحتلة والسعودية.

 ومن المقرر أن يلتقي بايدن برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، غدًا الجمعة، لمدة لا تزيد عن ساعة، بعد اختتامه لقاءاته التي استمرت على مدار يومين كاملين مع مسؤولين في دولة الاحتلال.

تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
قراءة في المقترح الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار في غزة
يوليو 3, 2025
في خضم تسريبات متزايدة حول تفاصيل الورقة الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة، تتحدث تقارير إعلامية عن مقترح مختلف من حيث الشكل والمضمون، تطرحه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بصيغة تحمل ملامح تحول سياسي لافت. هذه الورقة، التي يُروّج لها على أنها اتفاق متكامل يمتد لـ60 يومًا، تتضمن بنودًا غير مسبوقة، كوقف شامل لإطلاق النار،
مبادرة ترامب للتهدئة في غزة: مقترح "ملغوم" يفتقر للضمانات ويكرّس الواقع القائم
يوليو 2, 2025
أثار مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، والذي يتضمن ترتيبات جزئية لتبادل الأسرى وتخفيف محدود للحصار، موجة من التحفظات لدى محللين فلسطينيين وعرب، رأوا فيه طرحاً غير متوازن يفتقر إلى الضمانات الحقيقية لوقف دائم للعدوان أو لتأمين الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة في القطاع. واعتُبر المقترح، الذي يأتي قبيل
خبراء يحذرون: الاقتصاد في مناطق السلطة الفلسطينية ينهار وديون الموظفين قنبلة موقوتة
يوليو 1, 2025
"الاقتصاد الفلسطيني يواجه كارثة مالية وديونًا متراكمة تهدد بالانهيار البنيوي" – بهذه العبارة الصادمة افتتح البنك الدولي تقريره الأخير الصادر في حزيران/يونيو 2025، ليدق ناقوس الخطر بشأن الحالة الاقتصادية والمالية في مناطق السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة. غير أن الأزمة لم تعد في خانة التحذير، بل تحوّلت إلى واقع يومي يعيشه الفلسطينيون في الضفة الغربية،
"طوفان الأقصى".. سيناريوهات متوقعة وغير متوقعة بعد 630 يوما
يونيو 29, 2025
تُذكّرنا الحروب الكبرى دومًا بما قاله وزير الدفاع الأميركي الأسبق، روبرت مكنمارا، في وثائقي "ضباب الحرب" إن للحروب نتائج مقصودة، وأخرى غير مقصودة قد تكون أكثر تأثيرًا وخطورة . وهذا يتقاطع ويتصادى اليوم مع ما أحدثه السابع من أكتوبر في حرب غزة. فمنذ صباح طوفان السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصبح الشرق الأوسط يسير بتوقيت
لماذا دعا ترامب إلى إلغاء محاكمة نتنياهو؟
يونيو 28, 2025
في ظل حالة الارتباك التي يعيشها كيان الاحتلال الإسرائيلي بعد أشهر من العدوان على غزة، أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي طالب فيها بإلغاء محاكمة رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أو منحه عفوًا، جدلًا واسعًا واعتُبرت مؤشرًا جديدًا على تعمق الأزمة داخل الاحتلال الإسرائيلي. ورأى مراقبون أن هذه التصريحات جاءت في توقيت
سوريا…ورش تدريبية للشباب الفلسطيني تحت عنوان "القيادة والتأثير"
يونيو 28, 2025
في وقت تتكاثف فيه التحديات أمام الوعي الفلسطيني الجمعي، من حملات التطبيع والتزييف والسطو على الرواية الأصلية، أطلقت مبادرة "قناديل مقدسية" سلسلة من الورش التدريبية في سوريا، تحت عنوان "القيادة والتأثير للشباب"، بهدف تمكين الجيل الفلسطيني الشاب، وخاصة في الشتات، من أدوات التعبير الرقمي والتأثير المجتمعي. إيمان بالشباب… واستثمار في المستقبل في حديثه لـ"قدس برس"،