زيارة الـ 33 دقيقة.. ماذا ستحقق للفلسطينيين؟

تعتبر زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، الخامسة لرئيس أمريكي خلال السنوات الماضية، والزيارة الأولى والأقصر من بين الزيارات السابقة، والتي كان آخرها  زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمدينة "بيت لحم" جنوب الضفة الغربية عام 2017، ويعتزم "بايدن" لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لنحو 33 دقيقة، من 3 أيام يمضيها في دولة الاحتلال.

ويستبعد الفلسطينيون أن تحقق هذه الزيارة أي تقدم على مستوى قضيتهم أو ملف المفاوضات المعلق، أو أن تحقق  تحركاً واختراقاً سياسياً في المرحلة الحالية، والتي تشهد تجاذباتٍ إقليمية أهمها الملف الإيراني، وفرض إجراءات بالقوة ضد إيران تضمن أمن "الكيان الإسرائيلي".

وفي هذا السياق قال المحلل السياسي هاني المصري لـ "قدس برس: إن "القضية الفلسطينية ليست من أولويات بايدن، ويتم التعامل معها و كأنها قضية داخلية إسرائيلية تتعلق بالأمن والاقتصاد" وفق تقديره.

وبين أن أقصى ما تهدف إليه الزيارة "الحفاظ على الوضع الراهن السيئ جدًا للفلسطينيين ومنع تفاقمه، وصولًا إلى منع انهيار السلطة التي من المهم بقاؤها واستمرار دورها في إطار الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة".

وعن الهدف الرئيس للزيارة يبين المصري أنه "يكمن في وقف تراجع شعبية إدارة بايدن عشية الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي جراء غلاء الأسعار، والتضخم الأميركي، وتعويض الطاقة الروسية وتحديدًا النفط والغاز".

ويتابع أما "الهدف الآخر، فهو دفع عجلة التطبيع العربي مع إسرائيل، واستكمال عملية دمجها في المنطقة، عبر التوصل إلى اتفاقات أمنية وعسكرية واقتصادية، لن تصل على الأغلب إلى (نيتو عربي) بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل، ذلك لأن واشنطن لا تريد أن تلزم نفسها بالدفاع عن أمن الدول المرشحة للانضمام إلى هذا الحلف، ولأن بعض هذه الدول، وخصوصًا السعودية ليست ناضجة، سواء للتطبيع الكامل، أو لحلف عسكري أمني كامل".

ويتوقع المصري أن "يقطع بايدن أثناء زيارته نصف الطريق أو أكثر نحو الاعتراف بولي العهد السعودي محمد بن سلمان (ليكون ملكا على بلاده خلفا لوالده الملك سلمان) وسحب تحفظاته على السعودية التي دعا لنبذها بسبب جريمة قتل جمال خاشقجي (2018) والانتهاكات لحقوق الإنسان، مقابل قطع السعودية لمسافة ملموسة نحو التطبيع مع إسرائيل، وزيادة  إنتاجها النفطي" على حد قوله.

ويتفق الكاتب محمد رمضان مع المصري في أن هدف الزيارة دعم دولة الاحتلال بقوله: "سيعزز الرئيس الأمريكي دعم الكيان اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، ويستكمل تطبيع العلاقات العربية الصهيونية، ودعم اندماج الكيان في المنطقة بشكل أوسع، وكذلك تحريك الملف السياسي بين السلطة والكيان، ودعم حل الدولتين على حد زعمهم من دون ممارسة أي ضغوط على حكومات الاحتلال".

وبين رمضان لـ"قدس برس"، أنه على "الصعيد الفلسطيني فإن السلطة الفلسطينية تنتظر هذه الزيارة بكل شغف حيث أنها تأتي بعد العزلة السياسية التي تعيشها، والوضع الصحي لرئيس السلطة محمود عباس، وعدم سيطرتها على مناطق في الضفة الغربية، واستباحة أراضي الضفة من قبل قوات الاحتلال".

ويرى رمضان أن "هدف السلطة من هذه الزيارة كما سابقاتها من زيارات رؤساء الولايات المتحدة للمنطقة، البحث عن امتيازات شخصية لقيادتها تؤهلهم لمناصب قادمة بعد التغييرات السياسية المتوقعة في مرحلة ما بعد عباس، وتزكية الشخصية البديلة والمرضي عنها أمريكياً وإسرائيلياً"على حد تعبيره.

ويرى رمضان أن المطلوب من الفصائل الفلسطينية "تعرية هذه الزيارة وكشف زيفها، ومناشدة كل الأطراف لمقاطعتها، وتحميل  الأطراف المشاركة نتائج هذه الزيارة على القضية الفلسطينية، فهدفها فقط الحفاظ على المصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة".

ووصل الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء اليوم الأربعاء إلى دولة الاحتلال في مستهل زيارته للشرق الأوسط، سيتخللها زيارة للأراضي الفلسطينية والسعودية.

تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"الأورومتورسطي": حجم المقابر الجماعية في غزة مفزع
أبريل 24, 2024
طالب المرصد "الأورومتورسطي" لحقوق الإنسان (مسقل مقره جنيف)، الأربعاء، بتحرك دولي فوري "للتحقيق في الجرائم المرتبطة بوجود مئات المقابر الجماعية والعشوائية في قطاع غزة". وقال "الأورومتوسطي"، إن "حجم المقابر وعدد الجثامين التي جرى انتشالها والتي ما تزال لم تُنتشل بعد مُفزع ويستوجب تحركا دوليا عاجلا، يشمل تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة على نحو عاجل، للتحقيق
"القسام": قصفنا قوات الاحتلال بمحور "نتساريم" بقذائف الهاون
أبريل 24, 2024
قالت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، اليوم الأربعاء، إنها قصفت قوات تابعة للاحتلال الإسرائيلي في محور "نتساريم" (منطقة عازلة لفصل أنحاء قطاع غزة) بقذائف الهاون من العيار الثقيل. كما نشرت "القسام" فيديو لأسير "إسرائيلي" يندد بـ"إهمال حكومة نتنياهو للأسرى". وطالب الأسير، في الفيديو الذي نُشر اليوم الأربعاء، بالعمل على "الإفراج عنه". وكان الناطق باسم
"البرلمان العربي" يرحب بقرار حكومة "جامايكا" الاعتراف بدولة فلسطين
أبريل 24, 2024
رحب البرلمان العربي، بقرار حكومة دولة جامايكا الاعتراف بدولة فلسطين. وأكّد في بيان تلقته "قدس برس"، اليوم الأربعاء، أن "هذا القرار يأتي في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بمرحلة خطيرة، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني لحرب إبادة جماعية يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلي التطهير العرقي والتهجير القسري، بحق المدنيين من
استمرار غارات الاحتلال على جنوب لبنان.. وارتفاع عدد الشهداء إلى 344
أبريل 24, 2024
تزداد حدّة التوتر الأمني في جنوب لبنان، يوما بعد يوم، خاصةً بعد استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي عددا من البلدات اللبنانية الجنوبية وخارج نطاق الجنوب اللبناني، واستهداف المباني والمنازل المدنية، إلى جانب استهداف المراكز الطبية. ونشرت وزارة الصحة العامة اللبنانية، الأربعاء، التقرير التراكمي للطوارئ الصحية، حيث تم تسجيل 1359 إصابة، إلى جانب ارتقاء 344 شخصا. وأفاد
"أونروا" تناشد للحصول على 1.21 مليار دولار
أبريل 24, 2024
ناشدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأربعاء، من أجل الحصول على 1.21 مليار دولار، "للتعامل مع الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة". وقالت الوكالة، إن "المبلغ المطلوب يأتي للاستجابة للاحتياجات في الضفة الغربية أيضا، مع تزايد العنف". ويغطي نداء الوكالة الطارئ، جهود الإغاثة التي تقوم بها "الأونروا" حتى نهاية هذا العام.
القيادي المحرر عمر عساف: "وضع السجون غير مسبوق في التاريخ الفلسطيني"
أبريل 24, 2024
وصف القيادي الوطني الفلسطيني عمر عساف والذي أُفرج عنه من سجون الاحتلال قبل أيام "وضع السجون بالكارثي وغير المسبوق في التاريخ الفلسطيني في ضوء ما يعانيه الأسرى نتيجة جرائم الاحتلال". وشدد عساف خلال لقائه مع "قدس برس"، اليوم الأربعاء، على أن "الاحتلال مارس أشكالا إجرامية ضد الأسرى والمعتقلين بعد السابع مع أكتوبر المنصرم بشكل ينافي