المناورات العسكرية الإسرائيلية.. سياقاتها ودلالاتها

أكد الباحث الفلسطيني في الشؤون السياسية، محمد أبو ليلى أن "المناورات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة إنما تأتي في سياق استعراض الاحتلال لقدراته القتالية".
واعتبر أن من أهداف تلك المناورات "مواجهة التحديات في ظل تنامي قوة المقاومة الفلسطينية.. واختبار استعدادها لمواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة".
وأضاف في تصريحات لـ "قدس برس" قائلا إن "المقاومة الفلسطينية، وعلى مدار عقود من تاريخ الصراع، استطاعت أن تقفز قفزات نوعية واستراتيجية، وتبتكر أساليب جديدة من العمليات، من الدهس، إلى الطعن، إلى إطلاق النار من مسافة صفر، إلى الزجاجات الحارقة، إلى الإرباك الليلي، وصولا للصواريخ والكورنيت".
وبحسب تقدير أبو ليلى، فإن المقاومة "باتت أكثر حكمة ودراية وحنكة في إدارة الصراع مع الاحتلال، كما أثبتت أنها الأكثر اقتداراً على إدارة المشروع الوطني الفلسطيني، وأنه لا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا بالتمسك بمنهج المقاومة" بحسب تقديره.
وأشار إلى أن "الاحتلال يعتقد أن إجراءه للمناورات المنتظمة إنما يسعى لتحقيق أهداف متعددة، أهمها تحسين استعداد القوات العسكرية، وزيادة تنسيقها، في ظل جملة من التحديات الاستراتيجية التي تحدث عنها أقطاب الاحتلال في الآونة الأخيرة، وأهمها العمل على التعامل مع احتمال حدوث مواجهة متعددة الجبهات".
وأكد أن "من أخطر التحديات التي تواجهها قوات الاحتلال تتمثل في تنامي قوة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والشتات، مما دفع الاحتلال لوضع جملة من الاستراتيجيات لمواجهة صعودها وتناميها، تارة بالاغتيال، وأخرى بالحصار، وثالثة بشنّ الحروب، واستهداف المدنيين العزّل ".
مشيرا إلى أنه "في النهاية فشلت كل هذه السياسات أمام إرادة المقاومة، وبيئتها الحاضنة من أبناء شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج" على حد تعبيره.