المقاومة شمال الضفة.. جيل الألفية يلفظ "أوسلو" وينذر بانتفاضة "قريبة"

شكلت خلايا المقاومة شمال الضفة الغربية، نموذجا بارزا في الحالة الفلسطينية لما أنتجته من واقع جديد كان شريانه الأساس هو الجيل الفلسطيني الجديد، الذي ولد في حقبة ما بعد "أوسلو" التي كان لها تداعياتها على القضية بشكل عام وتأثيراتها على حياته بشكل خاص.
وكان اللافت في هذه الحالة المقاومة رغم حداثة سن القائمين عليها، صمودها وتجدد طرقها وتطور الأداء المقاوم فيها، الأمر الذي شكل تحديا متصاعدا أمام قوات الاحتلال ومنظومته الأمنية التي سلكت سبلا عديدة للقضاء عليها.
ورصدت تخوفات الاحتلال الإسرائيلي من جيل ما بعد "أوسلو" بعد ظهورها في كتابات العديد من السياسيين والمفكرين الإسرائيليين. كتابات تعتبر أن الجيل الفلسطيني القادم يشكل "الخطر الأكبر على إسرائيل".
عريقات: المقاومة شمال الضفة تتنامى
وتعقيبا على واقع المقاومة بالضفة قال اللواء المتقاعد واصف عريقات، إن "المقاومة في شمال الضفة الغربية تتنامى بشكل يقلق العدو حيث اعترفت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بعدم قدرة الجيش التأثير عليها رغم الاعتقالات والإعدامات الميدانية والمداهمات وكل الإجراءات".
وأضاف عريقات في حديث خاص لـ"قدس برس"، أن "الشباب المقاوم يعرف كيف يستغل نقاط قوته ضد نقاط ضعف العدو، إضافة إلى إرادتهم وشجاعتهم مقابل تردي معنويات الجنود الإسرائيليين".
وحول توقعاته لبداية انتفاضة جديدة، يرى أن لها ظروف وبيئة خاصة ومن المبكر الحديث عنها الآن، ولكن احتمال تدحرج الأمور للوصول إلى مرحلة الانتفاضة وارد، خاصة وأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية العاجزة عن التأثير على المقاومة والحد من قدراتها تدفع باتجاه هجوم واسع.
ويتوقع عريقات، أنه في حال "قيام جيش الاحتلال بهجوم واسع بالضفة فإن ذلك يخلق بيئة خصبة لانتفاضة مستمرة، والاحتلال لديه رغبة جامحة في تنفيذ مثل هذا الهجوم، ولكن قدرته على التنفيذ دون دفع ثمن باهظ محدودة، والقيادة الإسرائيلية الحالية تتجنب ذلك وعاجزة عن تحمل التبعات والخسائر لكنها حمقاء وتبحث عن مصالحها الشخصية وربما تتغلب الحماقة والمصلحة على القدرة".
الخطيب: نحن أمام جيل من طراز مختلف
بدوره، يقول الكاتب أديب الخطيب، "إننا أمام جيل فلسطيني من طراز نوعي مختلف، صلب وعنيد، ولن تنجح كل محاولات تدجينه وتطويعه ويرفض إمكانيه التعايش مع الاحتلال، ويواجه المحتل بكل بسالة وعنفوان وبأدوات وأشكال مختلفة".
ويضيف لـ"قدس برس"، أن "جيل فلسطيني ما بعد أوسلو أدرك عبثيه مسار التفاوض مع المحتل على مدار أكثر من 25 عاما، واقتنع بوهم وزيف ونفاق ما يسمى بالمجتمع الدولي وازدواجية معاييره وعنصريته".
ويرى الخطيب أن المشهد الحالي "أبطاله جيل شاب تجاوز النمطية والتقليد وخرج عن المألوف بقوه إرادته وتصميمه يراكم على ما أنتجته معركه (سيف القدس)، جيل مقاوم مشرق متجدد حسب ضرورات اللحظة يستدعى بالضرورة التقاطه واستثمار المشهد المقاوم وتوظيفه".