"المقاومة في جنين"… تطورات "تصدم" الاحتلال
سجلت المقاومة الفلسطينية في جنين (شمالي الضفة الغربية)، تطورات جديدة في عملياتها النوعية التي تصدت من خلالها لقوات الاحتلال التي اقتحمت المدينة يوم أمس الإثنين، وكشفت تسلل وحدات خاصة وأفشلت اعتقال مطلوبين من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي".
ويرى كتاب ومحللون أن ما جرى هو "علامات لتطور المقاومة ظهرت في عدة أحداث مؤخرا، وتبرز مجددا في اليقظة والاستعداد والقدرة على تفويت الفرصة على قوات الاحتلال للنيل من المقاومين".
ويقول الكاتب محمد صبحة، إن الحدث الأخير في جنين "أظهر تطورا إضافياً في إعداد وزراعة العبوات، التي حققت نتائج في 7 مركبات على الأقل، وأعطبت مصفحة إسرائيلية تم إدخالها إلى الخدمة منذ عامين فقط".
ويضيف صبحة لـ"قدس برس"، أن "المقاومة في جنين ومخيمها أظهرت مشاركة فصائلية واسعة وتنسيق عال، بل وإعلام حربي بمستوى أفضل مما كانت عليه سابقاً".
ويلفت إلى أن ما جرى أظهر جيش الاحتلال "مربكا ومتفاجئا، فقد دخل المخيم لاعتقال مطلوبين بطريقته المعتادة، الا أن تكتيكهم لم ينجح هذه المرة، واصطدموا بعدد كبير من العبوات وكم هائل من الرصاص وعدد لا بأس به من الكمائن".
ويرى صبحة أن مفاجأة الاحتلال من قوة العبوات كبيرة وأن "المصفحات الجديدة لم تصمد أمامها، مما أدخلهم في حسابات عملياتية جديدة، كما أن إصابة طائرة الأباتشي برصاص المقاومين واضطرارها للانسحاب شكل مفاجأة أخرى".
ويتوقع أن الاحتلال سيعود إلى "إعادة حساباته وتغيير تكتيكاته في أي اقتحام قادم لمواقع المقاومة المنتشرة في الضفة الغربية، وذلك على نطاق شكل الاقتحام والأدوات المستخدمة فيه، وحجم وتدريب القوات المشاركة".
ولا يستبعد صبحة أن يناقش الاحتلال في أروقته الداخلية وعبر وسائل إعلامه مسألة تنفيذ "حملة" أطلق بعضهم عليها اسم " السور الواقي 2 ". إلا أنه يعتقد أن الظرف لم ينضج بعد لتنفيذ هكذا حملة، وإن كانت لا تزال ضمن الاحتمالات.
بدوره يرى المحلل السياسي حسام البواب، أن الاحتلال "فشل في تحقيق أهدافه في الضفة الغربية على الرغم من استمرار العدوان بشتى الطرق والتي شملت( الاعتقالات، وهدم المنازل، والاغتيالات، والحصار والاغلاق) وغيرها من صور العدوان التي تعرضت لها معظم المدن والقرى والمخيمات في الضفة".
ويضيف أن "المقاومة أثبتت قدرتها على مواجهة الاحتلال وتدفيعه ثمن عدوانه، وأظهرت بطولة وقدرة على التحدي رغم قلة وشح الإمكانات والأسلحة وفارق القوة مع العدو".
ويقول، "ما جرى يثبت أن السبيل الوحيد لحماية شعبنا وأهلنا فقط من خلال المقاومة، فهي السند وهي الضامن القوي في مواجهة هذا العدو المجرم، والأحداث الأخيرة تثبت أنها قادرة على تطوير أدواتها ويمكنها خلق تحديات مستمرة في وجه كيان الاحتلال".
ويعزي البواب هذا التطور اللافت "لاحتضان شعبنا للمقاومة في الضفة الغربية وتعزيز صمودها، والذي ساهم وبشكل لافت في تطور وتعاظم أدائها في مواجهة العدو".
واستشهد 6 فلسطينيين بينهم طفل، وأصيب نحو 100 آخرين منهم 23 بجروح بين خطيرة وحرجة، في العدوان الإسرائيلي على مدينة ومخيم جنين أمس الإثنين، في حين اعترف جيش الاحتلال عن إصابة 8 من جنوده وتضرر 7 آليات تابعة له، وإصابة مروحة أباتشي تشارك في العدوان لأول مرة منذ 20 عاما.
