إعلام عبري : عملية "عيلي" نجاح كبير تسجله حركة "حماس"

كشفت وسائل إعلام عبرية اليوم الأربعاء، أن العملية قرب مستوطنة "عيلي" تعد نجاحا لحركة "حماس" لاسيما بعد "الأحداث الأخيرة" في مدينة جنين.

وقالت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، إنه رغم وجود "تباين داخل المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، حول شن عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة الغربية المحتلة، ردا على تصاعد عمليات المقاومة، إلا أن هناك اتفاق على ضرورة تركيز الجهد أكثر على محاربة حركة "حماس" ليس في الضفة وحدها وإنما في غزة أيضا، وذلك ردا على عملية إطلاق النار التي نفذها مقاومان من الحركة قرب مستوطنة "عيلي" شمال رام الله وسط الضفة الغربية، والتي أسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين وجرح أربعة آخرين.  

وأضافت: إن هذا "ثاني أسوأ هجوم منذ بداية العام الجاري بعد مقتل 7 مستوطنين في عملية إطلاق نار بالقدس المحتلة في يناير/ كانون ثاني الماضي، ليرفع عدد القتلى منذ ذلك الحين إلى 28 مقارنةً بـ 20 في نفس الفترة من العام الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن "الخلايا الفلسطينية" المسلحة، باتت "تعمل بثقة متزايدة في النفس، وجرأة أكبر، وهذا ما ظهر في جنين أول أمس، وفي رد "حماس" بالهجوم عند مستوطنة "عيلي"، في عملية مخطط لها، وليس كما كان قبل من خلال عمليات تنفذ بشكل فردي أو مجموعات صغيرة مثل "عرين الأسود".

وأضافت: أن هذه التطورات "تلزم إسرائيل بإجراء تقييم متجدد للوضع في السياسة المتبعة بشكل خاص تجاه (حماس) في غزة، خاصة وأن يحيى السنوار ومحمد الضيف يغذيان المقاومة في الضفة الغربية، ويتمتعان بالهدوء في غزة، في ظل ثروة من التنازلات الإسرائيلية التي تقدم لهم".

ورأت أن تركيز الجيش الإسرائيلي سيكون في الوقت الحالي على مزيد من الاعتقالات ونشر مزيد من القوات، والحصول على معلومات استخباراتية أكثر مما هي عليه اليوم، لإحباط مزيد من الهجمات ومنع محاولة إلحاق الضرر بالقوات التي تقتحم جنين ونابلس من خلال استخدام "العبوات الناسفة" كما جرى أمس الأول.

وذكرت الصحيفة أن الاجتماع الذي عقده نتنياهو أمس مع كبار الوزراء والضباط، واستثنى منه المتطرف إيتامار بن غفير، بحث جميع الخيارات بما في ذلك عملية واسعة النطاق في جنين، لكن يبدو أن هذا الخيار لن يكون قريبا، بسبب رغبة نتنياهو وغالانت في عدم التحرك من باب رد الفعل، وقبل كل شيء للحفاظ على عنصر المفاجأة.

كما أن المستوى السياسي في إسرائيل، يواجه "معضلة تتعلق بأنه يصل إلى التصعيد في وقت يكون مستوى الشرعية الدولية لأي عمل عسكري واسع منخفضا جدا، ويتوقع أن أي عملية واسعة تعرض المدنيين الفلسطينيين للأذى وفي ظل سياسة البناء في المستوطنات، ستواجه انتقادات شديدة في العالم".

وبينت الصحيفة أن الهجمات الفلسطينية تتركز مؤخرا على "الطرق الاستيطانية وهي مناطق مفتوحة، ولا تجد الخلايا المسلحة أي صعوبة في تحديد أهدافها وتنفيذها، مشيرةً إلى أن منفذي عملية أمس أظهروا شجاعة أكبر واختاروا هدفا كثيفا وثابتا لزيادة عدد القتلى".

وتقول الصحيفة، إن معظم العمليات التي نفذت هذا العام، نفذها فلسطينيون بشكل فردي أو ينتمون لخلايا محلية مثل "عرين الأسود" (مجموعات مقاومة في نابلس)، وكتيبة جنين، لكن هذه المجموعات تتلقى تمويلًا من "حماس" وأحيانًا "حزب الله" وإيران، ولكن هذه المرة الهجوم نفذ من قبل "حماس" نفسها.

 نجاح لحركة حماس 

ورأت صحيفة /هآرتس/ العبرية، أن عملية أمس بمثابة "نجاح تسجله حركة (حماس) في أعقاب أحداث جنين، وقد تؤدي العملية إلى محاولات لتقليدها، فيما سيزداد الضغط على الجيش الإسرائيلي لتقديم حلول واضحة لمواجهة هذه الهجمات، بعد أن أقنع سابقا الحكومة الحالية والسابقة بأن عمليات الاعتقال وتكثيفها سيؤدي لمنع انتشار الهجمات، لكن في ضوء التوترات المتواصلة ربما يبحث عن حل آخر، قد يتمثل بعملية محدودة لقتل واعتقال وجمع الأسلحة، وما يأمله من ذلك هو فترة راحة مؤقتة".

وقالت الصحيفة، إنه على إسرائيل أن تدرس آلية "الرد على اللعبة المزدوجة التي تقودها (حماس) في الضفة الغربية بينما تحافظ على الهدوء بغزة، مشيرةً إلى أن إسرائيل هاجمت (الجهاد الإسلامي)  في غزة لنفس الأسباب، ولذلك عليها أن تسأل نفسها كيف ستقوم بعمل تكتيكي ضد "حماس" حتى ولو كان على حساب تصعيد متجدد من الجنوب".

وأضافت أن  هناك حاجة ماسة من أجل "إعادة الأمن الفوري في الضفة الغربية، لكن التدهور الأمني في الأشهر الماضية في جميع الجبهات يظهر أن تراجع مستوى الردع في الضفة يشجع على مزيد من الهجمات، وسيمنح جبهات أخرى ومنها (حماس) بغزة لقبول أي تحدي".

وأشارت إلى أن جيش الاحتلال يفحص فيما إذا كان الهجوم نفذ أمس بتوجيه من قيادة "حماس" بغزة، لافتة إلى أن "المؤسسة الأمنية تناقش منذ فترة طويلة  فيما إذا كان سيتم الرد على "لعبة" (حماس) المزوجة بتشجيع الهجمات بالضفة وشراء الهدوء بغزة.

طريقة عمل جديدة لـ"حماس "

من جانبه كشف موقع /واللا/ العبري النقاب عن أن مسؤولي المخابرات الإسرائيلية عرضوا على رئيس الوزراء نتنياهو طريقة عمل "حماس" الجديدة. وكجزء منها، لم يعد القادة الميدانيون والمقار الرئيسية في غزة وخارجها يبذلون جهدا لتجنيد النشطاء، بل يمولون بدلاً من ذلك فرقا محلية، دون مطالبتهم بالالتزام والخضوع لعملية تدريب.

وأضاف: "طريقتهم بسيطة، تمويل وتوريد الأسلحة والذخيرة مقابل الهجمات". مشيرا إلى أن هذه الطريقة تزيد من الصعوبات على وكالات الاستخبارات، التي تجد صعوبة في تعقب أزواج من المقاومين المستقلين، كما حدث بتنفيذ عملية "عيلي" .

وأشار الموقع إلى أن "القلق الرئيسي لمسؤولي المخابرات من هجوم إطلاق النار الذي وقع (الثلاثاء) في عيلي هو أن نجاح المقاومين سيؤدي إلى هجمات مقلدة، لافتا إلى أن الجيش قرر  إرسال مزيد من القوات إلى الضفة الغربية، بهدف حماية محاور الطرق والمستوطنات".

ونجح الشهيدان مهند شحادة، وخالد صباح، من قرية "عوريف" جنوب نابلس، بقتل أربعة مستوطنين، وإصابة أربعة آخرين بجروح متفاوتة أمس الثلاثاء، في عملية إطلاق نار وقعت بالقرب من مستوطنة "عيلي"، قبل أن يرتقيا برصاص جيش الاحتلال.

وتواصل سلطات الاحتلال فرض عقوبات جماعية على أهالي وأقارب الشهداء والأسرى منفذي العمليات الفدائية، في خطوة مخالفة لكافة الشرائع والقوانين الدولية

 

 

 

 
وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
ترامب: وقف إطلاق النار في غزة "وشيك"
يونيو 27, 2025
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "بات قريبا"، مرجحا أن يتم إبرامه خلال الأسبوع المقبل. وأضاف ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض احتفالا باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، أنه تحدث أخيرا مع عدد من الأطراف المعنية بالمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع
فيدان: "إسرائيل" ليست قوية بما يكفي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني
يونيو 27, 2025
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجمعة، إن التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن مفاجئة لأنقرة. وأضاف فيدان في تصريحات صحفية: "كنا نتوقع أن الحرب لن تظل محصورة في غزة، بل ستمتد إلى جغرافيا أوسع، وهو ما حدث بالفعل مع إيران". وأوضح أن ما قامت به إيران أخيرا يُعد "دفاعا مشروعا عن النفس"، لافتا إلى
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا