شهادة صادمة لمعتقل سياسي من داخل زنازين السلطة
نشر أحد المعتقلين السياسيين شهادة له عن تعرضه للتعذيب الشديد، داخل أقبية التحقيق لدى جهاز المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية.
يقول: "قبل أيام أفرجت مخابرات السلطة عني بعد اعتقال همجي سادي، لم يزدني إلا إصراراً على طريق الحق، والدفاع عن وطني أمام محتل غاصب، وأجهزة أمنية ليس لها من فلسطين إلا اسمها..!!".
ويشرح قصته قائلا: "تعرضت داخل زنازين المخابرات خلال التحقيق للتعذيب الشديد، مثل أي شاب يعتقل على خلفية سياسية، حيث تم ممارسة أصناف التعذيب مثل التعليق على الأبواب، والضرب المبرح، والشبح في الخزانة الحديدية لساعات طويلة".
وأضاف: "يعتبر الشبح في الخزانة من أسوء أنواع التعذيب وأشده على النفس، لأن الخزانة ضيقة جدًا، ولا يستطيع الشخص التحرك داخلها، والتي لا يتجاوز طولها الـ150 سم وعرضها متر، فالمعتقل يختنق في داخلها من شدة ضيقها".
ويقول المعتقل، بالإضافة إلى كل هذا التعذيب، "فإن السادية قد وصلت مبلغها عندهم، حيث يتعمد هؤلاء الظالمون المجرمون في كل مساء خميس من كل أسبوع؛ إلى تعذيب كل المعتقلين لديهم بدون استثناء، سواء الذين هم في التحقيق؛ أي موجودين في غرف التحقيق أو الزنازين، أو الذين أنهوا التحقيق وهم موجودون في الغرفة الجماعية بانتظار الإفراج".
وتابع: "يقوم هؤلاء بضرب كل المعتقلين 100 ضربة على أرجلهم بشكل مؤذي وعنيف، وهو ما يسمى بالمفهوم العامي "الفلقة".
وأوضح أنه "لم يسلم من ذلك أحد؛ حتى الذين صدر بحقهم أمر الإفراج، ولم يفرج عنهم بسبب غياب المسؤول عن عملية الإفراج، كما حصل مع عدد من الإخوة، وحتى أنهم زادوا عدد الجلدات لهؤلاء الإخوة أكثر من 100 جلدة".
ولفت إلى أن هذه "السادية التي لم نعهدها من قبل، فنحن نعلم أن الشخص عندما ينهي التحقيق ويخرج إلى الغرف، يتوقف الضرب والتعذيب الجسدي عنه، ولكن للأسف الشديد؛ الشباب الذين يخرجون من عندهم يرفضون بشكل مطلق مجرد الحديث عما يتعرضون له من تعذيب ومن سادية؛ في أقبية المجرمين".
وتساءل: "كيف سنوقف هذا الاجرام، إذا كنا غير مستعدين مجرد الحديث عن هذا التعذيب الوحشي، وعن هذه السادية والمتمثلة بالتعذيب لمجرد التعذيب!!!".
وتعتقل أجهزة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، أكثر من 46 فلسطينياً، على خلفية انتمائهم السياسي ونشاطهم النقابي، حسب لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية (أهلية).