مصرع 4 فلسطينيين بينهم رئيس "هيئة الأسرى" وأسير محرر في حادث سير قرب نابلس
أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (تابعة للسلطة الفلسطينية)، اليوم السبت، مصرع رئيس الهيئة، قدري أبو بكر (70 عاما)، إثر حادث سير مروّع وقع قرب بلدة جماعين جنوب مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية.
وأفاد مراسلنا، بمصرع أربعة فلسطينيين، وهم أبو بكر ومرافقه، والأسير المحرر باسم صوان وزوجته، وإصابة آخرين بحادث سير بينما كانوا في طريقهم عائدين من احتفال نظمته الهيئة لأطفال الأسرى بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
ونعى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أبو بكر، مشيدا "بدوره الوطني ومسيرته المشرفة، وعطائه وعمله القيادي في صفوف حركة فتح والثورة الفلسطينية ومؤسساتها".
كما نعى المجلس الوطني الفلسطيني (تابع لمنظمة التحرير الفلسطينية)، أبو بكر، وقال في بيان تلقته "قدس برس"، اليوم السبت، إن "المناضل الراحل أحد القادة البارزين للحركة الأسيرة من طلائع الملتحقين بالثورة الفلسطينية، يشهد له صلابته بمواجهة إدارة السجون العنصرية والاحتلال في الدفاع عن المشروع الوطني واستقلالية القرار الفلسطيني".
بدورها، نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أبو بكر، ومرافقه، والأسير المحرر باسم صوان، وزوجته، مستذكرة "مسيرة الفقيدين أبو بكر وصوان النضالية، واللذين ساهما في نصرة الأسرى وقضيتهم الوطنية".
وقالت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة "حماس"، إنَّنا وإذ نتقدّم بخالص التعازي والمواساة، نسأل الله تعالى أن يتغمّدهم بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنهم فسيح جنّاته، وأن يلهم أهلهم وأبناءهم وإخوانهم جميل الصبر وحسن العزاء".
وأكدت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" (أحد فصائل منظمة التحرير)، أن "فلسطين والحركة الوطنية الأسيرة فقدت أحد أبرز المناضلين الذين خاضوا تجربة الأسر لسنواتٍ طويلة بعد التحاقه في العمل المقاوم داخل حركة فتح والذي تعرض خلالها للملاحقة والاعتقال ومن ثم الإبعاد، كما وبعد عودته إلى أرض الوطن عمل على الدوام إلى جانب قضايا الأسرى والدفاع عن حقوقهم".
ونعت كذلك مؤسسات معنية بشؤون الأسرى، أبو بكر والمحرر صوان، وعلى رأسها، نادي الأسير الفلسطيني (حقوقي مقره رام الله) الذي قال، إننا نودع اليوم "مناضلًا وقامة وطنية، أمضى حياته مدافعًا عن قضايا شعبه، وحقوقه، وعلى رأسهم قضية الأسرى حتّى آخر لحظة".
وقدري أبو بكر، سياسي فلسطيني من مواليد عام 1953، شغل منصب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية منذ 2018، وفي 2019 تم منحه رتبة وزير في السلطة الفلسطينية، ومُنح عضوية المجلس الوطني الفلسطيني.
كانت أولى محطات اعتقاله فترة المرحلة الثانوية العامة عام 1974، والتي أنهاها داخل سجون الاحتلال، قبل أن يفرج عنه ويحصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بيروت العربية عام 1991.
في عام 1968 أصبح أبو بكر عضوًا في حركة فتح، ثم تلقى تدريبات عسكرية في معسكراتها في الأردن، ومعسكرات جيش التحرير الفلسطيني في العراق، وتعرض للاعتقال أثناء مشاركته بمهمة لنقل السلاح إلى الضفة الغربية قرب قرية يتما جنوب محافظة نابلس، وحُكم عليه بالسجن 20 عامًا أمضى منها 17 عامًا وتم إبعاده إلى العراق.
عام 1986، عُيِّن مديرًا لمكتب القيادي الفلسطيني الراحل خليل الوزير لعدة سنوات، وبعد عودته إلى فلسطين، عمل في جهاز الأمن الوقائي وكان أحد مؤسسيه حتى تقاعده.
وعين عام 2009، عضوًا في اللجنة الإدارية للهيئة الوطنية للمتقاعدين العسكريين، وتسلم مسؤولية الملف الإسرائيلي والأرشيف بعد مشاركته في المؤتمر العام السادس لحركة فتح واستمر حتى المؤتمر السابع عام 2016، ليتم اختياره عضوًا بالمجلس الثوري لحركة فتح.
إلى ذلك أعلنت السلطة الفلسطينية أن "مراسم وداع أبو بكر ستكون في مقر رئاسة السلطة في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، يوم غد الأحد الساعة 11 صباحا، وسيتم نقل الجثمان، لمواراته الثرى في مسقط رأسه في بلدة بديا بمحافظة سلفيت، شمال الضفة الغربية".