مراقبان: تضخيم الاحتلال قدرات جنين العسكرية لتبرير استخدام القوة المفرطة ضدها

حذر مراقبان من تبرير الدولة العبرية لجرائم قواتها في مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وذلك من خلال تضخيم قدرات المقاومة؛ التي تأتي في إطار حقها المشروع في مقاومة المحتل.
وشدد نائب مدير مركز الميزان لحقوق الانسان الحقوقي (مستقل) سمير زقوت، على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكل أشكالها، مع ضرورة احترام قواعد القانون الدولي الإنساني التي تحكم الصراع.
وقال زقوت لـ "قدس برس": "أهم قاعدة من قواعد القانون الدولي هي التمييز، والتناسب"، موضحاً أن التمييز "يفرض على أي طرف سواء كان الاحتلال نفسه أو حتى المقاومة، بحيث يميز بين الاهداف، لأنه ممنوع استهداف المدنيين، واذا كان الاستهداف متعمد يشكل جريمة حرب واضح".
وتابع: "التناسب يعني القوة القائمة بالاحتلال أو أي قوة حربية ليست مطلقة اليدين باستخدام ما شاءت من قوة، عليها أن تستخدم قوة متناسبة مع قوة الخصم، ومتناسبة مع الهدف المراد تحقيقه".
واعتبر زقوت ان استخدام القنابل الضخمة في نسف المباني ليست متناسبة، مشيرا إلى أن "إسرائيل" في هذا السياق ترتكب جرائم حرب واضحة، ولا يمكن تبريرها أو تفسيرها.
قال: "إسرائيل تنتهك مبدأ الضرورة الحربية، وتنتهك مبدأ التناسب والتمييز، وتنتهك جملة المبادئ والقواعد التي تحكم القانون الدولي الإنساني".
وأضاف: "الاحتلال برر حصار مخيم جنين، وقطع الكهرباء والماء والاتصالات عنه؛ بادعاء أن المخيم مسلح" معتقداً أنه لا يوجد شيء يبرر ارتكاب جريمة حرب كهذه.
ولفت إلى أن لدى الاحتلال وسائل كثيرة يستطيع استخدامها، فهو "يسيطر على المخيم، وعنده قدرة على المراقبة والملاحقة، واعتقال من يريد بدون الحاجة للتدمير، وإلحاق ضرر واسع بالمدنيين كما حصل".
واتهم الحقوقي الفلسطيني دولة الاحتلال بتعمد بث الرعب في قلوب الفلسطينيين من خلال عدوانها، وهذا محظور في اتفاقية جينيف الرابعة نصا.
وقال: "إسرائيل" تتعمد بث الرعب والتخويف، وتعمل من خلال هذا الدمار الواسع لردع وتخويف الفلسطينيين، كي لا يفكر أحد بأن يقاومها".
وقال الخبير في الشأن الأمني محمد لافي "إن دولة الاحتلال تعتمد على صياغة رواية تفسر وتدعم إجراءاتها العسكرية أمام العالم، فهناك دائماً ما يمكن لإسرائيل قوله لتبرير جرائمها؛ وتغولها على الشعب الفلسطيني".
وأضاف لافي لـ "قدس برس": "تضخم إسرائيل قدرات المقاومة في جنين لتحقيق أكثر من هدف، من أجل تمرير جرائمها وتبرير استخدامها للقوة المفرطة، كون ما تمتلكه المقاومة لا يمكن مواجهته إلا بهذا المستوى من القوة".
وأشار الى أن "إسرائيل" تعاني من عقدة غزة، والعجز الاستراتيجي بمواجهة المقاومة فيها، ولذلك تنظر إلى أن مآلات التمكين والتجهيز العسكري الحالي لدى المقاومة في جنين، ستصل إلى وجود غزة أخرى في الضفة.
وتابع لافي: "المقاومة لا تخفي جهدها في توفير ما يمكن من أسلحة لتقاوم الاحتلال الإسرائيلي، وهي مقاومة مشروعة يتجنّد لأجلها كافة الشعب الفلسطيني" موضحاً أن رواية وجود عناصر مسلحة بين السكان المدنيين "هي رواية كاذبة وخادعة، وهدفها تبرير وجود ضحايا مدنيين".
وأضاف: "لذلك يجب تصدير رواية فلسطينية تدافع عن الحق الفلسطيني في المقاومة، وعدم استفراد "إسرائيل" في روايتها، وحينها نُذبح مرتين".
وشن الجيش الاسرائيلي الأسبوع الماضي عملية عسكرية كبيرة ضد مدينة ومخيم جنين استمرت 48 ساعة، قتل خلالها 12 فلسطينيا وجرح العشرات، وأحدث دمارا كبيرا في البنية التحتية.