منتدون: كبرى الأحزاب البريطانية تتماهى مع سياسات الاحتلال
نظم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، مساء الخميس، ندوة سياسية بعنوان "تحولات السياسة البريطانية تجاه فلسطين والمنطقة في ضوء التعهدات بنقل السفارة إلى القدس"، تناولت تقلب مواقف المملكة المتحدة تجاه القضية الفلسطينية، وكيفية التعاطي الفلسطيني مع هذه التقلبات.
وشارك في الندوة التي أقيمت عبر تطبيق "زوم" وأدارها الإعلامي جمال أحمد، وتابعها مراسل "قدس برس" كل من: حسن خريشة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، وعضو البرلمان الكويتي أسامة الشاهين، ورئيس مرصد الشرق الأوسط داوود عبدالله.
وقال خريشة إن الذاكرة الجمعية والفردية الفلسطينية تختزن ألم النكبة ومعاناة اللجوء، والتي تتحمل بريطانيا المسؤولية الأخلاقية والقانونية والسياسية عنها منذ احتلالها لفلسطين، ووصولا لاتفاقية سايكس بيكو عام 1916، ثم عد بلفور في العام الذي يليه.
وأشار إلى أن نسبة اليهود في فلسطين كانت في ذلك الوقت 11 بالمئة، وأصبحت الآن 31 بالمئة، "والسبب في ذلك هو الهجرات التي نظمتها الحكومات البريطانية المتعاقبة على فلسطين، ناهيك عن المجازر التي ارتكبتها بريطانيا بحق الشعب الفلسطيني، والتي تعدت الـ18 مجزرة بحسب مؤرخين، إضافة لتغطية المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، والتي بلغت أكثر 44 مجزرة ضد أبناء الشعب الفلسطيني".
ونوه خريشة إلى أن عددا كبيرا من البرلمانين المحافظين يتحالفون مع العدو الصهيوني، ويشكلون النسبة الأكبر في حزب المحافظين، "ولذلك فإن هذا الحزب يتبنى كل السياسات الإسرائيلية بشكل واضح".
بدوره؛ أكد داوود عبدالله أن "المسلمين في بريطانيا عموماً؛ يعلمون مسؤولية البلاد التي يعيشون فيها عن مأساة الشعب الفلسطيني منذ 100 عام، لذلك هم يدعمون القضية الفلسطينية عبر عدة مجالات، كجمع التبرعات وتنظيم المظاهرات".
وتابع: "ذلك على عكس الأحزاب البريطانية الكبرى التي تتماهى مع سياسات الاحتلال، بما فيها حزب العمال، الذي كان يظن البعض أنه متعاطف مع القضية الفلسطينية".
وأشار عبد الله إلى أن "ما يخشاه الإسرائيليون، هو أن يكون هناك حركة إعلامية لمقاطعة الاحتلال لا تقتصر على العرب والمسلمين، وإنما تكون على صعيد أوسع في القارة الأوروبية".
وقال إن الشعب الفلسطيني هو الوحيد من بين شعوب العالم الذي يرزح تحت الاحتلال، مؤكدا أن "الضمير العالمي هو الذي يقاطع الرواية الإسرائيلية، أما على الصعيد الرسمي فالباب الوحيد المتاح لنشر ثقافة المقاطعة هو الأمم المتحدة".
من جانبه؛ لفت أسامة شاهين إلى أهمية الموقف البريطاني من القضية الفلسطينية، معللا ذلك بـ"أهمية دور بريطانيا في السياسة الدولية والعالمية، شأنها شأن الموقف الأمريكي والروسي والصيني".
وتابع: "أضف إلى ذلك وزنها العسكري والسياسي والإعلامي والثقافي، حيث إن لها في المنطقة العربية ذيولاً وجذوراً وتأثيراً؛ ربما في كل قطر عربي".
وأكد شاهين انحياز الموقف البريطاني للاحتلال منذ وعد بلفور، مشددا على ضرورة "أن لا يدفعنا ذلك إلى التوقف عن الأمل والعمل والمقاومة؛ لمحاولة زحزحة بريطانيا عن هذا الموقف".
ونوه إلى أنه "لا فرق بين حزبي العمال والمحافظين بالنسبة للقضية الفلسطينية، فهما اللذان ساهما بتأسيس الكيان الصهيوني، وشجعا الهجرات المتتالية لليهود من كل العالم إلى فلسطين".
الجدير بالذكر أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ارتبط ببريطانيا كدولة، وكحكومات متعاقبة منذ عام 1917 وما يسمى "وعد بلفور"، وإرهاصات هذا الوعد المشؤوم عندما كان الغرب يتدارس إنشاء كيان يفصل مشرق الوطن العربي عن مغربه.
ومنذ وصول حزب المحافظين سدة الحكم في بريطانيا؛ شهد تأييد القضية الفلسطينية تراجعاً رسمياً كبيراً، في ظل تعهدات مستمرة من معظم رؤساء ووزراء حزب المحافظين بتأييد مطلق لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وكان آخرها التعهد بنقل السفارة البريطانية إلى القدس المحتلة، وفق مراقبين.