الأمن الإسرائيلي: الردع تآكل بشكل كبير واحتمال التصعيد في الشمال هو الأعلى

كشفت وسائل إعلام عبرية، أنه في الأشهر الأخيرة ، سلمت شعبة المخابرات في الجيش الإسرائيليي أربع رسائل تحذير شخصية إلى رئيس الوزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو؛ بشأن العواقب الأمنية الخطيرة للثورة القانونية.
وقال موقع /واينت/ العبري: إنه حسب التقديرات، تفضل إيران و"حزب الله" اللبناني، السماح لـ"إسرائيل" بالنزف من الداخل، لكن في الردع هناك تآكل كبير، واحتمال التصعيد هو الأعلى منذ حرب لبنان الثانية (2006).
وأضاف أن آخر هذه الرسائل كان في نهاية الأسبوع الماضي، قبل أيام قليلة من الموافقة على خطة الإصلاح القانونية في برلمان الاحتلال "الكنيست".
وجاء في الرسالة، أن الأعداء يدركون فرصة تاريخية لتغيير الوضع الاستراتيجي في المنطقة، بعد الأزمة الهائلة في "إسرائيل"، التي لم يروها من قبل.
وأشار إلى أن كبار المسؤولين الأمنيين في إدارة المخابرات، حذروا من أن الضرر ليس فوريًا فحسب، بل قد يكون له عواقب بعيدة المدى.
ووفقًا لتحليل "الجيش الإسرائيلي"، فإن أعداء مثل إيران وحزب الله يقسمون الردع الإسرائيلي إلى أربع أرجل، وقد تم إضعافهم جميعًا: قوة الجيش الإسرائيلي ؛ والتحالف مع الأمريكيين. واقتصاد قوي، وتماسك داخلي عالي.
وقال الموقع: إنه ينظر إلى الأزمة السياسية التي تواجه الإسرائيليين على أنها خطيرة للغاية، وستكون لها آثار طويلة المدى.
وبخصوص الجيش، تدرك شعبة المخابرات أن الإيرانيين وحزب الله يراقبون عن كثب أزمة نظام الاحتياط في الجيش، والأضرار التي لحقت بالنظم الحيوية للجيش، وتشكل نقطة ضعف تاريخية، مشيرا إلى أن مجتمع الاستخبارات منزعج من حقيقة أن هناك تآكلا كبيرا في أسلوب الردع الأساسي.
ولفت الموقع، إلى أنه بالإضافة إلى الرسائل المرسلة إلى نتنياهو، التقى به رئيس الأركان، اللواء هرتسي هاليفي، حيث تم تزويد نتنياهو بمعلومات مؤكدة تدعم هذا التحليل، مضيفا أن التقدير في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، هو أن إيران وحزب الله يفضلان الجلوس على السياج؛ وترك "إسرائيل" تنزف من الداخل.
وأضاف أنه مع ذلك، لا تزال "شعبة المخابرات" تؤكد أن احتمالية التصعيد، زادت وهي الأعلى منذ حرب لبنان الثانية، والتي حدثت هذه الأيام قبل 17 عامًا بالضبط، وسيبحث الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، عن الاحتكاك كما فعل في الأشهر الأخيرة، وإلحاق أضرار بالبنى التحتية الحدودية وغيرها.
ومن وجهة نظر نصر الله، يستطيع أن يمد الحبل إلى ما دون عتبة التصعيد ولا يمزقه إلى حرب شاملة، معتقداً أن "إسرائيل" لن تجرؤ على الدخول في صراع بهذا الحجم الآن، ولا يزال واثقًا من قدرته على الوصول إلى رؤوس صانعي القرار في "إسرائيل"، وبالتأكيد بطريقة أفضل من المنظمات الفلسطينية في غزة.
وأضاف الموقع، أنه رغم الرسائل المرسلة من وزارة الجيش، والمراقبة الدقيقة لتوسع الأزمة في نظام الاحتياط، والتحذيرات من أن الجيش سيتضرر بسبب قرار بعض الأشخاص عدم حضور الخدمة الاحتياطية في الجيش، إلا أن هاليفي يؤكد أن الجيش جاهز حاليًا، إذا اندلعت حرب الآن.
وشدد على أن تآكل كفاءة "الجيش الإسرائيلي" هو أمر يستغرق أسابيع إن لم يكن أكثر، وحتى مع ذلك فهو تدريجي.
وأشار الموقع العبرية، إلى أن أزمة التماسك الداخلي في الجيش، شكلت المحور الأساسي في محادثات قيادة الجيش، في الأسابيع الأخيرة، للاستماع إلى الظروف الميدانية، والتعبير عن أهمية الخدمة العسكرية تحديداً في هذه الأوقات.
وحذر الموقع من ترك رئيس الأركان هاليفي وحده ليخوض أزمة لم نعرفها من قبل؛ دون تدخل من المستوى السياسي.
وفي الأيام الأخيرة أعلن المئات من ضباط وجنود الاحتياط أنهم لن يلبوا نداء التطوّع في الخدمة الاحتياطية في الجيش؛ في حال إقرار مشاريع القوانين التي تتعلق بخطة الإصلاح القانونية، والتي تقول المعارضة إنها تحول "إسرائيل" إلى دكتاتورية.
ويحرم القانون "المحكمة العليا" من إمكانية شطب قرارات الوزراء والمسؤولين المنتخبين، حتى لو رأى القضاة أنها غير منطقية.