كاتب: نقل باراغواي سفارتها إلى القدس إعلان "تبعية لأمريكا"
قال الباحث المتخصص في شؤون أمريكا اللاتينية، علي فرحات، إن "قضية نقل سفارة باراغواي من (تل أبيب) إلى القدس ليست فكرة جديدة، وقد عمد الرئيس الجديد سانتياغو بينا، لطرحها من أجل أن يُقدم أوراق اعتماده للإدارة الأمريكية".
وأضاف فرحات في تصريحات لـ"قدس برس"، أن "إعلان الرئيس الجديد حول نقل سفارة بلاده للقدس هو من الانسجام الكبير مع الولايات المتحدة الأمريكية وإنشاء علاقات متطورة مع الكيان الإسرائيلي".
وكان وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين قد قال الأسبوع الماضي:إن "باراغواي ستنقل سفارتها من (تل أبيب) إلى القدس خلال العام الجاري"، وأضاف أنه دعا رئيس باراغواي سانتياغو بينا، إلى زيارة "إسرائيل"، وافتتاح سفارة بلاده في القدس.
تصريحات كوهين جاءت عقب لقائه برئيس باراغواي خلال مراسم تنصيبه الثلاثاء الماضي في العاصمة أسونسيون، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية بأكثر من 42 % على منافسه إفراين أليغري من تحالف أحزاب يسار الوسط بنحو 27.5%.
وقد جاء كلام كوهين بالتوازي مع تصريحات للمرشح اليميني الأرجنتيني، للانتخابات الرئاسية، خافيير ميلي، بأن "أهم حلفائي هم الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل". واعتبر في تصريحات لقناة " La Nación" بعد تقدمه على منافسيه في الانتخابات الرئاسية التمهيدية الأرجنتينية، بأن " إسرائيل حليفة ولأجل ذلك سأقوم بنقل سفارة الأرجنتين من تل أبيب إلى القدس".
وحول احتمالية أن يتكرر سيناريو باراغواي عندما تراجعت عن قرارها في أيلول/سبتمبر 2018 وأعلنت إعادة سفارتها إلى "تل أبيب، بعد قرار نقلها إلى القدس، قال فرحات، إن " تكرار السيناريو قائم، خاصة إذا كان هناك عملية ضغط من التيارات السياسية في باراغواي وتحديداً داخل حزب (كولورادو) الحاكم اليميني الذي ينتمي إليه الرئيس بينا".
ويرى فرحات، أن شعارات بعض حكومات أمريكا اللاتينية فيما يتعلق بنقل سفارة بلادها إلى القدس هو من أجل " اثبات الولاء الخالص، فهذه الحكومات تريد أن تظهر ببنية سياسية واقتصادية منسجمة تماماً مع الولايات المتحدة الأمريكية ومنسلخة تماماً عن الأقطاب الأخرى التي نشأت في العالم".
وأكد، أن "نقل السفارة لا يُشكل مصلحة لهذه البلاد ولا يوجد فيه أولولية في ظل الأزمات الكبرى التي تعيشها دول أمريكا اللاتينية"، مضيفاً "لقد جربت البرازيل مثل هذا الأمر من خلال إعلان رئيسها السابق بولسونارو دون أن تحقق أي نجاحات في هذا الأمر".
وبين، أن "عدم استثمار الدول العربية لعلاقاتها مع الدول اللاتينية، أوجد مساحة فراغ واسعة وساهم في لجوء حكومة باراغواي للإعلان عن هذه الخطوة، وبالتالي هناك تخلف عربي عن مواكبة بعض حكومات أمريكا اللاتينية وتعميق العلاقات معها". وفق تعبيره.
وتعقيباً على تصريحات المرشح الأرجنتيني اليميني خافيير ميلي، بنقل سفارة الأرجنتين للقدس، قال فرحات، إن " اليمين الأرجنتيني يحاول أن يستفيد من تجربة الرئيس السابق "بولسونارو" في البرازيل بحيث يرى أن هناك موسم في أمريكا اللاتينية لقطف مثل هذه الشعارات".
وأضاف فرحات، هم " يريدون استغلال الفشل الاقتصادي لحكومات اليسار من خلال رفع شعارات تدغدغ الشارع الأرجنتيني، ومثل هذه الشعارات في ظل وجود جالية يهودية كبيرة يمكن أن يعطي الكثير من الأصوات لمرشح اليمين".
وحول سؤال عن موقع البرازيل ودورها تجاه هذه التغيرات في حكومات جاراتها وسياستها الخارجية، أوضح فرحات، أن " الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ليس من مصلحته أن تغرد بعض دول أمريكا اللاتينية وتحديداً جارته الأرجنتين خارج السرب اللاتيني". مضيفاً " هو يحاول منذ اليوم الأول لتسلمه رئاسة البرازيل إنشاء منظومة سياسية داخلية في أمريكا اللاتينية تحدد مسارها السياسي بحسب مصالحها الداخلية".
وأوضح فرحات، أن " الرئيس لولادا سيلفا، سيحاول فرملة مثل هذه القرارات وسيعمل على إقناع جيرانه بعدم أخذ أمريكا اللاتينية كورقة اعتماد تدخل في أسس الصراع الكبير". مستطرداً " الرئيس البرازيلي صرح أكثر من مرة بأن لا مصلحة لأمريكا اللاتينية بأن تكون جزءاً من هذا الصراع بل يجب أن يكون لها دور إيجابي في تسوية الصراعات حول العالم والاعتراف بالحقوق خاصة الفلسطينية".
يُذكر أن الباراغواي كانت ثالث دولة تُعلن نقل سفارتها إلى القدس بعد قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بافتتاح سفارة بلاده في القدس المحتلة، أيار/مايو 2018، لكنها عادت في أيلول/سبتمبر من نفس العام وأعلنت عن إعادة سفارتها إلى "تل أبيب"، وهو ما ردت عليه حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، بإغلاق سفارتها في الباراغواي.