إعلام عبري: وحدة فصائل المقاومة التهديد الاستراتيجي الجديد للاحتلال

أكدت صحيفة عبرية، أن "إسرائيل" تواجه هذه الأيام واقعا أمنيا خطيرا، ​​يضعها أمام وضع استراتيجي جديد لم تعرفه من قبل، يتمثل في توحد فصائل المقاومة بشكل عام، وفصائل المقاومة الفلسطينية بشكل خاص.

وأضافت صحيفة /يسرائيل هيوم/ العبرية الصادرة اليوم الجمعة؛ في مقال كتبه الجنرال (احتياط) غيرشون هكوهين، أنه ظهر في الأسابيع الأخيرة نوع جديد من التهديد، لا يتمثل فقط بزيادة في وتيرة ونوعية الهجمات، وإنما في التحول في جوانب الهدف العام؛ الذي يرشد أعداء "إسرائيل" في كل الساحات، إلى منطق جديد وأسلوب عمل جديد.

وأشارت إلى أن التغيير في الخطوط العريضة للتهديد الجديد في "إسرائيل" يتم التعبير عنه، في الهدف ووسائل الحرب والتنظيم والروح القتالية، لافتة إلى أن الهدف الجديد لأعداء "إسرائيل"، يسعى إلى الاستفادة من ظروف الضعف التي تعيشها القيادة السياسية والمجتمع الإسرائيلي،  وإمكانية اندلاع تمرد مسلح.

وقالت إن ماسبق يدفع "إسرائيل" إلى الانسحاب من المناطق بالطريقة التي دفع بها "حزب الله" اللبناني، "إسرائيل" إلى الانسحاب من المنطقة الأمنية في لبنان، تحت ضغط القتال، وكذلك الطريقة التي انسحبت بها "إسرائيل" من غزة، في صيف 2005 تحت ضغط مقاومة حركة "حماس".

وزعمت أن وفرة الأسلحة التي تم إدخالها إلى مناطق الضفة الغربية، بما في ذلك البنادق الآلية وبنادق القنص، والعبوات ووسائل إنتاج العبوات، خلقت زخمًا قتاليًا؛ سمح بتبسيط هجمات المقاومة الفلسطينية، وتحقيق اللامركزية في المنطقة بأكملها.

وأوضحت أن الابتكار في البعد التنظيمي يتجلى أولاً في الاتحاد بين فصائل "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"شهداء الأقصى" المرتبطة بحركة بـ"فتح"، إضافة إلى أن التنظيم يسمح للجماعات المسلحة بالتخطيط والتنسيق والسيطرة المركزية، وهذا منحهم إمكانية زيادة عدد المقاومين، وخوض معركة لم تكن لدى الخلايا الفلسطينية قدرة على خوضها حتى الآن، بروح قتالية جديدة.

وقالت الصحيفة العبرية: إنه في هذه الأيام التي يتم فيها الاحتفال بالذكرى الـ 30 لاتفاقيات أوسلو (1993)، من المناسب للقيادة الإسرائيلية أن تعود إلى الفرضيتين الأساسيتين اللتين طرحهما رئيس الوزراء إسحق رابين (قتل 1995) في ذلك الوقت.

وأضافت أن الافتراض الأول وضع توقعًا بأنه عند نقل المنطقة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، سيتم إنشاء كيان سيادي هناك، خال من الأسلحة الهجومية التي تهدد "دولة إسرائيل"، وفقط الأسلحة التي ستكون بحوزتها للأغراض الداخلية. 

وأوضحت أن الافتراض الثاني ينص على أنه إذا تغير الوضع الأمني ​​نحو الأسوأ، فإن "إسرائيل" ستكون قادرة على التحرك لحماية أمنها، مشددا على أن العملية مع السلطة الفلسطينية لا رجعة فيها، وإذا لزم الأمر، سيكون للجيش الإسرائيلي القدرة على إلغاء التهديد وإعادة ضمان أمن "إسرائيل".

ورأت أن افتراض رابين الأول انهار بالفعل في السنوات الأولى، وفي العام الماضي، فقدت السلطة الفلسطينية السيطرة الكاملة على التنظيمات المسلحة، مضيفة أنه حتى  لو تم تقوية السلطة وتعزيزها؛ فلن يكون كافياً لمنحها القدرة على قمع التنظيمات المسلحة التي أصبحت قوية للغاية.

وتابعت: أن كل ما تبقى لـ"إسرائيل" هو أن تلجأ إلى افتراض رابين الثاني، على أمل أنه بعد استيعاب نطاق التهديد الناشئ، ستعرف الحكومة الإسرائيلية كيف تأمر الجيش الإسرائيلي بما أمر به رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون (2014) استعداداً لـ "الهجوم الوقائي" من خلال بناء الجدار الفاصل، وإطلاق عملية "السور الواقي" عام 2002، والتي اقتحمت خلالها قوات الجيش المدن الفلسطينية .

وفي الآونة الأخيرة، شهدت الضفة الغربية تصاعدًا ملحوظًا في عمليات المقاومة الفلسطينية، والتي أسفرت بمجملها عن مقتل 37 إسرائيليًا في الضفة والقدس والداخل المحتل، وعلى الحدود المصرية.

ورصد مركز المعلومات الفلسطيني "معطى" (حقوقي مستقل) في تقريره الدوري أمس الخميس، 51 عملاً مقاومًا، من بينها عمليتا دهس، وعملية طعن، و10 عمليات إطلاق نار، وتفجير خمس عبوات ناسفة، وأربع عمليات تصدي للمستوطنين، في مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس.

 

 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
فيدان: "إسرائيل" ليست قوية بما يكفي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني
يونيو 27, 2025
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجمعة، إن التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن مفاجئة لأنقرة. وأضاف فيدان في تصريحات صحفية: "كنا نتوقع أن الحرب لن تظل محصورة في غزة، بل ستمتد إلى جغرافيا أوسع، وهو ما حدث بالفعل مع إيران". وأوضح أن ما قامت به إيران أخيرا يُعد "دفاعا مشروعا عن النفس"، لافتا إلى
"الإعلام الحكومي": اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق المجوعين في غزة
يونيو 27, 2025
أكدت المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن اعترافات جنود وضباط إسرائيليين بإطلاق النار المتعمد على آلاف المجوعين في غزة تكشف "جريمة إعدام جماعي ممنهج ضد المدنيين قرب مصائد الموت بغزة". جاء ذلك في تعقيب للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة على ما كشفته صحيفة /هآرتس/ العبرية، اليوم الجمعة، بأن قادة في الجيش الإسرائيلي أصدروا تعليمات مباشرة
"حماس": شهادات جنود الاحتلال بتلقي تعليمات بقتل الجوعى في غزة جريمة فاضحة
يونيو 27, 2025
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن شهادات جنود وضباط الاحتلال بتلقيهم تعليمات بإطلاق النار على الفلسطينيين، قرب مركز المساعدات في قطاع غزة، تعد جريمة فاضحة، ودليلا جديدا على وحشية الاحتلال وقادته الفاشيين. وأكدت الحركة في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس"، اليوم الجمعة، إن "التقرير الذي نشرته صحيفة (هآرتس) الصهيونية ونقلت فيه شهادات عن ضباط وجنود
مستوطنون يقيمون بؤرة استيطانية جديدة شرق قلقيلية
يونيو 27, 2025
أقام مستوطنون مستوطنة جديدة أطلقوا عليها اسم "مناظر جدعون" على جبل "كيدان" غرب "كدوميم"، شرقي قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة.   وقالت مصادر محلية فلسطينية إن المستوطنين نصبوا 12 مبنى تضم 10 عائلات، وبحماية كاملة من جيش الاحتلال.   وقال الناشط الفلسطيني أيمن غريب المتخصص في شؤون الاستيطان: إن ما حدث الليلة ليس مجرد توسعة،
"النيابة الإسرائيلية" ترفض طلب نتنياهو تأجيل محاكمته بتهم الفساد
يونيو 27, 2025
رفضت "النيابة العامة الإسرائيلية"، اليوم الجمعة، طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأجيل محاكمته في قضايا الفساد لمدة أسبوعين، وذلك رغم مزاعمه بالحاجة إلى التفرغ لقضايا "ما بعد الحرب مع إيران"، وعلى رأسها ملف "إعادة المحتجزين" من قطاع غزة. وبحسب ما نقلته /هيئة البث الإسرائيلية/ الرسمية، اعتبرت النيابة أن "الأسباب العامة المفصلة في الطلب لا تبرر
وسائل إعلام عبرية: قادة الجيش الإسرائيلي أمروا بإطلاق النار على الفلسطينيين عند نقاط توزيع "المساعدات" في غزة
يونيو 27, 2025
كشفت صحيفة /هآرتس/ العبرية، نقلاً عن ضباط وجنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن ممارسات صادمة تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، واتضح من المقابلات أن القادة أمروا القوات بإطلاق النار على الحشود، حتى عندما كان واضحا أنهم لا يشكلون أي خطر. وأكد جنود الاحتلال، خلال تقرير صدر عن الصحيفة اليوم