في سابقة هي الأولى من نوعها منذ ربع قرن.. إخطار منزل وسط الخليل بالهدم

أكد صاحب منزل قيد الإنشاء في منطقة جبل الرحمة (تل الرميدة) وسط مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، أن "الإدارة المدنية الإسرائيلية" (هيئة تابعة لجيش الاحتلال تنشط في الضفة الغربية)، أخطرته شفويا بهدم منزله بحجة عدم حصوله على ترخيص للبناء.
ووصف الناشط الحقوقي ياسر أبو مرخية، ما جرى بالسابقة الخطيرة والأولى من نوعها في المنطقة، منذ توقيع "اتفاقية الخليل" عام 1997، بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، لأن "صاحب المنزل حاصل على ترخيص مسبق من بلدية الخليل وهي صاحبة الحق بإعطاء الترخيص حسب الاتفاقية.
وأضاف أبو مرخية في حديثه مع "قدس برس"، اليوم الإثنين، أن "الحدث كانت بدايته مع وصول أحد المستوطنين المتطرفين لمكان البناء، وكان يجري العمل وقتها في الطبقة الأولى، ومنع صاحب المنزل من إكمال البناء، وحصل شجار بينه وبين المستوطن واستدعى قوات الاحتلال للمكان".
وأوضح أن (اتفاقية الخليل) "تسمح بالبناء في محيط المستوطنات على مستوى 9 أمتار، أي ثلاث طبقات، وهذا ما قام به بالتحديد صاحب المنزل، ولكن بالرغم من ذلك تعرض له المستوطنون والجيش عدة مرات، وآخرها كان إخطاره بالهدم".
وبيّن أبو مرخية، أن "صاحب المنزل طلب من ضابط الإدارة المدينة ورقة رسمية لهذا الإخطار، ليرد عليه بأن البناء مخالف حسب وجهة نظرهم وسيتم الهدم في الوقت الذي يختارونه لذلك".
يذكر أنه في 15 كانون الثاني/ يناير عام 1997، وقّعت "منظمة التحرير الفلسطينية" اتفاقية مع الاحتلال الإسرائيلي، قسمت المدينة بموجبها إلى منطقة (H1) وتشمل 80% من مساحة المدينة وتخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة، ومنطقة (H2) وتشكل 20% المتبقية بما فيها البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي ومنطقة تل الرميدة، وتخضع تحت سيطرة الاحتلال الأمنية والسيطرة المدنية للسلطة، وينتشر فيها نحو 400 مستوطن في عدة بؤر استيطانية.
وسجلت فلسطين، في 2017، كلا من البلدة القديمة في الخليل ومسجد الحرم الإبراهيمي، على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" وعلى قائمة التراث العالمي "المهدد بالخطر".
ومع إجحاف الاتفاقية بحقوق الفلسطينيين، تواصل "سلطات الاحتلال، اعتداءاتها على الفلسطينيين والتنكيل سواء عبر جيش الاحتلال أو المستوطنين"، بحسب أهالي المنطقة.