لبنان.. بعد بيان "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" إلى أين تتجه الأمور في"عين الحلوة"؟
قررّت هيئة "العمل الفلسطينيّ المشترك" (تجمع حزبي فصائلي وإسلامي) في لبنان، تكليف القوة الأمنيّة الفلسطينيّة المشتركة (تضم كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية)، بـ "القيام بالواجب الموكل إليها في ما يختص بارتكاب الجرائم الأخيرة التي شهدها مخيم عين الحلوة، في مدينة صيدا، جنوب لبنان، وبما يحفظ الأمن والاستقرار في المخيم والجوار اللبناني الشقيق".
وجاء قرار الهيئة، وفقاً لبيانٍ صادرٍ عنها، تلقته "قدس برس"، اليوم الثلاثاء، بعد الاجتماع الذي كانت قد عقدته في مقر السفارة الفلسطنيّة في لبنان، والذي جاء استكمالاً للقاءات والاجتماعات التي عقدتها الهيئة والتي شارك في جزء منها ممثلون عن الدولة اللبنانيّة وعن عدد من الاحزاب اللبنانية، وبعد ان انقضت المهلة التي اعطيت لتسليم المشتبه بهم واستنفذت في كافة الوسائل من قبل اللجنة المكلفة بالتواصل والحوار مع المشتبه بهم بعملية الاغتيالات التي حصلت بالمخيم مؤخراً.
وأشارت مصادر فلسطينية لـ"قدس برس"، إلى أن "اجتماع اليوم غابت عنه عصبة الأنصار الإسلامية والشيخ جمال خطاب، مسؤول الحركة الإسلامية المجاهدة".
وأضافت المصادر أن "أبرز ما تم الاتفاق عليه هو البحث عن آلية لتنفيذ المقترحات التي قدمتها القوى والفصائل الفلسطينية بما يخص قضية تسليم المتورطين في قضية اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقيه والشاب عبدالرحمن فرهود".
وفي هذا السياق، قال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" ( فصيل مقاوم) في لبنان، شكيب العينا، إن "المساعي التي بذلتها القوى والفصائل الفلسطينية واللبنانية من أجل إقناع الجهات المعنية من أجل تسليم المتورطين في قضية اغتيال فرهود وقائد قوات الأمن الوطني في منطقة صيدا، لا زالت مستمرة، ولا يمكن القول أنها فشلت، رغم أنها تخطت المهلة الزمنية المعطاة لها".
وأضاف العينا لـ"قدس برس" أن "تطبيق ما تم الاتفاق عليه بين القوى والفصائل الفلسطينية في اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك اليوم في السفارة الفلسطينية في بيروت مرهون بالوقائع الميدانية لتحديد آليات المباشرة في تحقيق الأهداف المرجوة من مخرجات الاجتماعات التي حصلت على مدار الأيام الماضية".
وأكد أن القوى السياسية بأكملها شددت على "تعزيز دور القوة الأمنية المشتركة في مخيم عين الحلوة، لما فيه مصلحة شعبنا الفلسطيني في المخيم وجواره، ولقطع الطريق على كل المخططات والمشاريع التي تحاك ضد شعبنا الفلسطيني ومخيماتنا وقضيتنا".
وشدد على ضرورة"الحرص على تجنيب المخيم أي احتكام للسلاح، لأن الحكمة والحوار هما الحل الوحيد لتجنيب المخيم مزيد من الأزمات الأمنية التي لا يستفيد منها سوى الاحتلال الإسرائيلي".
الجدير بالذكر أن هيئة "العمل الفلسطيني المشترك" في لبنان، تأسست عام 2018، كمرجعية فلسطينية موحدة، تعمل من أجل وحدة موقف الفصائل والقوى السياسية لما فيه مصلحة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وكانت اشتباكات اندلعت بين مسلحين فلسطينيين في المخيم، قبل شهر، أسفرت عن مقتل 14 شخصا، وجرح أكثر من 60 آخرين، واضطر آلاف اللاجئين الفلسطينيين في المخيم إلى الفرار من منازلهم.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" حوالي 450 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا للاجئين الفلسطينيين.