"قدس برس" ترصد آخر التطورات بمخيم "عين الحلوة" جنوبي لبنان

تتواصل الاشتباكات بمخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي لبنان، في ظل تفاقم معاناة الأهالي الذين نزحوا من المخيم خوفا على حياتهم.
وقال مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" (مستقلة مقرها بيروت)، علي هويدي، إن "المعركة الحاصلة والمستمرة في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوب لبنان خلفت وراءها خسائر كبيرة ودمار كبير في ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين، إلى جانب تعرض البنى التحتية لأحياء واسعة في المخيم لدمار هائل".
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (أحد فصائل منظمة التحرير) في لبنان، فتحي كليب، أنه "لا نقاش في أن الأحداث المؤسفة التي يشهدها مخيم عين الحلوة أساءت إلى صورة النضال الفلسطيني وإلى العلاقات الفلسطينية اللبنانية وأيضاً إساءة بالغة للحالة الفلسطينية في لبنان، نظرا للاستهدافات الكبرى التي تتعرض لها قضية اللاجئين".
وأضاف كليب لـ"قدس برس" أنه "ليس سراً أن وجود المخيمات وساكنيها نقطة مركزية في المشروع الأمريكي الإسرائيلي الذي ما زال يسعى إلى خلخلة الإستقرار الإجتماعي داخلها، والضغط على ساكنيها لفرض مشروع التهجير الجماعي".
وأشار إلى أنه "بالمقابل، لا يمكننا تصوير ما يحدث باعتباره اقتتالاً فلسطينياً فلسطينياً، فهو ليس كذلك، أو النظر إلى الاحداث من زاوية سلاح منفلت يجب ضبطه أو سحبه أو غير ذلك من الدعوات التي نسمعها من أصوات لها موقف عدائي تاريخي من النضال الفلسطيني".
من جانبه، وصف عضو "الحراك الشبابي الفلسطيني الموحد المستقل"(تجمع شبابي مستقل) في مخيم عين الحلوة، محمد حسون، الأوضاع الإنسانية لأهالي المخيم بـ "المأساوية".
ولفت حسون في حديثه لـ"قدس برس" إلى أن "هناك عشرات العائلات الفلسطينية لا زالت عالقة في منازلها نتيجة استمرار توسع دائرة الاشتباكات على أكثر من محور، وهي معرضة لخطر الموت بأي لحظة نتيجة تساقط القذائف الصاروخية والرصاص بشكل كبير وبشكل عشوائي".
وأشار حسون إلى أن"هناك الكثير من العائلات النازحة من مخيم عين الحلوة تفترش الطرقات في مدينة صيدا دون مأوى ودون تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة".
في غضون ذلك، أشارت مديرة شؤون "أونروا" في لبنان، دوروثي كلاوس، إلى تقارير تفيد بأنّ "المدارس التّابعة للوكالة (يوجد مجمّعان مدرسيّان تابعان لـ"الأونروا" في عين الحلوة، يضمّان 8 مدارس) تعرّضت لأضرار جسيمة، وسيستغرق تصليحها أشهرا"، لافتةً إلى "عدم إمكانيّة الوصول إلى عشرات الآلاف من الكتب المدرسيّة المخزَّنة داخل هذه المدارس لتوزيعها".
وشدّدت، في تصريح صحفي، على "وجوب إخلاء الجهات المسلَّحة مدارس "الأونروا" على الفور، لتقوم الوكالة بتقييم احتياجات إعادة الإعمار وإعادة التّأهيل، وبدء إعادة بناء بيئة تعليميّة آمنة"، مُعوّلةً على "عمليّة الوساطة اللّبنانيّة الفلسطينيّة الجارية، لتسهيل إخلاء مدارسها في عين الحلوة، وإنهاء هذا النّزاع، وعودة السّلام والاستقرار إلى المخيّم".
وعلى جانب آخر، أكد المدير العام للأمن العام اللبناني بالإنابة، اللواء الياس البيسري في تصريح له: "لن نقف مكتوفي الايدي جرّاء ما يحصل في المخيم، هذه أرض تخضع للسيادة اللبنانية وهذا السلاح يحظى بغطاء من السلطات اللبنانية، ما يحصل خطير جداً، واذا تمدّد سيتحول إلى أزمة مُستنزفة، والوضع في لبنان لا ينقصه أزمات".
وحول أبعاد هذا الصراع قال اللواء البيسري إنه "يالتأكيد هناك أيادٍ خفية، والعامل الإسرائيلي موجود بقوة".
ولفت إلى أن "التناحر في المخيم يشكل أكبر خدمة للعدو الإسرائيلي الذي ينوب عنه المتقاتلون في إضعاف القضية الفلسطينية".
هذا ويعقد اجتماع الفصائل الفلسطينية و"هيئة العمل المشتركة" (تجمع حزبي فصائلي وإسلامي)، في لبنان مع المدير العام للأمن العام اللبناني بالإنابة اللواء الياس البيسري .
وأفاد مراسل "قدس برس" بأن اللقاء سيبحث سبل وقف الاشتباكات الدائرة بمخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا جنوبي لبنان.
وقالت مصادر طبية خاصة لـ"قدس برس"، اليوم الإثنين، إن "أعداد الضحايا وصل حتى الساعة إلى 9 قتلى إلى جانب ما يزيد عن 80 جريحاً توزعوا على عدد من مشافي مدينة صيدا".
وكانت اشتباكات قد اندلعت بين مسلحين فلسطينيين في المخيم، قبل شهر، أسفرت عن مقتل 14 شخصا، وجرح أكثر من 60 آخرين، واضطر آلاف اللاجئين الفلسطينيين في المخيم إلى الفرار من منازلهم.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة "أونروا" حوالي 450 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا للاجئين الفلسطينيين.