وزير أردني أسبق: اتفاقية أوسلو انتهت وكذلك حل الدولتين
قال نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، مروان المعشر إن "اتفاقية أوسلو انتهت، وكذلك حل الدولتين والمبادرة العربية للسلام (2002)".
وأضاف في مقال نشر في صحيفة /القدس العربي/ اللندنية اليوم السبت، أنه "نحسن صنعاً إن أدركنا ذلك؛ وبدأنا بوضع بدائل لصانع القرار أكثر نجاعة لمواجهة التعنت الإسرائيلي"، مؤكداً أن ثلاثين عاماً "كافية للوصول إلى قناعة لا لبس فيها، بأن إطار أوسلو قد مات".
وأشار المعشر (أول سفير أردني لدى تل أبيب)، إلى أن "هناك الكثير مما يمكن فعله؛ من استعمال القنوات والمحافل الدولية لفضح الممارسات العنصرية الإسرائيلية مثلاً، أو الإصرار على مقاربة مبنية على أساس الحقوق المتساوية، بغض النظر عن شكل الحل، أو التوقف عن معاملة إسرائيل كدولة صديقة، ومراجعة مشاريع مشتركة في قطاعات؛ كالطاقة والمياه تعظم الاعتماد على إسرائيل في قطاعات حيوية".
وأضاف: "الدول العربية الأربع التي وقعت "الاتفاقات الابراهيمية" مع إسرائيل، فعلت ذلك لتحقيق مكاسب مع الولايات المتحدة تحديداً، ومن دون تحقيق أي تنازلات حقيقية من إسرائيل".
وقال: "لقد تقلص الاهتمام الحقيقي بحل الدولتين إلى ثلاث جهات عربية، هي السلطة الوطنية الفلسطينية والأردن ومصر، ولا تريد السلطة الفلسطينية التخلي عن هذا الحل بعد بنائها لمؤسسات فلسطينية، وتحقيقها لامتيازات لأفرادها لا تريد خسارتها".
ولفت إلى أن السلطة "تختزل اليوم الهوية الوطنية الفلسطينية بهذه المؤسسات، غير مكترثة بجيل فلسطيني جديد، ولد معظمه بعد أوسلو، وفقد الأمل بشكل شبه كامل بقيادته، وبأي أفق دبلوماسي لتخليصه من نير الاحتلال".
وأشار المعشر إلى أنه "بعد 30 عاماً، يبدو واضحا أن كل الفرضيات التي بنيت عليها الاتفاقية، تم نسفها، الفرضية الأولى نادت بانتهاء المفاوضات بعد خمس سنوات، اليوم غداً؛ واضح أنه لم تعد هناك مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، وأن الفجوة بين الجانبين أكبر بكثير من تلك قبل 30 عاماً".
وتساءل المعشر: "ماذا بقي من إطار أوسلو إذن؟ لم يبق شيء. إذن، كيف نفسر هذا التشبث الدولي بهذه الاتفاقية؟ لقد رفعت الإدارة الأمريكية يدها عن محاولة رعاية مفاوضات تؤدي إلى حل على أساس الدولتين منذ عشر سنوات، واستعاضت عن ذلك علناً بمحاولة تهدئة الوضع لفترة طويلة؛ حتى تتهيأ الظروف، بقدرة قادر، على استئناف المفاوضات".
وقال أن أمريكا، تحاول "إدخال المملكة العربية السعودية في ما يدعى بالاتفاقات الإبراهيمية، ما يعطي الانطباع بأن السلام ممكن في المنطقة، من دون الجانب الفلسطيني، مما يؤدي عمليا لوأد المبادرة العربية للسلام".
وختم المعشر مقاله بالتأكيد على أن اتفاقية أوسلو "جوبهت بمعارضة فلسطينية وعربية وإسرائيلية، ولكن حجة الرئيس ياسر عرفات وقتها، أنها تؤسس لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ولو بالتدريج".