غزة…منتدون يطالبون بتفعيل التضامن الدولي مع الصحفي الفلسطيني
طالب إعلاميون فلسطينيون بضرورة ترجمة التضامن الدولي مع الصحفي الفلسطيني على أرض الواقع، وعدم الاكتفاء بإصدار البيانات، لأنها "تضع حداً لجرائم الاحتلال الإسرائيلي واستهدافه المتواصل لفرسان الإعلام الفلسطيني".
واكد المشاركون في حلقة نقاش حول التضامن مع "الصحفي الفلسطيني" نظمها اليوم الأحد، "منتدى الإعلاميين الفلسطينيين" (مستقل) في مقره بغزة، على ضرورة ملاحقة ومحاسبة قوات الاحتلال على انتهاكاتها للقوانين الدولية ألمني تؤكد حماية الصحفيين وحرية العمل الصحفي.
واعتبر رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين ياسر أبو هين، أن (اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني)، "فرصة لتجديد العهد مع أرواح شهداء الإعلام الفلسطيني ومع الجرحى والأسرى الصحفيين القابعين في زنازين الاحتلال ومواصلة دربهم ومسيرتهم في خدمة القضية الفلسطينية عبر مختلف المنابر الإعلامية المحلية والدولية رغم بطش الاحتلال".
واستعرض أبو هين مسلسل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الإعلام الفلسطيني، مؤكدا ان الاحتلال قتل 50 صحفيا فلسطينيا خلال العقود الثالثة الماضية بينهم 18 صحفيا خلال عدوان عام 2014، مطالباً (الاتحاد الدولي للصحفيين) ومنظمة (مراسلون بلا حدود) والمنظمات الحقوقية الدولية مواجهة انتهاكات الاحتلال بحق الصحفي الفلسطيني، مضيفاً أن تواصل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لمبادئ القانون الدولي والأعراف والمواثيق الإنسانية يضع مصداقية المجتمع الدولي على المحك".
وأضاف أبو هين أن "التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين يتطلب فضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم أولاً، وضمان حقهم بممارسة العمل الصحفي بكل حرّية؛ والزام الاحتلال باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولاسيما نص المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية".
من جانبه تطرق رئيس "المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية" (مستقل) فتحي صبّاح الى واقع التضامن الدولي مع الصحفي الفلسطيني، مؤكدا ان اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني جاءت إثر إصابة عدد كبير من الصحفيين خلال أحداث هبة النفق عام 1996م.
وقال: " على مدار السنوات الماضية لم نشعر بالتضامن الدولي مع الصحفي الفلسطيني، وليس الملام الاتحاد الدولي للصحفيين وحده، ولكن علينا أن نلوم أنفسنا لاسيما نقابة الصحفيين التي لم تبادر لأي فعالية لاستثمار هذه المناسبة".
وأشار إلى التحديات الماثلة أمام الصحفي الفلسطيني لاسيما في ظل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وكذلك الملاحقة من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وتابع أن "التحديات أمام الصحفي الفلسطيني عديدة منها الاحتلال والانقسام الذي أثر على حرية العمل الصحفي"، منوهاً لاستهداف الاحتلال المتواصل للصحفيين بالرصاص والقنابل، مذكراً بإصابة المصور الصحفي أشرف أبو عمرة مؤخراً.
بدوره، تطرق رئيس (شبكة الأقصى الإعلامية) وسام عفيفة إلى بيئة عمل الصحفي الفلسطيني ومدى الحاجة للالتفات لحقوق الصحفيين وحمايتهم، ودعا للمبادرة إلى " سن قانون حفظ كرامة الصحفي الفلسطيني مؤكداً أنها ضمن مسؤولية الأطر الإعلامية والمؤسسات الحقوقية والتشريعية"، وتابع:" مطلوب وضع هذا الملف على طاولة الجهات المسؤولة، وهذه مهمة الأطر الإعلامية التي رغم جهدها لم تعط هذا الأمر الاهتمام المطلوب".
وأشار عفيفة إلى معاناة المؤسسات الإعلامية في توفير أدوات السلامة المهنية في ظل الاستهداف الإسرائيلي للصحفيين، لافتاً إلى التحريض الإسرائيلي المتواصل على الإعلام الفلسطيني في إطار إعداد لوائح اتهام تمهد وتبرر استهداف الإعلام الفلسطيني، وتابع: " مطلوب أن نوصل صوتنا للمؤسسات الدولية بشكل دائم، وليس لمجرد الشو الإعلامي فقط، فنحن بكل أسف ندفع ثمن غياب جسم نقابي مهني قوي وقادر على حماية الصحفيين".
من جانبه، تساءل مدير "منتدى الإعلاميين الفلسطينيين" محمد ياسين عن التضامن العربي مع الصحفي الفلسطيني، وتابع قائلاً:" نتطلع للتضامن الدولي مع الصحفي الفلسطيني لكننا نتساءل بذات الوقت عن التضامن العربي لاسيما في ظل الاستهداف المتواصل للإعلام الفلسطيني"، مشدداً على ضرورة أن يكون التضامن بمستوى الاستهداف الإسرائيلي للإعلام الفلسطيني.
وطالب ياسين بضرورة توفير الحماية للصحفي ودعم الإعلام الفلسطيني، فضلاً عن ضرورة محاسبة وملاحقة الاحتلال على جرائمه بحق الصحفيين، وأضاف: " من المؤسف أن نضطر للحديث عن اعتقال الصحفي طارق السركجي من قبل الأمن الوقائي في الضفة الغربية وتمديد اعتقاله في سياق الحديث عن حاجتنا للتضامن الدولي مع الصحفي الفلسطيني".
وفي السياق، أوصى مدير "مركز الدراسات السياسية والتنموية" (مستقل) مفيد أبو شمالة بضرورة المبادرة لتشكيل جسم إعلامي حقوقي قانوني يتولى تجنيد المؤسسات الدولية والحقوقية والسفراء لملاحقة الاحتلال الإسرائيلي في المحافل الدولية والانتصار للصحفيين الذين تنتهك حقوقهم.
واكد على ضرورة مراكمة الجهد الوطني وتكاتفه في سياق مواجهة تغول الاحتلال الإسرائيلي على الإعلام الفلسطيني بكل مكوناته.
وقال أبو شمالة: "إن التهاون في مواجهة انتهاكات الاحتلال يشجعه على مواصلة استهداف الصحفيين".
واضاف: " مطلوب محاسبة ولو مجرم إسرائيلي واحد على جرائم استهداف الصحفيين، ونحن نعول على قناة الجزيرة أن تنجح بمحاسبة الاحتلال على جريمة اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة".
واعتبر أن الاكتفاء بمجرد بيانات تضامنية أو فعاليات احتفالية لا يغير من واقع الصحفي الفلسطيني شيء.
يذكر أن "الاتحاد الدولي للصحفيين" أقر السادس والعشرين من أيلول/سبتمر عام 1996م؛ اليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني إثر أحداث "هبة النفق" حين انطلق الشعب الفلسطيني بكل فئاته في مسيرات غاضبة لمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي من فتح نفق أسفل المسجد الأقصى حيث اصيب في ذلك اليوم قرابة 60 صحفيا فلسطينيا.