شاكر: الانحياز الإعلامي الأوروبي لإسرائيل سهّل عليها شن حرب إبادة جماعية في غزة
شنت وسائل إعلام أوروبية، هجوما كبيرا على المقاومة الفلسطينية، ووصفت عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها حركة "حماس" يوم السبت 7 تشرين أول/أكتوبر الجاري، بأنها مجزرة بحق المدنيين الإسرائيليين، وأن ما جرى "حملة ذبح جماعية".
واعتبر خبير في الشأن الأوروبي، أن الانحياز الإعلامي الأوروبي لصالح الاحتلال، سهل عليه مهمة شن حرب إبادة جماعية ومخالفة كل القوانين والأعراف الدولية.
ومنعت عدداً من الدول الأوروبية، أي مظاهر تأييد للمقاومة الفلسطينية، وحثت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، الأحد الماضي الشرطة على استخدام إجراءات صارمة لوقف مظاهر احتفال الجاليات العربية والفلسطينية ويهود مؤيدين، بإعلان عملية "طوفان الأقصى"، ومثلها فعلت السلطات الألمانية التي فرضت إجراءات أمنية مشددة في شوارع برلين.
وقال الباحث في الشأن الأوروبي، حسام شاكر، أن "الضحية الفلسطينية تجد سبيلها بمشقة بالغة إلى مركز التغطيات الإعلامية الأوروبية والغربية" على حد تعبيره.
وأوضح شاكر في حديث مع "قدس برس" أن وسائل الإعلام الأوروبية والغربية في تغطيتها للأحداث طوال الأيام الماضية "غيّبت الضحايا المدنيين الفلسطينيين... بما في ذلك استبعاد صفة الاحتلال لدى الإشارة إلى الجانب الإسرائيلي بصفة الضحية، بينما نزعت صفة المقاومة أو التحرّر الوطني عن الهجوم الفلسطيني المباغت، خلافا لما يجري مع هجمات الأوكرانيين على غزاة بلادهم".
واستعرض شاكر الذي كان يقلب على جهازه اللوحي صفحات عدد من المواقع الإعلامية الأوروبية، ما قدمته صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية صبيحة يوم الأحد الماضي، حيث أبرزت الحدث تحت عنوان "هجوم على إسرائيل"، ووقوع ضحايا بالمئات، ومشاهد رعب في الشوارع، واحتجاز رهائن.
وقال مشيرا إلى رسم توسط الصفحة الرئيسية للصحيفة "إنه ساذج... يصوّر نجمة سداسية تدلّت منها حمامة سلام تقطر دما، في اختزال بصري متحيِّز، وكأنّ حكومة الاستيطان الفاشية حملت للفلسطينيين سلاما أجهز عليه شباب غزة ذات صباح" على حد تعبيره.
كما أشار شاكر إلى أن الانحياز الإعلامي رافقه حملة "تضامن مع إسرائيل"، شملت "رفع علمها بصفة غير مسبوقة على مبنى المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي في عاصمة الوحدة، بروكسيل، وعلى مقارّ سيادية أخرى عبر القارّة، علاوة على تلوين معالم بارزة مثل برج إيفل وبوابة براندنبورغ بألوان علم الاحتلال".
مؤكدا أن كل ذلك التعاطف الأوروبي مع الاحتلال كان يحصل "بينما كانت طائراته تسحق أطفالا وأمهاتهم في قطاع غزة".
وأوضح شاكر أن "حكومة الاحتلال وجيشها استدرجت مراسلي الصحافة إلى مواقع ومسارات معيّنة، وعزلتهم بحرص عن غيرها، على نحو حوّل منطقة الحفل الموسيقي إيّاه إلى محجّ صحفي (أحد المواقع التي هاجمتها المقاومة الفلسطينية يوم 7 تشرين أول/أكتوبر الجاري)، بينما أعاق الاحتلال إمكانية الوصول إلى قطاع غزة لتقديم صورة مقابلة، زيادة على تغييب الطابع العسكري الجوهري لهجوم المقاومة الفلسطينية".
الانحياز الإعلامي الأوروبي يغذي المجازر ضد الفلسطينيين
وحذر شاكر من المواقف الأوروبية المنحازة إعلاميا وسياسيا للاحتلال "هذا الانحياز الذي تستخدمه قيادة بنيامين نتنياهو، غطاءً لاقتراف فظائع ميدانية وجرائم حرب مروِّعة ضد السكان الفلسطينيين والمنشآت المدنية في قطاع غزة، بدعوى أنّ العالم يقف معنا في هذه اللحظة".
وقال شاكر "كان على أصدقاء إسرائيل مصارحتها، ولو همساً، بأنّها أنتجت بنفسها الورطة الجسيمة التي تجد نفسها فيها اليوم... وأن بوسعها أن تنعم بالهدوء التامّ بينما تسلب أراضي الفلسطينيين وبيوتهم كلّ صباح... وصعّدت بطشها بحق آلاف الأسرى الفلسطينيين، وأطلقت أيدي مليشيات الاستيطان المسلّحة لإحراق القرى الفلسطينية؛ دون أن ترغب في انبعاث أي نبض حياة من هذا الشعب".