منتدون أردنيون يحذرون من "دعشنة" حماس .. القضاء عليها غير ممكن

شدد مراقبون وسياسيون وإعلاميون أردنيون على أن "المحاولات الإسرائيلية، والأمريكية ستفشل في (دعشنة) حركة حماس، كما أن محاولة القضاء على الحركة لن يكتب لها النجاح"، وذلك في إشارة إلى محاولة الإعلام الغربي والإسرائيلي تنميط حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وتشبيهها بتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق.
وأكدوا في جلسة نقاشية عقدها "معهد السياسة والمجتمع" (مستقل) في عمان مساء أمس السبت، أدارها وزير الخارجية الأردني الأسبق مروان المعشر، واستضافت سياسيين ومراقبين وإعلاميين للحديث حول الأبعاد الاستراتيجية والدولية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أن "حماس ليست تنظيمًا سياسيًّا أو عسكريًّا، بل تطورت إلى (أيديولوجيا)، ومن ثم فإن مسألة القضاء عليها ضمن المخطط والمشروع الإسرائيلي هي مسألة غير واقعية".
مشيرين إلى أن "التجارب السابقة المتعلقة بمحاولة القضاء على أيديولوجيا مع جماعات ذات طابع راديكالي - بالمقارنة مع حماس - عبر القضاء على رؤوسها وقادتها أثبتت فشلها، لأن تلك الحركات لا تمتلك القاعدة الاجتماعية التي تمتلكها حماس".
دعاية كاذبة
ورأى المشاركون في الندوة، بحسب بيان تلخيصي لمخرجات الجلسة النقاشية صدر عن المنظمين، أن "هنالك أجندة دولية تعمل بشكل عام لتشويه صورة الفلسطينيين، وحركة حماس تحديدًا وشيطنتها وربطها بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وهذه الأجندة تمكنت من السيطرة على الإعلام الغربي، رغم أن الفترات التي سبقت الحرب الأخيرة، كانت قد شهدت تصاعدًا في التعاطف مع الفلسطينيين من قبل الغرب".
وأضافوا "لكن ما تفاجأ به الفلسطينيون اليوم أن الإعلام الغربي يعزف بسينفونية واحدة ضد الفلسطينيين، فكُسر كل ما بُني للرواية الفلسطينية من تثقيف ومحاولات توثيق لجرائم الاحتلال وتعزيزها بحملات المقاطعة".
وأضاف المنتدون أنه "على الرغم من الاختراقات العسكرية التي حققتها حركة حماس عبر ذراعها العسكري، كتائب القسام، والصدمة والترويع الذي وقع على الجانب الإسرائيلي، وما حظيت به العملية من أصداء إيجابية في العالمين العربي والإسلامي، إلا أنه من الواضح أن العمليات العسكرية الدائرة اليوم تأخذ مستويين؛ المستوى الأول عسكري، والمستوى الثاني هو الاستثمار السياسي".
الموقف الأردني
وحول الموقف الرسمي الأردني من الحرب، خلص المنتدون إلى أن "هناك تحديات تواجه الموقف الأردني، وللحسابات المعقدة التي ترتبط ببناء الموقف".
وأشاروا إلى أن الخطاب الأردني تجاه الحرب "في جزء منه يمكن وصفه بالموقف القوي والمتماسك في التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية".
في حين دعا "عدد من المشاركين إلى تطوير الخطاب الدبلوماسي الأردني ليركز بصورة رئيسية على الاحتلال، وعلى الجانب الإنساني وعن خطورة ما يحدث على مستوى المنطقة".
وأكد مشاركون على "ضرورة بناء وتعزيز الحضور الأردني في الرواية الغربية، فما يزال محدودًا حتى اللحظة، وهو ما يستدعي مراجعة هذا الخطاب وإعادة صياغته نحو خطاب مغاير يتجاوز التقليدية".