محللون لـ"قدس برس": عملية القدس تحول واضح في عمليات المقاومة
اعتبر محللون سياسيون فلسطينيون أن عملية القدس شكلت تحولاً واضحًا في عمليات المقاومة المتصاعدة منذ بداية العام الجاري، في ضوء عمليات الطعن والدعس، وإطلاق النار أحيانًا.
وأضاف المحللون في أحاديث منفصلة لـ"قدس برس"، اليوم الأربعاء، أن العملية في القدس جاءت لتطرح أسئلة تتعلق بإمكان دخول المقاومة مرحلة العمليات التفجيرية المنظمة، وتفتح الباب واسعًا على فصل جديد من المواجهة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، إن عملية اليوم "أكدت أن المقاومة الفلسطينية في تطور، وأن الاحتلال الإسرائيلي وإرهابه المستمر سيكون دافعًا أكبر لمثل هذه العمليات".
ورأى الصواف أن "التطور الحاصل ليس فقط في العمل المقاوم، بل كشف أن هناك تطورًا أعمق في الأدوات اللوجستية للمقاومة، وأن هناك فهمًا عميقًا لتعزيز العمل الأمني الذي يسبق العمل المقاوم، والذي قد يكون سببًا في نجاحه".
وبيّن أن "طريقة تنفيذ العملية مؤشر واضح على تطور أساليب تنفيذ العمليات الفدائية النوعية، وهو دليل واضح على أن الفشل الأمني والعسكري لدى أجهزة الاحتلال الإسرائيلي يزداد عمقًا يومًا بعد يوم".
بدوره، قال الخبير في الشأن الأمني عبد الله العقاد، إن العملية "حملت رسائل كبيرة وكثيرة، أهمها أن المقاومة كسرت الطوق الذي أحكمه الاحتلال حولها بقيد التنسيق الأمني والإجراءات المتعسفة المجرمة".
وأضاف العقاد أن "المقاومة دخلت مرحلة متقدمة جدًا في الفعل الثوري، وهي العمليات الفدائية المنسقة داخل العمق الصهيوني"، مشيرًا إلى أن "هذه المرحلة لن تجعل للعدو خيارات كثيرة في المواجهة مع حالة المقاومة المتصاعدة".
وأكد أن "العملية جددت مقولة أن القدس كانت ولا زالت أم البدايات"، مردفًا أن "هذا الزمن زمن الباصات، ولكن بآليات جديدة، وأدوات أكثر فاعلية وتأثيرًا، وهذا الفعل الثوري سيضيق على الاحتلال خياراته، وقد يجد نفسه في قلب مواجهة شديدة".
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري، إن "دقة ونوعية العملية تمثل إنذارًا بأن المواجهة دخلت مرحلة جديدة، وأكثر من ذلك في أن المقاومة بدأت في تفعيل خيارات وإمكانات أكثر تأثيرا وفاعلية في مواجهة العدو".
وأشار أبو زهري إلى أن "نجاح المنفذ أو المنفذين في الوصول إلى أهدافهم، والمغادرة بعد زرع العبوات دون أن يتم اكتشاف أمرهم، هو عمل إحترافي وإبداع غير عادي من المقاومة، بل هو أكبر صفعة يتلقاها الأمن الصهيوني".
واستطرد قائلاً إن "المقاومة اليوم أرسلت رسالة واضحة بأنها لن تتسامح مع العدوان بحق القدس والأقصى، وأنها لن تمرر جرائم العدو دون أن يدفع الثمن".
وأردف أن المقاومة "أثبتت قدرتها على التعاطي مع تهديدات العدو وقيادته الجديدة الأكثر تطرفًا"، لافتًا إلى أن "أن تنامي العدوان فتح الباب على مصراعيه لأعمال وتفعيل أدوات وأسلحة وإمكانات جديدة وأكثر خطورة وفاعلية".
وقُتل مستوطن إسرائيلي، وأصيب 22 آخرون بجراح متفاوتة، إحداها في ميؤوس منها وخمسة أخرى خطيرة، جراء انفجارين وقعا غربي مدينة القدس المحتلة، صباح اليوم الأربعاء.
يذكر أن مركز معلومات فلسطين ”مُعطى“ (مركز إحصاء مستقل) سجّل في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي ألفًا و999 عملاً فلسطينيًا مقاومًا.
وأشار المركز إلى تنوع أعمال المقاومة ما بين عمليات إطلاق نار، وعمليات دهس وطعن، وزرع عبوات ناسفة، وإلقاء مفرقعات نارية وزجاجات حارقة على المستوطنين وقوات الاحتلال.
وبيّن أن هذه العمليات أسفرت في مجموعها عن مقتل جنديين ومستوطن، وجرح 81 آخرين بجراح مختلفة.