محللان: عملية القدس تحمل مؤشرات مرعبة للاحتلال

وصف محللان سياسيان عملية القدس التفجيرية المزدوجة، التي وقعت الأربعاء، بـ"النوعية"، مؤكدَين حملها العديد من المعاني والمؤشرات المرعبة للاحتلال، بعد سنوات من غياب هذا النمط من العمليات.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي معتصم سمارة، أن "عملية القدس نوعية من حيث المكان والتوقيت والآلية، ولكونها جاءت ضمن سلسلة العمليات المتواصلة في الضفة منذ فترة".
وأضاف سمارة لـ"قدس برس" أنها "تأتي في ظل التفوق الاحتلالي، المتمثل بالتقدم التكنولوجي والاستنفار الأمني، والانتشار المكثف لقواته في كافة مناطق الضفة ومدينة القدس".
ولفت إلى أن "قيمة العملية البارزة تتمثل بأنها حصلت رغم التنسيق الأمني مع أجهزة السلطة الفلسطينية، الذي ألقى بظلاله الكارثية على واقع المقاومة منذ سنوات عدة، وأدى إلى إحباط المئات من العمليات المماثلة".
وشدد سمارة على أن "العملية أعادت استخدام آلية التفجير عن بعد، وذلك بعد غياب هذا النوع من العمليات لعدة أعوام، وتوقفها في ظل فترة لا يوجد فيها فعل فصائلي تنظيمي واضح، باستثناء ما يجري في شمال الضفة، وخصوصا نابلس وجنين".
واعتبر "نجاح العملية ووقعها دليلاً ومؤشراً على وجود أشخاص على مستوى عالٍ من التخطيط والدراية، وخلايا نائمة، تحضّر وتخطط من خلف ظهر الاحتلال، رغم كل وسائل المتابعة".
وأكد سمارة أنه "إذا ما تطور هذا النمط من العمليات، وتم إحياؤه من جديد؛ فمن شأنه إعادة الاحتلال 20 عاما إلى الوراء، معلناً فشل مساعي الاستئصال التي شهدتها الضفة بالملاحقة والاعتقالات والاغتيالات".
فتح الصندوق المغلق
من جانبه؛ قال الكاتب المتابع للإعلام الاسرائيلي ياسر مناع، إن "عملية القدس فتحت الصندوق الذي أغلقته إسرائيل على العمليات الفدائية منذ أكثر من 20 سنة، وأسقطت نظرية الجدار الفولاذي".
وشدد مناع على أن "الأهم بالنسبة لإسرائيل حالياً ليس الحدث بحد ذاته؛ لأنه قد وقع، بل حالة الإلهام التي يبقيها خلفه، ومحاولات التقليد التي يمكن أن تتبعها، سواء في القدس أو غيرها".
ورأى في حديثه لـ"قدس برس" أن توقيت العملية "عادي" وفق تعبيره، "كون الضفة تعيش أصلاً حالة انتفاضية يومية، ومواجهة مفتوحة منذ سنوات".
ولفت إلى أنه "في حال تبين أن ما حصل عملية فردية، أو صادر عن مجموعة غير تابعة لتنظيم؛ فهذا يعني أن الإطار التقليدي للعمليات الفردية، مثل الطعن أو الدعس، انتقل لمرحلة جديدة".
وبيّن مناع أن "وقوع مثل هذه العمليات يعني أن هناك من يتقن التصنيع، ويملك التخطيط والإدارة والإرادة، وعقولاً تدير حرباً مع الاحتلال، الذي سعى عبر كل وسائله خلال السنوات الأخيرة لاجتثاث المقاومة".
وتابع: "أعتقد بأننا أمام مرحلة مختلفة من العمل المقاوم، ليس فقط بعد عملية القدس، بل في ظل ما جرى في جنين، من اختطاف لجثة أحد الجنود الإسرائيليين، وأمام صمود مجموعات عرين الأسود في نابلس، رغم استهداف الاحتلال لها خلال الأسابيع الأخيرة".
وشهدت مدينة القدس المحتلة صباح اليوم، عملية تفجير مزدوجة، أدت لمقتل مستوطن، وإصابة 47، منهم 23 لا يزالون في المستشفيات، وبينهم ثلاثة بوضع حرج وخطير.