5 آلاف حامل في غزة ينتظرن مواليدهن هذا الشهر بلا مشافي لاستقبالهن
باتت الأجنة في أرحام الأمهات بقطاع غزة هدفا لدولة الاحتلال، إذ تسبب القصف الإسرائيلي العشوائي لمناطق مختلفة من القطاع، بفقدان النساء الحوامل لأجنتهن، بعد أن استشهد عدد كبير منهن، وتعرضن أخريات للإجهاض منذ بدء الاحتلال لعدوانه على القطاع في 7 تشرين أول/ أكتوبر الجاري.
آلاف الحوامل فقدن أجنتهن
وقدّر صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، عدد النساء الحوامل في قطاع غزة بـ50 ألفا، منهم 5 آلاف حامل من المتوقع أن يضعن حملهن خلال الشهر الجاري.
ونظرا للأعداد الكبيرة من الشهداء والإصابات التي تفوق قدرة الجهاز الصحي على استيعابها، اضطرت طواقم وزارة الصحة في غزة لإغلاق جزئي لأقسام الولادة المشافي، وتحويلها لأقسام للاستقبال والطوارئ وغرفا للعمليات لمعالجة المصابين.
وتقول نسرين سلام (29 عاما) وهي سيدة التقاها مراسل "قدس برس" في مركز إيواء مدرسة "العروبة" التابعة لوكالة "أونروا" بمخيم النصيرات جنوب مدينة غزة، إنها "دخلت شهرها التاسع يوم 10 من الشهر الجاري "وقد حدد الأطباء موعد ولادتي في الثلث الأخير من ذات الشهر، إلا أن قصف الاحتلال للحي الذي أسكنه في مخيم جباليا شمال القطاع دفعني لإخلاء منزلي هروبا من القصف".
وتضيف "أثناء عملية الإخلاء اندفعت بشكل عنيف على درج المنزل، وما هي إلا دقائق معدودة، حتى شعرت بنزيف حاد وآلام في منطقة أسفل البطن، وأيقنت حينها أنني فقدت جنيني الذي كان على وشك أن أضعه مولودا خلال أيام قليلة".
وتعتبر نسرين واحدة من آلاف القصص لنساء غزة اللواتي فقدن أرواحهن أو أجنتهن منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع، جراء تعرضهن للقصف ما أدى إلى استشهادهن أو تعرضهن لإصابات بالغة فقدوا على إثرها أجنتهم.
تشوهات الأجنة
وأكد عدد من الأطباء في أقسام الولادة داخل ما تبقى من مشافي غزة لـ"قدس برس" أن "الاحتلال ألقى قنابل محرمة دوليا أهمها قنابل الفسفور الأبيض، التي تتسبب عند انفجارها بانبعاثات غازات سامة تؤدي عند استنشاقها لتشوهات في الأجنة واضطرابات في الجهاز العصبي للنساء الحوامل، ما يتسبب بإجهاض مبكر أو نزول الجنين مشوها، فمثلا وجدنا في بعض عمليات الولادة التي أجريناها أطفالا خدج بلا رئتين مكتملتين أو بأطرافِ سفلية مشوهة".
وأوضح عدد من أفراد الكادر الطبي، أن "نحو ثلث النساء اللواتي استشهدن في غزة، هم من النساء الحوامل، بعضهن في مراحل متقدمة من الحمل تخطين الشهر السابع والثامن وأخريات دخلن الشهر التاسع من الحمل".
حتى المشافي لم تعد آمنة
ونظرا لحالة الطوارئ التي يمر بها قطاع غزة، فقد أغلقت "أونروا" العيادات الطبية التابعة لها، وحولتها لمراكز لإيواء النازحين، ومن ثم لم يعد بمقدور العديد من النساء الحوامل الحصول على المتابعة الدورية أو الحصول على الأدوية الخاصة بتثبيت الحمل.
أما المشافي التي تضم أقسام الولادة لم تعد آمنة، بعد أن بات الاحتلال يلجأ إلى سياسة قصف المراكز الصحية كما حدث مع مجزرة مستشفى المعمداني الذي قصفه الاحتلال دون سابق إنذار، الأمر الذ تسبب باستشهاد ما يزيد عن 500 شهيد وشهيدة جلهم من النازحين الذين لاذوا للاحتماء بالمشفى هروبا من القصف الإسرائيلي.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، في أحدث إحصائية لها، عن ارتفاع عدد الشهداء إلى ما يزيد عن 4385، منذ بداية العدوان، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء والمسنين، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 14 ألف فلسطيني بجروح.