خبيران: فيديو الأسيرات أظهر عبقرية "القسام" وسيكون له تبعات

أكد خبراء بأن التسجيل الذي بثته "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، اليوم الاثنين لثلاث أسيرات إسرائيليات، تطالب إحداهن بنيامين نتنياهو بالتحرك للإفراج عنهن، بأنه "يظهر العبقرية التي يتحلى بها القائمون على إدارة وتخطيط وتوجيه هذه المعركة، ورغم القصف غير المسبوق الذي يتعرض له قطاع غزة، لا تزال الكتائب قادرة على مسك زمام المبادرة".

وقال الخبير في الشأن العبري مؤمن مقداد، إن "هذا التسجيل سيكون له تبعات وتأثير كبير في الشارع الإسرائيلي، وعلى حكومة الاحتلال وخاصة على رئيسها بنيامين نتنياهو" وفق تقديره.

وأضاف مقداد لـ"قدس برس"، أن "أهالي الأسرى قاموا بحراك كبير الأيام الأخيرة، والتقى معهم نتنياهو وطلب منهم الانتظار، لأن هناك فرصة للضغط على حركة حماس في القطاع وإحداث تأثير فيها لتغيير موقفها".

ويتوقع مقداد أن "نشهد الليلة زيادة في حراك المستوطنين وأهالي الأسرى للضغط على حكومتهم، وخاصة بعد الطريقة التي ظهرت فيها المستوطنة التي تحدثت في التسجيل والمطالبة بالإفراج عنهم، صارخة: الآن الآن الآن".

ونوه بأنه من بين الرسائل المهمة من هذا التسجيل، أن "حماس وجناحها العسكري صامدون، وقادرون على الخروج من الضغوطات كلها التي يمارسها الاحتلال، وعدم الانصياع لكل وسائل الضغط التي يستخدمها، وهدفهم واضح مما يجري وهو تبيض السجون بشكل تام".

ويشير مقداد إلى أن "التسجيل يظهر أيضا معاناة الأسرى (الإسرائيليين) من ضربات الاحتلال التي يتعرض لها قطاع غزة، ولديهم خوف وخشية على حياتهم؛ بسبب هذه الضربات والتي أودت بحياة نظراء لهم، وربما تودي بحياتهم إذا استمرت هذه الضربات، وهذا سيشكل عامل ضغط إضافي على الاحتلال وجيشه".

يشار إلى أن "كتائب القسام" أعلنت عن مقتل نحو 50 أسيرا إسرائيليا كانوا بحوزتها في غزة، وذلك بسبب الضربات الجوية المكثفة لطيران الاحتلال.

ويلفت إلى لغة الجسد التي صدرت من الأسيرة التي كانت تتحدث في التسجيل، قائلا أن ذلك "يظهر حجم خوفها من التعرض للموت على يد قوات الاحتلال، وأنها تتكلم بكل تلقائية ودون تلقين، إنما تتحدث عما تشعر به وما تفكر به، وحقيقة رؤيتها لما يقوم به نتنياهو من قبل هذه الحرب وفي أثناءها، وكله موصوف بالنسبة لها بالفشل".

بدوره، يرى الخبير بالشأن الفلسطيني جاد قدومي، أن "القسام أظهر عبقرية في هذا التسجيل، وبأنه يقف على أرض صلبة، ويستخدم أوراق ضغط بين يديه لتحريك ملف الأسرى أولا، واستغلال الحالة الشعبية في كيان الاحتلال الضاغطة على حكومة نتنياهو بضرورة إطلاق الأسرى".

وأضاف قدومي لـ"قدس برس"، أن "المقاومة تقدم كل فترة ورقة ضغط من الأوراق التي تملكها، وأن هذا الفيديو لن يكون الفيديو النهائي الذي ستقدمه (حماس)، لأن كل فيديو يخلق نوعاً من الجدل والتأثير، ويعمل على إعادة إحياء لقضية الأسرى والتبادل".

ويعتقد أن "قضية التبادل ليست ميتة وبأن هذا التسجيل سيقوم بتعزيزها، عن طريق إضافة فئات جديدة ضاغطة في الشارع الإسرائيلي على حكومتهم، وأن أقارب الأسرى لدى سيتحركون بشكل أكبر ومكثف على الدوائر المحيطة بهم، ولن يقتصر التحرك على الأقارب من الدرجة الأولى".

ويبين قدومي أن "القسام عمليا يجبر الإعلام العبري على أن يكون ردة فعل لحرب نفسية تفرضها الكتائب، وهي التي تقرر لهم ما تريد حاليا، وتتحكم بالشارع الإسرائيلي وزيادة الاحتجاجات على نتنياهو" وفق ما يرى.

وقالت الأسيرة الإسرائيلية التي تحدثت في الفيديو، مخاطبة نتنياهو "نحن نعاني فشلك السياسي والأمني والعسكري، بسبب الهزيمة التي تسببت بها في السابع من أكتوبر، لأنه لم يكن أي جندي في المكان، ولم يأت إلينا أي شخص".

وأضافت تقول "نحن مواطنون بريئون وسذّج، مواطنون ندفع ضرائب لدولة إسرائيل، نحن الآن موجودون في الأسر... أنت تقتلنا، هل تريد أن تقتلنا كلنا... ألا يكفي أنك ذبحت الجميع، ألا يكفيك أن هناك مواطنين إسرائيليين قتلوا، أطلق سراحنا الآن... الآن الآن الآن (تصرخ بصوت عال)".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
إصابة معتقل فلسطيني بشلل جزئي جراء التعذيب بسجون "إسرائيل"
يوليو 2, 2025
ذكر "نادي الأسير الفلسطيني"، إن معتقلا إداريا بالسجون الإسرائيلية فقد القدرة على الحركة في جزئه السفلي من جسده جراء تعرضه لعمليات تعذيب وضرب مبرح. وأضاف النادي (أهلي) في بيان اليوم الأربعاء، تلقته "قدس برس"، أن "المعتقل الإداري محمد نسيم أبو العز (19 عامًا) من أريحا، والمعتقل منذ فبراير/شباط من العام الماضي، تعرّض لعمليات تعذيب وضرب
"صدى سوشال": أكثر من 1247 انتهاكًا رقميًا بحق الفلسطينيين خلال يونيو.. و"إنستغرام" في صدارة القمع
يوليو 2, 2025
كشف مركز "صدى سوشال" للحقوق الرقمية (مستقل مقره رام الله)، عن تصاعد حاد في وتيرة الانتهاكات الرقمية ضد الفلسطينيين ومناصري القضية الفلسطينية، مؤكدًا توثيقه 1247 انتهاكًا رقميًا خلال شهر حزيران/يونيو 2025 الماضي، في سياق ما وصفه بـ"التصعيد الرقمي المنظّم والمتعدد الأطراف" ضد المحتوى الفلسطيني، تزامنًا مع اتساع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتضييق حرية الصحافة
"فلسطينيي الخارج" يستعرض أهم المخاطر التي تهدد "أونروا" خلال تموز 2025 وحتى حزيران 2026
يوليو 2, 2025
سلّط "ملف الأونروا" في "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" الضوء على جملة من التحديات والمخاطر المصيرية التي تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" خلال الفترة الممتدة بين تموز/يوليو 2025 وحزيران/يونيو 2026، في ظل تصاعد الضغوط السياسية والمالية، وتكثف المساعي الدولية لإعادة هيكلة دور الوكالة وتقليص مسؤولياتها. وفيما يلي أبرز المحاور التي استعرضها التقرير: 1. تجديد
"الأورومتوسطي": 85% من مساحة قطاع غزة خاضعة لسيطرة إسرائيلية مباشرة أو مشمولة بأوامر إخلاء
يوليو 2, 2025
اتهم "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" (حقوقي مقره جنيف)، "إسرائيل" بمواصلة ارتكاب جريمة التهجير القسري بحق سكان قطاع غزة، في إطار سياسة معلنة وممنهجة تهدف إلى تفريغ القطاع من سكانه الأصليين، وذلك باستخدام أدوات متعددة، تشمل القصف واسع النطاق، والتجريف، والتجويع، وتدمير البنية التحتية، والطرد بالقوة العسكرية، وأوامر الإخلاء القسري. وقال المرصد، في بيان صحفي اليوم
إيرلندا تبحث مشروع قانون يجرّم استيراد منتجات المستوطنات
يوليو 2, 2025
تواصل اللجنة المشتركة للشؤون الخارجية والتجارة في أيرلندا، اليوم الأربعاء، جلسات الاستماع بشأن مشروع قانون المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (حظر استيراد السلع)، وهو مشروع تدعمه الحكومة ويهدف إلى تجريم واردات المنتجات القادمة من مستوطنات الضفة الغربية، التي تُعدّ غير قانونية بموجب القانون الدولي. وكان الاجتماع قد بدأ أمس الثلاثاء، حيث قدّم كبار المسؤولين
وقفة احتجاجية في ساو باولو للمطالبة بقطع العلاقات مع "إسرائيل" ووقف الإبادة في غزة
يوليو 2, 2025
شهدت مدينة ساو باولو البرازيلية يومي 1 و2 تموز/يوليو وقفة احتجاجية امتدت على مدار 24 ساعة، نظمتها حركات اجتماعية وشخصيات سياسية وثقافية، أمام مقر مكتب التمثيل الرئاسي للحكومة الفيدرالية البرازيلية (ERESP)، للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة وقطع العلاقات الدبلوماسية والعسكرية والتجارية بين البرازيل و"إسرائيل". الوقفة، التي حملت عنوان "وقفة احتجاجية لمدة 24 ساعة