رسالة ماجستير تكشف انحياز الإعلام البرازيلي للرواية "الإسرائيلية" ضد الفلسطينيين

أكدت دراسة، للباحث الفلسطيني، أمجد أبو سيدو، أن "انحياز قناة /Globo/ البرازيلية، خلال تغطيتها للعدوان الإسرائيلي على غزة ما بين 10-21 مايو/آيار 2021، كان واضحاً للاحتلال (الإسرائيلي)، وتبني روايته، وتسخير كل إمكاناتها في دعمه، وتحويل المُحتل من مُعتدٍ إلى ضحية، ووصف حركات المقاومة الفلسطينية بـ(التطرف)، وتكرار اعتماد وصف الاحتلال لها بـ(الإرهاب)".
ونبهت الدراسة، التي كانت أطروحة ماجستير للباحث أبو سيدو، إلى "ضرورة التسويق إعلاميًّا للرواية الفلسطينية، وأبرز تطورات الساحة الفلسطينية، والعمل على فضح جرائم الاحتلال (الإسرائيلي) المتواصلة يوميًّا بحق الفلسطينيين من خلال إنشاء قنوات، ومنصات ناطقة باللغة البرتغالية".
ورصدت الدراسة، التي حصلت على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف (95%) وهي أعلى درجة تمنحها كلية الإعلام في جامعة الجنان اللبنانية (مستقلة) لباحث، "أبرز المواضيع التي ركزت عليها القناة البرازيلية، وسياستها التحريرية، والمصطلحات التي اعتمدتها في وصف العدوان".
وتوقفت عند "الاتجاه الذي أرادته القناة في تناول مواضيع العدوان بمختلف مستوياته، وطبيعة المصادر التي اعتمدت عليها في التحقق من الأخبار ضمن متابعتها الإخبارية".
وقد توصلت الدراسة الموسومة بـ"المعالجة الإعلامية لمواقع الفضائيات البرازيلية في تغطية العدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة مايو 2021 (قناة Globo أنموذجاً)" إلى أن "المــوضــوعات السياسية تقدمت تغطية القناة البرازيلية أولاً معتبرة أن على هجوم المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي في (سيف القدس) كان (اعتداء) بنسبة 74%.
بينما كان الاتجاه العام لتغطية القناة، لموضوعات العدوان على غزة سلبيًّا بنسبة 79%، وحياديًّا بنسبة 16%، وإيجابيًّا بنسبة 5%".
كما دعت الرسالة "حركات المقاومة الفلسطينية على نشر بياناتها، ومواقفها باللغة البرتغالية، للمساهمة في إيصال صوتها، ورسالتها دون تحريف، واجتزاء".
وحول سبب اختياره للموضوع، قال أبو سيدو في تصريحات لـ"قدس برس"، اليوم الإثنين، إن "البرازيل لم تكن بمنأى عن الإعلام الغربي المناصر للاحتلال خلال سنوات عدوانه على غزة، غير أن المحتوى الغربي عادة ما يجد من يعترضه".
وأضاف "كلنا رأينا خلال (طوفان الأقصى) اعتراض الناشطة المصرية رحمة زين حين اعترضت مراسلة قناة /CNN/ الأمريكية، مفندة إدعائتها ورأينا باسم يوسف مع المذيع البريطاني الشهير بيرس مورغان، لكن ماذا عن القارة اللاتينية؟ ماذا عن البرازيل؟ التي تتبنى كبرى وسائل إعلامها رواية أكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم! "
وأوضح أبو سيدو، أن "العدوان الحالي على قطاع غزة أعاد التأكيد على أهمية الحرب الإعلامية في مواجهته، فكلنا رأينا الإعلام الغربي وقد تجند بكل إمكانياته لدعم الاحتلال الإسرائيلي وتبني روايته المزيفة على حساب الدم الفلسطيني".
وأكد أبو سيدو، أن "فلسطين، بحاجة لكل صوت حر في العالم، فكيف بروايتنا وهي تخسر في خامس أكبر دولة سكاناً في العالم"، مضيفا "لقد عشت في البرازيل وأعرف عظمة شعبها وطيبته وحبه للعرب، لكنه مغيب إعلامياً، والواجب علينا أن نقدم رواية بديلة وخاصة أن البديل هو الحقيقة".
يذكر أن الباحث الفلسطيني أمجد أبو سيدو، صحفي فلسطيني برازيلي، عمل مقدماً للبرامج في قناة /الكتاب/ الفلسطينية، ثم انتقل للعمل في بيروت عام 2015 كمقدم للبرامج في قناة /القدس/ الفضائية، قبل أن ينتقل إلى البرازيل عام 2017 حيث عمل مراسلاً لـقناة /TRT/ التركية، وهو عضو بنقابة الصحفيين البرازيليين (FENAJ) والاتحاد الدولي للصحفيين (FIJ).