سياسيون: استمرار الشراكة مع الاحتلال تنهي أي تقارب فلسطيني داخلي
أكد عدد من القادة السياسيين الفلسطينيين على أن الشراكة مع الاحتلال الإسرائيلي، تمنع أي تقارب فلسطيني داخلي، بعد أسابيع من مؤتمر "لم الشمل" الذي رعته دولة الجزائر، في 12 تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وقال عضو قيادة إقليم الخارج في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" علي بركة، إن الحوار الذي رعته الجزائر؛ فرصة تاريخية يجب استثمارها، لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وأشار بركة خلال ندوة سياسية نظمها فلسطينيو تركيا، اليوم السبت، بعنوان "دور إعلان الجزائر في النهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني" إلى أن هناك عدة ظروف مواتية لإنجاح إعلان الجزائر وإنهاء الانقسام.
وأوضح أن انشغال الولايات المتحدة الأمريكية بالحرب الأوكرانية، "ستريح الجميع من الضغوط التي كانت تمارسها لإفشال المصالحة".
ونوه إلى أن الجزائر دولة لا تخضع لهيمنة السياسة الامريكية، وهو عامل إيجابي في إنجاح المبادرة التي أطلقتها.
وشدد على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني، واستنهاض المشروع الوطني، وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بكل مؤسساتها.
بدوره، قال رئيس الدائرة السياسية في حركة "الجهاد الإسلامي" محمد الهندي، إن الجزائر كانت على تواصل دائم مع كل الدول المعنية بملف المصالحة، وخاصة مصر.
وأكد الهندي أن الانقسام "كان نتيجة لاتفاق أوسلو وليس صراعا على السلطة، وليس انقساما بين غزة والضفة" مشددا على "ضرورة وضع حد للانقسام بعد أكثر من 30 سنة، والتوافق على برنامج سياسي واحد؛ برؤية سياسية مشتركة".
وحذر من أن "الإبقاء على حالة الشراكة مع الاحتلال سيفشل أي محاولة للمصالحة كما حصل في كل المحاولات السابقة" مطالبا بضرورة مغادرة الشراكة مع الاحتلال، والتي تعتبر الأساس لبناء وحدة وطنية حقيقية.
وأضاف: أن رئيس حكومة الاحتلال المكلف بنيامين نتنياهو يدعم هذه الشراكة، واستطاع خلال السنوات الماضية، عقد تحالفات في المنطقة ونجح في إبرام ما يسمى "باتفاقية أبراهام".
وأوضح الهندي أنه ومع انحياز إسرائيل لليمين الأكثر تطرفا، فإن "الصهيونية الدينية" لديها رؤية تقوم على عدم وجود شريك فلسطيني.
وتساءل إن كانت دول المنطقة تتحمل أي تغيير في السياسة الإسرائيلية، بمن في ذلك الدول المطبعة مع الاحتلال "كالأردن مثلا، كيف سيكون موقفها حال نفذ الاحتلال سياسة التقسيم المكاني للمسجد الأقصى المبارك".
بدوره قال عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني "فتح" أسامة القواسمي، إن مسؤولية فشل محاولات الانقسام السابقة تقع على الكل الفلسطيني، مشددا على "ضرورة استمرار العمل المقاوم على الأرض".
وقال القواسمي علينا أن نحترم الجزائر، وذلك بإنجاح هذا الإعلان من خلال إنهاء حالة الانقسام، مشدداً على ضرورة تكريس الوحدة في الخطاب الإعلامي.
وأضاف، الانقسام ليس انقساما سياسيا فقط، وإنما هو انقسام جغرافي، والاحتلال يسعى لاستمرار حالة التباعد الجغرافي بين غزة والضفة.
وحذر القواسمي بأن الجيل القادم لن يرحم "فتح" أو "حماس"، في حال استمرار حالة الانقسام، مطالبا باحترام ما تم التوقيع عليه في الجزائر، وتحويله إلى برنامج عمل يومي.
ووقعت الفصائل الفلسطينية، في 14 تشرين أول/أكتوبر الماضي على “إعلان الجزائر” لتحقيق الوحدة الوطنية، بمشاركة 14 فصيلاً فلسطينياً، برعاية جزائرية.
وأكد “إعلان الجزائر” في بنوده على “أهمية الوحدة الوطنية كأساس للصمود والتصدي ومقاومة الاحتلال؛ لتحقيق الأهداف المشروعة، وتعزيز وتطوير دور منظمة التحرير الفلسطينية، وتفعيل مؤسساتها بمشاركة جميع الفصائل الفلسطينية”.
كما دعا لانتخاب “مجلس وطني فلسطيني في الداخل والخارج حيث ما أمكن، بنظام التمثيل النسبي الكامل، وفق الصيغة المتفق عليها”.
وطالب بـ”الإسراع بإجراء انتخابات عامة رئاسية وتشريعية في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية".