الإغاثة الكويتية لغزة... أكثر من 20 مليون دولار تبرعات نقدية خلال شهر

على وقع الأزمة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تواصل دولة الكويت على المستويين الرسمي والشعبي دورها في دعم الشعب الفلسطيني وإيصال المساعدات الإغاثية لأهل القطاع.
وقد تجاوزت حصيلة التبرعات الشعبية الكويتية في حملة "فزعة فلسطين" ثلاثة ملايين ديناراً كويتياً (ما يعادل عشرة ملايين ونصف المليون دولار أمريكي) بإشراف جهتين رسميتين في البلاد هي وزارة الخارجية ووزارة الشؤون.
إلى ذلك، أقامت الحكومة الكويتية جسرا جويا، فأقلعت صباح اليوم السبت، الطائرة الإغاثية الثانية عشرة من لإغاثة قطاع غزة متجهة إلى مدينة العريش المصرية وعلى متنها سيارتا إسعاف، ليصل بذلك عدد سيارات الإسعاف ضمن رحلات الجمعية إلى 12 سيارة نصفها للعناية المركزة.
وقال نائب المدير العام للجمعية الكويتية للإغاثة والمشرف العام على حملة "فزعة لفلسطين" عمر الثويني، إنه "من بداية الأحداث في قطاع غزة تداعت الجمعيات الخيرية تحت مظلة وزارة الخارجية ووزارة الشؤون الكويتية لإطلاق حملات إغاثية عاجلة للقطاع".
وأضاف الثويني لـ"قدس برس" أن أكثر من 50 جمعية كويتية اتحدت تحت مظلة الجمعية الكويتية للإغاثة وأطلقت حملات متنوعة ضمن حملة (فزعة فلسطين) لمدة 3 أيام جمعت ما يقارب مبلغ 15 مليون دولار أمريكي"، مشيراً إلى أن "عدد متبرعي هذه الحملة تجاوز 90 ألف محسن ومحسنة".
عمر الثويني
وذكر الثويني أن حصيلة ما تبرع به الشعب الكويتي منذ العدوان الإسرائيلي على غزة، وصل إلى نحو 7 ملايين دينار كويتي أي ما يعادل أكثر من 20 مليون دولار أمريكي.
وأكد أن "ريع هذه الحملة يذهب لمساعدة قطاعات كثيرة منها الصحة والتغذية والإيواء لاسيما مع وقوع الجرحى وان المهجرين لا يجدون الملاجئ أو الغذاء".
وأضاف أن الجمعية "تعمل بالتنسيق مع الجهات الرسمية هناك ممثلة بالهلال الأحمر المصري ونظيره الفلسطيني كذلك الجمعيات الخيرية الفلسطينية المعتمدة في منظومة وزارة الخارجية الكويتية بغية إيصال المستلزمات المختلفة إلى محتاجيها".
وأشار الثويني إلى أنه في "الجانب الصحي تم توفير المستلزمات الطبية والأسرة والأدوية والوقود اللازم للمستشفيات، وفي مجال الغذاء تم توفير المياه والوجبات الساخنة والسلال الغذائية، وفي مجال الإيواء تم تزويد المتضررين بالبطانيات والملابس والفرش".
وأوضح الثويني أن "رحلات الجسر الجوي الكويتي بلغت إلى اليوم 12 رحلة، 6 منها مخصصة لحملة (فزعة فلسطين)".
وأضاف أن هذه الرحلات "شهدت نقل 13 طنا من المواد الغذائية و55 طنا من المواد والمستلزمات الطبية و12 سيارة إسعاف نصفها للعناية المركزة في وقت يتم تقدير الاحتياج في كل رحلة مع الجهات المختصة بالداخل الفلسطيني وعلى اثرها تجهز الرحلات عبر الجسر الجوي الكويتي."
وأكد الثويني أن حملات الإغاثة "مستمرة من الكويت لدعم صمود أهلنا في قطاع غزة ولن تتوقف حتى تتوقف هذه الحرب ويتم تزويد أهلنا بكافة الاحتياجات اللازمة من إعادة إعمار المنازل والمدارس والمساجد وعودة القطاع الصحي".
وقال إن "الأزمة كبيرة ويدنا مفتوحة لإخواننا في غزة والشعب الكويتي دائما وابدا حكومة وقيادة وشعبا وجمعيات ومؤسسات ومجلس أمة في صف واحد ضد الكيان الصهيوني".
في ذات السياق، واصلت جمعية الهلال الأحمر الكويتي حملة توزيع مساعداتها الإنسانية والإغاثية في قطاع غزة.
وأكدت الأمينة العامة في الجمعية، مها البرجس، وفق وكالة الأنباء الكويتية /كونا/ "حرص الجمعية على الوقوف إلى جانب الفلسطينيين في قطاع غزة ومساندتهم، وتعزيز قدرتهم على مواجهة ظروفهم المأساوية الراهنة".
وقالت البرجس، إن "برامج الجمعية تولي الساحة الفلسطينية اهتماما بالغا، نظرا للأوضاع الإنسانية الصعبة نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي الذي خلّف الكثير من الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق".
وأضافت أن "هناك نقصا شديدا في المساعدات مع إغلاق كامل للمعابر بين قطاع غزة والعالم الخارجي، وقطع كامل في الإمدادات لقطاع غزة"، مشيرة إلى أن الجمعية "تواصل توزيع المساعدات من خلال فريقها في القطاع، رغم الظروف الصعبة على الجميع هناك".
وأشارت إلى أن الجمعية "تنسق حاليا بشكل عاجل مع الهلال الأحمر المصري والفلسطيني لإدخال المساعدات الإنسانية بمجرد فتح المعابر لدعم الأشقاء في قطاع غزة".
ونوهت بـ"الدعم الكبير والمتواصل من المتبرعين أصحاب الأيادي البيضاء والقطاع الخاص لحملة «أغيثوا فلسطين» عبر الموقع الإلكتروني للجمعية"، لافتة إلى أن "أهل الكويت جُبلوا على دعم المحتاجين والضعفاء حول العالم."
وقال رئيس الفرق التطوعية الفلسطينية التابعة للهلال الأحمر الكويتي في قطاع غزة، أحمد أبودية، وفق وكالة الأنباء الكويتية، إن "الفرق المتطوعة الفلسطينية التابعة للهلال الأحمر الكويتي وزعت المساعدات الإغاثية والوجبات الساخنة والخبز والتمر إلى جانب مواد الإغاثة الطبية ومن بينها المستلزمات الخاصة بالخدمات الطبية."
وأضاف أبودية أن "الفرق المتطوعة وزعت كذلك المساعدات على المناطق الشمالية لقطاع غزة ومدينة غزة رغم الصعوبات والنقص الشديد في الوقود المشغل للمخابز والدقيق وانقطاع الكهرباء"، مشيراً في الوقت نفسه إلى "عجزها عن الوصول إلى المحافظات الجنوبية للتوغل البري وخطورة الأوضاع في التنقل عبر المحافظات في القطاع."
وكانت دولة الكويت أطلقت في آب/ أغسطس 2022، حملة تحت شعار "غزة في قلوبنا" لجمع التبرعات لصالح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، للتخفيف من آثار الاعتداءات المتكررة للاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
ولليوم التاسع والعشرين على التوالي يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، وتقصف طائرته المباني والمنازل السكنية وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها من المدنيين، كما تقصف المستشفيات والمساجد والمدارس التي تؤيي النازحين ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء، والتي بلغت 9227 شهيدا بينهم 3826 طفلا و 2405 إمرأة وقرابة 23 ألف جريح، مع وجود 2060 بلاغ عن مفقودين.