غزة.. جهاز الدفاع المدني يعمل بمعدات متهالكة خارج الخدمة

بسيارات متهالكة، يفترض خروجها من الخدمة منذ سنوات، ومعدات تكاد تكون معدومة، يواصل جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، تقديم خدماته دون توقف، رغم حالة الاستنزاف.

وحدها الكوادر البشرية التي تتمتع بالقوة والجرأة والخبرة من كثرة الحروب التي تعرض لها القطاع، ما يجعل هذا الجهاز يقف على قدميه، في ظل تحديات كبيرة تكون فيها أرواح الناس معرضة للخطر.

ويقول رئيس لجنة الداخلية والأمن في المجلس التشريعي الفلسطيني مروان أبو راس، إن "اللجنة تطلع بشكل مفصل على الحالة التي وصل اليها جهاز الدفاع المدني، جراء الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، وفي ظل عدم تجديد معداته المتهالكة".

وأضاف أبو راس لـ"قدس برس" أن "اللجنة عقدت عدة جلسات استماع لقيادة الجهاز في داخل مقاره، للاطلاع على احتياجاته، وتعرفت على المشاكل التي يعاني منها".

وأوضح أن "قيادة الجهاز استعرضت مشاكله، مثل قلة السيارات الحديثة المجهزة، ذات الإمكانيات العالية، وندرة المواد الإطفائية، التي تعمل على سرعة إخماد النيران".

وأكد أن "الجهاز استطاع من العدم صناعة سيارة الدفاع المدني بنفسه، ضمن مواصفات متقاربة من المواصفات العالمية، ولكن بإمكانيات محدودة، وبدعم مالي من دول صديقة مثل ماليزيا".

وأكد أبو راس أن "هذه السيارات ليس كالسيارات المستخدمة عالميا، وليست من ذات السلالم العالية، ولا من نوع هيدروليك المجهزة بمواد إطفائية حديثة".

وشدد على أن "الجهاز تمكن من صناعة الفوم (الرغوة)، الذي يعمل على حجب الأوكسجين عن الحريق..  ولكن ليس بكفاءة عالية".

وقال إن "السلطة الفلسطينية في رام الله، لديها 120 سيارة إطفاء حديثة ومجهزة، تخدم ثلاثة ملايين و300 ألف نسمة، بينما في غزة لا يزيد عددها عن 30 سيارة متهالكة، صنعت في تسعينيات القرن الماضي، وتخدم مليونين و200 ألف نسمة".

وطالب النائب أبو راس جمهورية مصر مساعدة الدفاع المدني، لإدخال المعدات اللازمة له، مشيرا إلى أن "هذا الجهاز يحفظ حياة الناس، وليس له علاقة بأي قضايا سياسية وأمنية، وهو مدني وليس عسكري".

ومن جانبه، أكد الناطق باسم جهاز الدفاع المدني محمود بصل أن "جهازه بحاجة إلى 30 سيارة ذات مواصفات عالمية، لتعزيز أسطوله".

وأضاف بصل لـ"قدس برس"، أن "ثمن السيارة الواحدة المجهزة بكامل معداتها يصل إلى 250 ألف دولار، ولدينا أربع رافعات (سلالم)، ثلاثة منها تعمل، والرابعة متعطلة".

واستعرض المعدات والأدوات التي يمنع الاحتلال إدخالها الى قطاع غزة، مثل "أجهزة الأوكسجين، وآلات كشف الضحايا تحت الأنقاض، وكمامات الغاز، ووسائل الحماية لرجال الإطفاء، ومعدات عمليات الإنقاذ في الحروب، وفرشات الهواء التي تفصل الباطون عن بعضه البعض في حال الهدم، وصهاريج للمياه، إضافة الى الأهم سيارات الإطفاء".

وأشار إلى أنه "في ظل التمدد السكاني، ووجود أبراج مكدسة بالسكان، تزداد الأعباء علينا، ولها اعتبارات خاصة".

وأوضح أنه "تم استنفاد طاقة الدفاع المدني خلال الحروب الخمسة، التي تعرض لها قطاع غزة على مدار 14 سنة".

ولفت بصل إلى أن عدد العاملين في الدفاع المدني مع الإداريين يصل إلى 800 موظف، مؤكدا أنه "لولا الكفاءة والجرأة لهؤلاء الجنود لما بقي هذا الجهاز موجودا".

وشدد على أن العاملين في الجهاز لم يتلقوا أي دروات تدريبية خارج قطاع غزة منذ عام 2007.

وتفرض دولة الاحتلال منذ العام 2007 حصارا مشددا على غزة، تسبب في عدم إدخال المعدات للعديد من الأجهزة الحيوية في القطاع.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"الإعلام الحكومي": اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق المجوعين في غزة
يونيو 27, 2025
أكدت المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن اعترافات جنود وضباط إسرائيليين بإطلاق النار المتعمد على آلاف المجوعين في غزة تكشف "جريمة إعدام جماعي ممنهج ضد المدنيين قرب مصائد الموت بغزة". جاء ذلك في تعقيب للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة على ما كشفته صحيفة /هآرتس/ العبرية، اليوم الجمعة، بأن قادة في الجيش الإسرائيلي أصدروا تعليمات مباشرة
الإغاثة الطبية: 17 ألف طفل في غزة يعانون سوء التغذية الحاد
يونيو 27, 2025
أطلق مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة، بسام زقوت، تحذيرات جديدة من تفاقم أزمة سوء التغذية الحاد التي تضرب الأطفال في القطاع المحاصر، مؤكداً أن نحو 17 ألف طفل يعانون حالياً من سوء تغذية خطير، وسط توقعات بوفاة أعداد كبيرة منهم ما لم يتم التدخل بشكل عاجل وجاد. وقال زقوت، في تصريحات صحفية اليوم الجمعة،
أبو ردينة: عدوان المستوطنين في الضفة يهدف إلى جرها لمواجهة شاملة
يونيو 27, 2025
حذّر الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من "استمرار حرب الإبادة الجماعية والتجويع التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على شعبنا والتي تترافق مع الإرهاب المنظم الذي يشنه المستوطنون على القرى والبلدات والمدن في الضفة الغربية، وآخرها هجومهم على "كفر مالك" و"ترمسعيا" و"صوريف" و"مسافر يطا"، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين العزّل،
صحة غزة: 72 شهيدا و174 جريحا وصلوا المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية
يونيو 27, 2025
أعلنت وزارة الصحة في غزة نقل 72 شهيدا فلسطينيا، و174 جريحا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. وأضافت الوزارة، في تصريح صحفي، اليوم الجمعة، أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/مارس 2025، وصلت إلى 6,008 شهيدا و20,591 جريحا، مشيرة إلى أن هناك عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع
أطباء بلا حدود: خطة "مساعدات" غزة المدعومة أمريكيا قاتلة ويجب إنهاؤها
يونيو 27, 2025
وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" خطة توزيع المساعدات الإنسانية التي تنفذها "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من "إسرائيل" والولايات المتحدة، في غزة بأنها "قاتلة"، ودعت إلى إنهائها فورا. وأكدت المنظمة في بيان أصدرته، اليوم الجمعة، أن خطة توزيع المساعدات التي أطلقتها "مؤسسة غزة الإنسانية" قبل شهر تُهين الفلسطينيين. وأشارت إلى أن الخطة تُجبر الفلسطينيين على الاختيار
الكشف عن مقتل 20 جنديا إسرائيليا في قطاع غزة خلال أسبوع
يونيو 27, 2025
كشفت قناة عبرية عن عدد القتلى الحقيقي في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي جراء المعارك في قطاع غزة خلال الأسبوع الأخير، وهو رقم لم ينشره الناطق باسم الجيش على منصاته الرسمية. وذكرت مراسلة القناة /12/ العبرية "دانييلا فايس" الليلة الماضية خلال لقائها وزير الجيش "يسرائيل كاتس"، أن الجيش تكبّد 20 قتيلًا في معارك القطاع خلال الأسبوع الأخير، على