"الياسين 105"... حينما قررت "القسام" الانتقال من الدفاع إلى الهجوم

يعتبر قاذف "الياسين" من أهم الأسلحة التي أنتجتها الصناعات العسكرية في "كتائب القسام" إبان اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وقد تم تعديله وتطويره مرات عديدة حتى وصل إلى نسخته الأخيرة "الياسين 105".

ولعب "قاذف الياسين" دورا مهما في معركة "طوفان الأقصى" التي انطلقت يوم 7 تشرين أول/أكتوبر الماضي، وكان له دور بارز في تدمير عشرات المدرعات العسكرية الإسرائيلية.

ما هي قصة هذا القاذف؟ وكيف جاءت فكرة تصنيعه.
تحدث قيادي في "كتائب القسام" لـ "قدس برس" عن فكرة تصنيعه، وكيف طُوِّر حديثا ليصل إلى النسخة الجديدة ١٠٥ الترادفية.

ويقول بعد عام من اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، كانت "كتائب القسام" تواجه مشكلة كبيرة في توفير السلاح والذخيرة لمقاتليها "ونظرا للحصار المطبق على غزة وصعوبة جلب السلاح قبل البدء في حفر الأنفاق، كانت تتجه إلى تصنيعه حتى وإن كان أقل جودة، ولكن حتى لا تعدم الوسيلة في مواجهة توغلات الاحتلال المتواصلة لغزة" بحسب قوله.

وأضاف "دائما الحاجة أم الاختراع، وهذه قضية كانت تؤرق قيادة القسام باستمرار، وتحتاج إلى إمكانيات وأموال ومواد غير متوفرة في غزة، لا سيما في ظل التوغلات الكثيرة لقوات الاحتلال من خلال الآليات المصفحة التي لا يجدي الرصاص في التعامل معها وصدها".

وأشار إلى أنه "حينئذ لم يكن في غزة سوى ٥ من قذائف آر. بي. جي المضادة للدروع في كل محافظة قاذف واحد فقط مع عدد قليل من ذخيرتها".

واستطرد قائلا إن أحد مؤسسي "كتائب القسام" وهو صلاح شحادة عقد قبل استشهاده (اغتيل عام 2002) اجتماعا مع كبير مهندسي ومطلوبي القسام آنذاك وهو الشهيد عدنان الغول (أغتيل 2004)، وخلال الاجتماع أحضر له قاذف آر. بي. جي، وسأله أن كانت الصناعات العسكرية قادرة على صنع شيء مماثل له؟ فرد بالقول وبكل ثقة "نعم وأفضل منه، لكن بحاجة إلى إمكانيات".

بالفعل بدأ الغول مشروع تصنيع نسخة جديدة معدلة من قاذف آر. بي. جي. والذي عرف لاحقا باسم "قاذف الياسين" تيمنا بمؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، وأجرى عليها عدة تجارب ناجحة، بحسب قول المصدر.

وأضاف القيادي في "كتائب القسام"، يقول إنه "بعد شهرين طلب الغول عقد لقاء مع الشيخ شحادة ومعه نسخة من هذا القاذف، فسجد شحادة ومن معه شكرا لله أن أُنْجِز وبفعالية أكبر".

وأشار إلى أنه "منذ ذلك الوقت وصناعات القسام لم تتوقف لحظة واحدة عن تصنيع هذا النوع من السلاح وذخيرته، فكانت كل مجموعة في القسام لديها أكثر من قاذف".

وأكد أن قيادة القسام أطلقت اسم "قاذف الياسين" على أحدث صناعتها العسكرية "ولم يُعْلَن عن إدخاله للخدمة، إلا بعد أن استخدمته القسام خلال تصديها لاقتحام قوات الاحتلال مقر الأمن الوقائي في تل الهوا بغزة (عام ٢٠٠٢) حيث كانت تلك المرة الأولى التي يتم فيها استخدامه".

وأكد أنه "تم خلال السنوات الماضية إدخال عدة تعديلات على هذا القاذف من خلال الأجيال المتعاقبة لمهندسي القسام وبمتابعة حثيثة من قبل محمد ضيف القائد العام لكتائب القسام؛ حتى وصل إلى النسخة الأخيرة ١٠٥ الترادفية، والتي واكبت التحصينات الجديدة التي أدخلها جيش الاحتلال على دباباته مؤخرا ليصبح رأسه المتفجر عبارة عن راسين الأول خارقاً والثاني تكون به الحشوة المتفجرة".

وأشار إلى أن "قاذف الياسين" أخف وزنا من قاذف آر. بي. جي، وسهل الحمل، ويعطي المقاتل قوة كبيرة على المناورة وحرية التنقل بخفة خلال استخدامه.

وأعلنت "كتائب القسام" أنها دمرت العشرات من المدرعات والدبابات التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ بدء العدوان على غزة. وكشفت الكتائب أن عمليات التدمير تلك تمت عبر قذائف "الياسين 105".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
3 أشخاص من عصابات "أبو شباب" يسلمون أنفسهم للمقاومة في غزة
يوليو 6, 2025
أعلنت وحدة "سهم" (شكلتها وزارة الداخلية في غزة عام 2024)، مساء الأحد، تسليم ثلاثة أشخاص من عصابة ما يعرف بـ"أبو شباب" لأنفسهم. وقالت الوحدة في بيان مقتضب، إنه "في ظل الحديث عن قرب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وبعد بيان الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة صباح اليوم، ثلاثة أشخاص من عصابات ياسر أبو شباب
"حماس" ترحب بالبيان الختامي لقمة "بريكس"
يوليو 6, 2025
رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأحد، ما جاء في البيان الختامي لقمة (بريكس) المنعقدة في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، ودعوته لوقف إطلاق النار في غزة وانسحاب جيش الاحتلال، وإدانته لانتهاكات القانون الإنساني الدولي واستخدام التجويع وسيلة للحرب. ودعت "حماس" دول مجموعة "بريكس"، وكل دول العالم، إلى "ممارسة الضغوط على حكومة الاحتلال الإرهابي، للامتثال للقانون
هل يمنع الاحتلال توظيف المعلمين الدارسين في الجامعات الفلسطينية بالداخل المحتل؟
يوليو 6, 2025
رأى العديد من المتابعين، أنّ إقرار "الكنيست الإسرائيلية" وتصدبقها بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون وقرار بموجبه رفض منح رخصة تدريس لكل من يحمل شهادة من المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية، يرمي إلى "تحقيق العديد من المكاسب السياسية والوطنية وفي مقدمتها ضمان عدم تأثر الطلبة بالأبعاد الوطنية والإبقاء على حالة الفصل بين فلسطيني الداخل وأهالي الضفة الغربية". بدوره
بطولات جديدة لـ"القسام".. الكتائب تعلن عن عمليات جديدة ضد جيش الاحتلال
يوليو 6, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، الأحد، دك تجمعات جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في منطقتي "السطر" و"القرارة" شمال مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بقذائف الهاون. كما أعلنت "القسام" في بيان مقتضب، استهداف مغتصبتي "نيريم" و"العين الثالثة" بصواريخ "رجوم" من عيار 114 ملم. وفي وقت سابق أمس السبت، عرضت كتائب "القسام" مشاهد لإغارة مقاتليها على
غزة.. تفنيد رسمي لادعاءات أميركية تحاول تبييض جرائم مؤسسة "GHF"
يوليو 6, 2025
فنّد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الأحد، ادعاءات وزارة الخارجية الأمريكية التي تحدثت عن "هجوم بالقنابل" من قبل المقاومة الفلسطينية على عاملين أمريكيين بمراكز توزيع المساعدات التابعة لما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية – GHF". وأكد المكتب في بيان، أن هذه الاتهامات عارية تماما عن الصحة، وتندرج ضمن محاولات مكشوفة لتبرير استمرار القتل والتجويع بحق
صحة غزة: نقص حاد في وحدات الدم يهدد حياة المصابين
يوليو 6, 2025
حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأحد، من نقص شديد في وحدات الدم ومكوناته بمختبرات وبنوك الدم، في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي وتزايد أعداد المصابين بجروح خطيرة. وقالت الوزارة في بيان صحفي، إن الاحتياج العاجل للدم يتفاقم يوما بعد يوم، بينما تعجز بنوك الدم عن تلبية الكميات المطلوبة. وأضافت أن ما يتم توفيره