هل تكون "المنطقة العازلة" خطوة إسرائيلية للنزول عن الشجرة؟

يرى الكاتب والمحلل السياسي الأردني، عاطف الجولاني، أن "طرح نتنياهو لخيار إقامة منطقة عازلة على طول السياج الفاصل مع غزة، ربما يهدف للرجوع خطوة إلى الوراء في حال اضطر لذلك، نتيجة فشله في تحقيق أهدافه المعلنة بتدمير حماس وإنهاء سيطرتها على القطاع".

وكانت هيئة /البث الإسرائيلية/ نقلت عن مصادر مطلعة، قولها إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأن إسرائيل ستقيم (منطقة أمنية عميقة) داخل قطاع غزة في اليوم التالي للحرب وستتولى المراقبة الأمنية في القطاع".

ونقلت مصادر صحفية غربية، عن مسؤول إسرائيلي، أن "دراسة فكرة المنطقة العازلة لا تزال مستمرة وليس من الواضح حاليا مدى عمقها، وأنها ربما تصل إلى كيلو متر واحد أو كيلو مترين اثنين أو مئات الأمتار داخل غزة".

وقال الجولاني، في حديث لـ"قدس برس"، :لا شك أن نتياهو يرغب بتحقيق إنجاز عسكري من خلال عدوانه الذي استأنفه ضد قطاع غزة، لتبرير فشله في 7 أكتوبر، لكنه بات يدرك أن تحقيق ذلك غير مضمون، والمدى الزمني المتاح أمامه قد لا يكون مفتوحًا".

وتابع: "هو (نتنياهو) قد يكون معنيًا في لحظة معينة بالبحث عن بدائل تتيح له التراجع دون أن يُفسّر ذلك تخليًا عن أهدافه، بمعنى أن إقامة منطقة عازلة ربما يكون خيارًا احتياطيًا يلجأ إليه نتنياهو للهروب من الاعتراف بالفشل ولتسويق العودة خطوة إلى الوراء، وهي مؤشر ضعف لا قوة كما يحاول نتنياهو ترويجه".

وأشار الخبير السياسي الأردني، إلى أن "نتنياهو يدرك أن السقوف التي طرحها لأهداف الحرب مرتفعة وقد لا تكون قابلة للتحقيق، ويدرك في ذات الوقت أن لدى مستوطني غلاف غزة تخوفات كبيرة من العودة إلى منازلهم في ظل احتفاظ المقاومة بسلاحها وقدراتها العسكرية".

وعن سياقات طرح خيار "المنطقة العازلة"، يرى الجولاني، أنها تأتي لـ"طمأنة مستوطني الغلاف، بأن أمنهم سيكون متحققًا في ظل وجود منطقة فاصلة، ومن غير الواضح فيما إذا كان ذلك سيقنع المستوطنين أم لا".

ويرجح الجولاني بأن طرح نتنياهو للفكرة، وحتى لو حظيت بتأييد أمريكي ضمني، "لا يعني بالضرورة إمكانية نجاحها من الناحية العملية، فالأمر يتعلق بنتائج المواجهة ولا يتعلق بإرادة نتنياهو وحده، فإن لم تسلم بها المقاومة كما هو مؤكد، فإن القدرة على فرضها ستكون موضع شك".

وحول النتائج المتوقعة في حال نجح الاحتلال في إقامة المنطقة العازلة، توقع الجولاني أن تكون "سببًا إضافيًا للتوتر واستمرار حالة الاشتباك، والتمهيد لجولات مواجهة جديدة، وهو أمر قد يتعارض مع الاستراتيجية الأمريكية لخفض التصعيد في المنطقة".

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، استشهد أكثر من 15 ألف مواطن، بينهم 6150 طفلا، وأكثر من 4 آلاف إمرأة، إضافة إلى أكثر من 37 ألف جريح، في حصيلة غير نهائية.